فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تسريبات حول تنازل عن الأقصى .. في أعقاب مؤتمر صهيوني حاشد دعا لهدمه وبناء الهيكل
مؤسسة الأقصى: الجنون الإسرائيلي المتصاعد لاستهداف المسجد الأقصى مقلق وخطير جداً وعلى الجميع العمل على لجمه
القدس المحتلة, الاثنين, 24 - 1 - 2011م, 20 - 2 - 1432 هـ - قالت مؤسسة الجزيرة الإعلامية أمس الأحد (23-1) إن سجلات تفاوض حصلت عليها بينت أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم المسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه التسريبات في أعقاب مؤتمر يهودي حاشد دعا لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الاقصى ومطالبة جماعات يهودية لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتنفيذ وعده "بإقرار صلوات يهودية في الأقصى".
وبحسب الجزيرة, فإن محاضر اجتماع عقد بتاريخ 21 -10- 2009 في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بين أن عريقات اقترح حلا مبتكرا تمثل في التخلي عن المسجد الأقصى, وإخضاعه للجنة دولية, مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس.
كانت محادثات كامب ديفيد عام 2000 المرة الأولى التي طرحت فيها فكرة تقسيم المسجد الأقصى المبارك رسميا, وهو ما رفضه رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك, ياسر عرفات, مما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر من نفس العام إثر اقتحام مجرم الحرب أرئيل شارون المسجد المبارك, وقيامه بجولة استفزازية فيه.
ويحتل الكيان الصهيوني شرقي القدس, والذي يضم البلدة القديمة حيث المسجد الأقصى المبارك, منذ عدوان عام 1967م, وبداية من عام 2000, كثف اعتداءاته على المسجد الأقصى لتشمل اقتحامات متدرجة لفرض السيطرة على ما فوق أرضه, مع استمرار الحفريات الهادفة للسيطرة على ما تحت الأرض منذ بدء الاحتلال.
وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد ذكرت في تقرير صحفي لها يوم الاثنين (3-1-2011) أن هناك مساعٍ متصاعدة من قبل سلطات الاحتلال, وأذرعها الممثلة في الجماعات والمنظمات اليهودية التي توصف بالمتدينة أو بالمتطرفة, من أجل تسريع بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.
وبحسب المؤسسة, عقدت الجماعات اليهودية المتدينة "الحريديم" يوم الخميس (30-12-2010) مؤتمرا وحفلا حاشدا في غربي القدس المحتل عام 1948 دعا الى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك وتخلله إلقاء محاضرات وعرض رسومات تجسد هذا البناء.
وبدأ تيار الحريديم ينشط في الأسابيع الأخيرة في جرائم استهداف المسجد الأقصى وتدنيسه ومحاولة تهويده.
ونشرت مواقع إلكترونية تابعة لليمين المتطرف أخبارا وصورا تؤكد عقد المؤتمر تحت رعاية البلدية العبرية في القدس - قسم التربية التوراتية بحضور الآلاف من هذا التيار في "مباني الأمة" في غربي القدس, حيث تخلله عرض شرائح من احد "الربانيم" حول إقامة "الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى, خاصة في منطقة الجامع القبلي المسقوف, والذي يطلقون عليه "مسجد عمر", بالإضافة الى عرض شرائح وشروحات عن شعائر تقديم القرابين في "مذبح الهيكل", "كما سيكون قريباً" – بحسب بيانهم.
وحذّرت المؤسسة أن يكون نتنياهو وراء مثل هذه المؤتمرات خاصة وأن جماعات يهودية أخرى وجهت إليه في الأيام الأخيرة, عبر وسائل إعلامها, طلباً بالوفاء لوعد قطعه لهم سابقاً بأنه في حالة رجوعه الى سدة الحكم فإنه سيقوم بإقرار وترتيب صلاة اليهود في المسجد الأقصى المبارك.
ونشرت وسائل إعلام يمينية نص رسالة من نتنياهو أرّخت في عام 1995م الى احد نشطاء اليمين بهذا الصدد, كما نشرت طلبا تقدم به عدد من نشطاء اليمين الى نتياهو بأن يصدر تعليمات للشرطة لترتيب أداء اليهود للصلاة داخل المسجد الأقصى.
وأحيا الصهاينة خرافة الهيكل الذي يزعمون أنه كان في موقع المسجد الأقصى المبارك منذ أواخر القرن التاسع عشر في إطار مشروع استيطاني رعاه الغرب يهدف للسيطرة على أرض فلسطين ومحو هويتها العربية الإسلامية.
وكان جنود الاحتلال الصهيوني قد أقدموا على إدخال 700 مستوطن يهودى دفعة واحدة إلى المسجد الأقصى, في أواخر شهر فبراير 2010 بعد أن أغلقوا بواباته بالجنازير لمنع الفلسطينيين من دخوله, وقاموا بتفريغ ساحاته واقتحامها بقوة قُدّرت بـ300 عنصر, للسماح لهذه المئات بالتجول في ساحات الأقصى بصورة حصرية, وذلك للمرة الأولى في التاريخ, فيما وصف بالتجربة العملية على فرض تقسيم المسجد المبارك بين المسلمين واليهود.
المصدر: مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (بتصرف)