فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

اللجنة الشعبية": الاحتلال ينتهج إستراتيجية نشر الأوبئة في قطاع غزة.

 

الأربعاء 30 من جمادى الأولى 1429هـ 4-6-2008م

 

مفكرة الإسلام: أكد رئيس الحملة الشعبية لمواجهة الحصار أن الكيان الصهيوني ينتهج إستراتيجية نشر الأوبئة والأمراض الفتاكة بقطاع غزة, في ظل حالة الحصار الشامل المضروب على القطاع والتي تدخل عامها الثالث خلال أيام.

وحذّر جمال الخضري رئيس الحملة من كارثة بيئية يموت فيها المئات من أهل القطاع الذين يبلغ عددهم مليونًا ونصف المليون, بسبب منع إدخال الوقود؛ ما ترتب عليه توقف محطات المعالجة عن العمل؛ الأمر الذي ينذر بانتشار الأمراض المعدية والأوبئة, مشيرًا إلى حرب الإبادة التي يتعرض لها أهل القطاع بدم بارد.

 وتعد الأمراض المزمنة من أكثر الأمراض خطوة في غزة, والتي منها أمراض القلب والسكر والسرطان والفشل الكلوي, ما حدا برئيس اللجنة أن يحذر من تفاقمها نتيجة نقص العلاج الذي تفرض سلطات الاحتلال حظرًا على دخوله.

وتدخل العقاقير الطبية والمستلزمات العلاجية ضمن قائمة المحظورات التي تمنع إسرائيل من دخولها إلى القطاع, والتي يندرج تحتها كذلك المواد الغذائية والتموينية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الوقود والطاقة الخارجية التي يعتمد القطاع عليها اعتمادًا كليًا، علاوة على المستلزمات الصناعية الأوّلية ومواد البناء والكثير من السلع والاحتياجات اللازمة لمعيشة السكان.

وأكد الخضري أن الاحتلال يعمد إلى جعل العالم ينسى المشكلة الأساسية التي يعاني منها أهل غزة وهي الحصار بافتعال "أزمة داخل أزمة", "وذلك من خلال فرض واقع على الأرض يصبح حقيقة وعلى الناس أن يتعاملوا معه".

خدعة إمداد الوقود:

وأكد الخضري أن الكيان الصهيوني يخدع العالم عندما يوحي بأنه يسمح بإدخال الوقود, مؤكدًا أنه "أمر مخادع وبعيد عن الواقع".

 وتقوم إسرائيل من حين لآخر بالتصريح بإدخالها كمية من الوقود بعد أن تمارس عليها ضغوط لإدخاله, إلا أن كمية الوقود التي يتم إدخالها لا تكفي لتسيير بعض أمور القطاع وتشغيل محطات المعالجة إلا لعدة ساعات, ثم يعود الأمر لسابقه مرة أخرى.

 واستنكر الخضري حالة الإغلاق, مؤكدًا أن "مجرد إدخال مواد غذائية أو أدوية لا يعني انتهاء الحصار", مشيرًا إلى أن إنهاء الحصار "يكون بفتح المعابر وإنهاء الإغلاق والسماح بالحركة التجارية والتنقل التجاري وإدخال البضائع ودخول وخروج الناس".

إبادة جماعية:

وفي سياق ذي صلة اعتبرت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" ما يقوم به الاحتلال الصهيوني في غزة عملية "إبادة جماعية" بحق مليون ونصف المليون إنسان.

وقال عرفات ماضي، المتحدث باسم الحملة في تصريح له من بروكسل: "إن سياسة الحصار وإغلاق المعابر ألقت بآثارها السلبية على الفلسطينيين في غزة عمومًا وعلى الأطفال بصورة خاصة، وتسببت في تردي الأوضاع الصحية للأصحاء منهم، أما حالة المرضى فقد ازدادت تدهورًا وسوءًا بسبب نقص الدواء، وضعف إمكانيات المستشفيات عن استيعابهم".

نكبة وإبادة عسكرية:

وأضاف ماضي: إن ما يتعرّض له قطاع غزة هو "نكبة" قاسية بكل تفاصيلها، تهدّد ما تبقى للفلسطينيين فيه، من فرص الحياة الإنسانية اللائقة.

وتابع: "في الوقت الذي يحيي فيه الشعب الفلسطيني الذكرى الستين لنكبته، يعيش مليون ونصف المليون في قطاع غزة نكبة جديدة، بكل ما للكلمة من معنى، فهم يتعرّضون لحرب إبادة عسكرية، إلى جانب حرب إبادة تستهدف جميع مقومات الحياة البشرية من ماء ودواء وغذاء، حتى الوقود والكهرباء التي باتت عصب الحياة في هذا العصر".

كارتر: الحصار الصهيوني أحد أبشع الجرائم في العالم:

وعلى صعيد آخر, وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحصار "الإسرائيلي" لقطاع غزة بأنه أحد أبشع الجرائم التي ترتكب حاليًا ضد حقوق الإنسان في العالم كله.

وأكد كارتر الفائز بجائزة نوبل للسلام أنه ليس هناك مبرر يمكن قبوله لمعاملة أهالي غزة بهذا الأسلوب، في إشارة إلى الحصار اللا إنساني المفروض على المدنيين من أبناء قطاع غزة عقابًا لهم على استعمال حقهم الديمقراطي في انتخاب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، وما أعقب ذلك من سيطرة الحركة على القطاع في يونيو عام 2007.

وقد توفي خلال مايو الماضي 32 مريضًا فلسطينيًا ثلثهم من الأطفال والرضع جراء الحصار الخانق على القطاع نظرًا لنفاد الدواء ومنعهم من السفر لتلقي العلاج, وذلك بزيادة كبيرة عن شهر أبريل, حيث توفي فيه 20 مريضًا فلسطينيًا.

 

.