فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
الدور الحاخامي للاحتلال والتوسع اليهودي
دور الحاخامات اليهود في احتلال فلسطين:
يرى حاخامات اليهود وجوب تحرير أرض "إسرائيل!!" من الغاصبين!، ويعتبرون الجيش الذي يقوم بذلك مقدساً، كما قال الحاخام " تسفي يهودا كوك - الزعيم الروحي لجماعة غوش أمونيم: "إن الجيش الإسرائيلي كله مقدس لأنه يمثل حكم شعب الله على أرضه"[1]
وجعل قادة اليهود من الحاخامات الحرب أساساً من الأسس لاستمرار هذا الكيان المغتصب "فقد أعلن الحاخام العسكري (لإسرائيل) موشيه جورن أن الحروب الثلاث التي جرت بين (إسرائيل) والعرب خلال السنوات 1948م ، 1956 م، 1967م هي في منزلة الحرب المقدسة فأولها لتحرير أرض إسرائيل والثانية لاستمرار دولة إسرائيل أما الثالثة فقد كانت لتحقيق نبوءات إسرائيل .[2]
وبعد يومين من سقوط مناطق 1967م (بعد حرب 1967م) في (يونيو) كان الطلاب يتجمهرون أمام مبنى الكنيست مرددين الشعار التالي: " إياكم وإرجاع المناطق المحتلة[3]".
وأفتى الحاخام الأكبر بعد احتلال فلسطين في 1967م بتكفير كل من يتخلى عن شبر واحد أو ذرة واحدة من "أرضنا الموعودة" زعموا - وصرح وزير الشئون الدينية في الكيان اليهودي زراخ فارها فتيغ بقوله "ها قد عدنا إلى أرضنا، ومن الآن إلى الأبد"[4].
ويدعم الحاخام الأكبر لليهود السفارديين "إسحق نسيم" حيث سارع إلى إرسال برقية تهنئة لوزير الدفاع موشيه ديان بعد احتلاله جميع فلسطين في 1967م وجاء في نص البرقية مخاطباً ديان: "لقد أعطيت التعبير الصحيح لاعتقاد إسرائيل بصدد أرض إسرائيل وتغلغلت في أعماق التصور اليهودي، فلتكن لك نعمة العيش لرؤية هذه الأماكن جميعاً وقد تم استيطانها وعم ازدهارها على أيدي إسرائيل"[5].
وأعلن حاخامات اليهود نواياهم وتأييدهم والتي كانت مترسبة في عقل الباطن لديهم، فها هو حاخام الجيش الإسرائيلي الأكبر شلو غورين "يسارع بدوره إلى المطالبة بإقامة كنيس يهودي "الهيكل الثالث" فوق ساحة المسجد الأقصى وعلى أنقاضه" [6].
وأعلن حاخام إسرائيل الأكبر ، إسحق نسيم غداة الخامس من يونيو 1967م بأنه: " أرض إسرائيل هي ميراث مقدس لدى كل يهودي"[7].
فتلك هي بعضاً من أقوال حاخامات اليهود الدالة دلالة صريحة على اعتبار أن القتال في فلسطين واجب ديني مقدس، وتحريم التخلي عن أي جزء منها وتلك التصريحات والأفعال والأقوال تؤكد وبصورة قاطعة على دور الحاخامات ومؤسساتهم الدينية في تبرير الأطماع التوسعية اليهودية وترسيخها وحث الشعب اليهودي على الاستمرار في اغتصابهم لأرض فلسطين.
فتاوى حاخامات اليهود بقتل المدنيين الفلسطينيين:
ويبيح حاخامات اليهود قتل الفلسطينيين سواءً كانوا مدنيين أم عسكريين وبدون تحفظ لأنهم وحسب قولهم - أغيار - لا حرمة لهم ولا عقاب على قتلهم، ويبثون تلك الأقوال علناً من أجل إرشاد الجنود المتدينين حيث أكد "إسرائيل شاحاك" في كتابه تاريخ اليهود أنه جاء في كتيب نشرته قيادة المنطقة الوسطى في الجيش اليهودي عام 1973م وهي المنطقة التي تشمل الضفة الغربية وقد كتب الكاهن الرئيسي لهذه القيادة في الكتيب يقول: "عندما تصادف قواتنا مدنيين خلال الحرب أو أثناء مطاردة أو في غارة من الغارات، وما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان هؤلاء المدنيون غير قادرين على إيذاء قواتنا، فيمكن قتلهم بحسب الهالاخاه[8] ، لا بل ينبغي قتلهم إذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف، حتى وإن أعطى انطباعاً بأنه متمدن ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل إنها مأمورة بالهالاخاه بقتل حتى المدنيين الطيبين أي المدنيين الذين يبدون طيبين في الظاهر "[9].
وحقيقة القانون اليهودي (الجنائي) لا يعاقب اليهود المتسببين بقتل مدنيين فلسطينيين معاقبة حقيقية بل تكون شكلية فقط، وهذا مبني على تعاليم تلمودية والتي نصها في الموسوعة التلمودية:
" أن اليهودي الذي يقتل - أحد الأغيار - يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة " [10].
ويؤكد هذه الحقيقية الصحفي والكاتب اليهودي إسرائيل شاحاك حيث يقول: "والواقع هو أنه في كل الحالات التي أقدم فيها يهود على قتل عرب غير محاربين، في سياق عسكري أو شبه عسكري - بما فيها حالات القتل الجماعي، كما في كفر قاسم عام 1956م فإن القتلة - إن لم يكن قد أطلق سراحهم جميعاً - تلقوا أحكاماً خفيفة إلى أقصى الحدود أو نالوا إعفاءات خففت عقوباتهم إلى حد باتت معه في حكم اللاشيء "[11].
" بل إن الأشخاص المذنبين بجرائم من هذا النوع يسمح لهم بالارتقاء حتى إلى مناصب عامة رفيعة، ومثالاً على ذلك، حالة شموئيل لاهيس الذي كان مسئولاً عن مذبحة قُتل فيها بين 50 و 75 فلاحاً عربياً، وبعد إحالته إلى محاكمة شكلية منح لاهيس عفواً كاملاً بفضل شفاعة بن غوريون ومضى هذا الرجل في سبيله ليصبح محامياً محترماً وفي أواخر السبعينات عين مديراً عاماً للوكالة اليهودية "[12].
ويحث حاخامات اليهود أتباعهم علناً على ارتكاب مجازر وأعمال قتل على غرار ما فعله بروخ غولد شتاين منفذ عملية المسجد الإبراهيمي. وصرح بذلك الحاخام اليتسور سيغال في مقالة له نشرت في نشرة تصدر باسم "معهد الفكرة اليهودية" الذي يدرس فيه، ووزعت على نطاق واسع بين المتدينين اليهود حيث قال: " إن الانتحار محرم حسب تعاليم الدين اليهودي ولكن في أوقات الحرب ليس هناك أحياناً شيء اسمه انتحار "ويسمح بتنفيذ عمل يؤدي للموت كما فعل البطل المقدس!! دكتور باروخ غولد شتاين في الخليل !!" [13].
وخاطب الحاخام " دوف ليؤر " حاخام مستعمرة كريات أربع في الخليل ابن المجرم غولد شتاين منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي في حفل ديني أقيم ليعقوب غولد شتاين بمناسبة بلوغه سن 13 عاماً وهو سن الرشد حسب التقاليد اليهودية: "سر على خطى أبيك لقد كان بطلاً عادلاً"[14].
بذاءات حاخامات اليهود :
المترقب لتصريحات حاخامات اليهود يجد أن هناك قاسماً مشتركاً لمعظم كبار أحبارهم، على اختلاف انتماءاتهم العرقية وفرقهم الكثيرة، فإن ما لا يتخلف عليه اثنان من بين حاخامات اليهود هو ذلك الكم من البذاءات والفتاوى والتحريض والتهجم ضد الإسلام والمسلمين.
ولا زال حاخامات اليهود يواصلون مسلسل بذاءاتهم ضد العرب والمسلمين والدعوة إلى قتلهم وأنهم كالحشرات والحيوانات حيث وصف الحاخام "عوفاديا يوسف" الزعيم الروحي لحزب شاس اليهودي الشرقي الفلسطينيين بأنهم "أسوأ من الثعابين، أنهم أفاعي سامة" .[15] وقال: هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية أن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء. وإن العرب يتكاثرون كالنمل تباً لهم فليذهبوا إلى الجحيم".
ودعا زعيم حاخامات المستوطنين " زلمان ملميد " جنود الاحتلال للتمرد ورفض أوامر إخلاء المستوطنات حتى لو أدى ذلك للقتل .[16]
وكرر مرارا الحاخام بورج إشادته بالمجرم باروخ جولد شتاين منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي في منتصف رمضان 1994م بالخليل وقال إن ما قام به تقديس لله ومن الواجبات اليهودية الدينية.
وصرح حاخام إسرائيل الأكبر "إسرائيل مئير لاو" بموافقته على سياسة المجرم شارون والقاضية بتصفية نشطاء الانتفاضة الفلسطينيية وقال إنه "الأسلوب الوقائي واعتراض الناشطين الفلسطينيين مبرر تماماً من ناحية التقليد الديني اليهودي، وإن إسرائيل تخوض حرباً من حروب الوصايا تقتضي الشريعة في إطارها ليس فقط الدفاع وإنما أيضاً المبادرة والإقدام "[17].
وفي رسالة لمؤتمر شبابي يهودي عقد في " بروكلين " في الولايات المتحدة قال الحاخام ابراهام شابير الذي كان الحاخام الأكبر لليهود " نريد شباباً يهودياً قوياً أو شديداً، نريد شباباً يهودياً يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم ".
جرائم وممارسات أفراد الجماعات اليهودية في فلسطين :
سمح للمستوطنين اليهود - وهم بعرف القانون اليهودي مدنيون!! - بحيازة السلاح وقتل ما يحلو لهم من المسلمين الفلسطينيين، حيث أن القيادة اليهودية لم تستخدم أي ضوابط لمنع المستوطنون اليهود من قتل الفلسطينيين، بل إن الأمر الواقع يفتح لهم الضوء الأخضر لممارستهم العدائية القاتلة. ولهذا فإن مستوطنو الأراضي المحتلة وأعمالهم الإرهابية تلقى دعماً رسمياً وسياسياً ومدنياً وعسكرياً يتواصل داخل أوساط واسعة من الرأي العام اليهودي.
وتحت عنوان "مشاغبون دون أية قيود" جاء في صحيفة دافار اليهودية "أن النتائج المستخلصة لعينه من الحوادث التي قام بها مستوطنون ضد الفلسطينيين وردود فعل الشرطة الإسرائيلية تجاهها، تشير إلى صمت سلطات القانون إزاء المستوطنين"[18].
وفي تقرير إخباري قالت صحيفة هارتس: " أن هناك تساهلاً من قبل الدولة الإسرائيلية ضد المواطنين الإسرائيليين".
وجاء في عدة إحصاءات واستطلاعات قامت بها (مؤسسات يهودية) بيانات وأرقام توضح العداء وطبيعة الشارع اليهودي ومواقفه من المسلمين:
80 % لمغادرة العرب من ( أرض إسرائيل ).
66% مع الحركات اليهودية المتطرفة.
65% برروا استخدام العنف ضد المسلمين[19].
وتبرر اللجنة اليهودية في الخليل اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بأنها ضرورية لإعادة خلق عنصر الردع الذي فقده الجيش حسب تقديرهم في المواجهة مع الفلسطينيين. وفي الحالات الكثيرة التي نفذ بها هؤلاء اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين كالعمليات التي قامت بها حركة كاخ وغيرها من الحركات والجماعات وتكون تلك العمليات بمشاورة ومباركة الحاخامات، وقد قالها الحاخام دوف ليئور وهو حاخام مستوطنة كريات أربع علناً لشارون قال له:"إن كل مستوطن من مستوطني المستوطنة هو جندي في الجبهة".
وهكذا يتضح مما سبق أن الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون اليهود رجالاً ونساءً إرهاب تدعمه وتغذيه الحكومات اليهودية ويؤيده ويناصر المجتمع اليهودي المجرم!!.
وطلاب المدارس والمعاهد الدينية اليهودية في القدس وباقي المناطق أكثر عداوة وحقداً وقتلاً للمسلمين بطعنات السكاكين وغيرها من الأسلحة، وأهل فلسطين يعرفون الدور الذي يقوم به أمناء جبل الهيكل وحركة بيتار وجماعة الحاخام كهانا وأتباعه والحاخام غرشون وغيرهم كذلك، والذين يقومون بهجوم مسلح بين فترة وأخرى.
رسائل الحقد اليهودي :
وتلك الجماعات اليهودية أرسلت العديد من رسائل التهديد لمدير الأوقاف الإسلامية ومدير الوعظ والإرشاد. وإليك أخي القارئ نموذجاً من رسائل التهديد:
إلى مدير الأوقاف الإسلامية ومديرية الوعظ والإرشاد نبدأ رسالتنا بكم لتحذيركم من مغبة هجماتنا والسلطة التي بيدنا والصلاحية المعطاة لنا من قبل الحكومة الإسرائيلية.
فلذلك وعليه تم تحذيركم لعدم التعرض لجميع المتدينين اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى وعدم منعهم وإلا سوف تكون النتيجة قاسية، وتفجير أقصاكم تفجيراً كاملاً والصخرة والساحات المجاورة وفي أوقات الأزمة لقتل أكبر عدد من العرب.
لقد تم اتخاذ هذا القرار بالإجماع في المجلس القروي الذي تم عقده في يوم السبت الموافق 13/3/82 م وبالتنسيق مع لجنة ومتديني أمناء جبل المقدس وأمناء جبل الهيكل وجماعة كهانا .
التوقيع : زعماء روابط القرى ، بيت لحم - والمتدينين كهانا [20].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صراعنا مع اليهود في ضوء السياسة الشرعية – د. محمد عثمان شبير – ص 65.
[2] شريعة الحرب عند اليهود - حسن ظاظا ص 128 .
[3]إسرائيل الكبرى - دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني - د. أسعد رزوق - ص 524 الطبعة الثالثة دار الحمراء للطباعة والنشر .
[4] إسرائيل الكبرى - دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني - د. أسعد رزوق - ص 525
[5] إسرائيل الكبرى نقلاً عن jerusalem post ,Friday . Aagust11,1970
[6] صحيفة الأوريان اللبنانية نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية 17 أغسطس 1967 - المصدر السابق ص 493 .
[7] إسرائيل الكبرى ، ص 499 .
[8] الهالاخاه : هي النظام القانوني لليهودية الحاخامية - المستمدة من التلمود البابلي والمصنفة حسب الشرائع التلمودية تصنيفاً يسهل قراءتها والرجوع إليها .
[9] تاريخ اليهود ، الديانة اليهودية وطأة 3000 عام - إسرائيل شاحاك ص 131 نقلاً عن الكولونيل الحاخام أ.افيدان ( زيميل ) " طهارة السلاح في ضوء الهالاخاه ".
[10] تاريخ اليهود - إسرائيل شاحاك ص 130
[11] تاريخ اليهود - إسرائيل شاحاك ص 135
[12] تاريخ اليهود - إسرائيل شاحاك ص 164
[13] السبيل الأردنية عدد 156 - 19- 25/11/1996 م
[14] السبيل الأردنية عدد 156 - 19-25/11/1996 م
[15] رويترز 7/10/2000 م
[16] جريدة البيان 8 يناير 2001 م
[17] موقع قناة الجزيرة على الشبكة العالمية الإنترنت 28 / 7 / 2001 م.
[18] صحيفة دافار اليهودية في 22/12/1993 م
[19] جريدة الرأي العام – 21/5/2001م .
[20] من كتاب حقائق حول قضية فلسطين للشيخ / الحسيني
.