فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

اعتداءات يهودية في شهر الخيرات

عيسى القدومي

16-7-2013

تمادى الاحتلال الصهيوني ومؤسساته وأذرعه في اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، وصعدوا من ممارساتهم الإجرامية في الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك هذا العام،  فبعد أن أضحى المسجد الأقصى مقصدهم الأساس في المناسبات والأيام العادية.

 والجولات اليومية من الجماعات اليهودية التي تترادف معها ممارسة الطقوس التلمودية، والاستفزازية للمصلين المسلمين في المسجد الأقصى، بل استمرت ممارساتهم وتصاعدت؛ مما  دفع المؤسسات الإسلامية العاملة لحماية المسجد الأقصى (كمؤسسة الأقصى) إلى دعوة عموم أهل القدس والداخل الفلسطيني ومن يستطيع الوصول من أهل الضفة الغربية إلى القدس، بمزيد من تكثيف شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، واستثمار شهر رمضان لحشد أكبر عدد من المصلين فيه، معتبرة أن المدّ البشري مهم جدا في هذه المرحلة المصيرية التي يمرّ بها المسجد الأقصى.

 وذلك بعد أن تعمد قطعان المغتصبين اليهود باستفزاز مقصود لانتهاك حرمة المسجد الأقصى في أول أيام الشهر المبارك؛ حيث اقتحم الأقصى مائة مغتصب من الأطفال والنساء والرجال منذ ساعات الصباح على شكل مجموعتين، ونظموا جولة في أنحائه.ولا شك أن هذا الاقتحام يدلل على خطورة الأمر، ولا سيما أن الأقصى يمر بمرحلة خطيرة وأيام صعبة، ولا سيما أن اليهود يستعدون -في ذكرى ما يسمى بـ(خراب الهيكل) المزعوم، التي ستكون بعد أيام قليلة- لاقتحامات، أكبر للمسجد الأقصى.

وقبل أيام دعا وزير الإسكان للاحتلال إلى بناء (الهيكل) مكان المسجد الأقصى المبارك. وترادف ذلك مع تنظيم جماعة (عائدون إلى جبل الهيكل)، وهي واحدة من الجماعات اليهودية الناشطة على صعيد (الهيكل المزعوم)ما أسمته (احتجاجات الخيام)، في خطوة تهدف من خلالها للدعوة لبناء الهيكل بعد خرابه.

وقبل أيام تسرب مقطع مصور لورشة عمل نظمها مركز (إرث بيغن)، بحث خلالها سبل اقتحام اليهود للمسجد الأقصى والصلاة فيه، وتطرق إلى مخطط بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وشارك في المؤتمر عدد من الحاخامات وجماعات يهودية ومنظمات عاملة لبناء الهيكل المزعوم، فضلاً عن عدد من المخططين والباحثين اليهود، وتضمن المؤتمر تصريحات في غاية الخطورة حول الجهات الحقيقية التي تقف وراء تزايد اقتحام الجماعات اليهودية للأقصى، وأبرز هذه الجهات هو جهاز الشاباك اليهودي، كما ورد على لسان أحد الحاخامات.

وذلك المقطع يكشف الأطماع المتزايدة للاحتلال في الأقصى، والتنسيق على أعلى المستويات بين الأجهزة الحكومية وتلك الجماعات المتطرفة، وكشفت بعض المداخلات دفع مؤسسات الاحتلال لتلك الجماعات لحشد قطعان المغتصبين أعضاء الجماعات المتطرفة لدخول المسجد الأقصى بإعداد كبيرة، وقال أحدهم: إن مدير جهاز الشاباك قد وبخه مرارا على قلة الأعداد التي جمعوها لاقتحام المسجد الأقصى.  وقال له نصاً لقد مكناكم للذهاب ودخول جبل الهيكل- بزعمهم  - فلماذا هذه الأعداد القليلة؟!! وأضاف: بتلك الأعداد لا يمكن تعزيز السيطرة على المسجد الأقصى.

وأضاف الحاخام اليهودي بأن جيلهم هو الجيل المعد والمهيأ لبناء الهيكل، وما عليهم إلا العمل وتسارع الخطى للسيطرة اليهودية على المسجد الأقصى، وأن الذي يمارس الآن من تلك الجماعات التعجيل في إقامة كنيس يهودي في جهة من جهات المسجد الأقصى، ثم فرض إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى  وأضاف نعم، كلنا نصلى من أجل إقامة الهيكل ونعمل من أجل ذلك.

 وما سبق يؤكد أن الجماعات اليهودية المتطرفة ما هم إلا الذراع الطولى لحكومة الاحتلال لتمارس من خلالهم التهويد والتغيير في المسجد الأقصى ومحيطه، فهم يقومون بما لا تستطيع الحكومة عمله علانية، وما تقوم به قوات الاحتلال في شرقي القدس ما هو إلا نموذج لما يقوم به الاحتلال وعصاباته من المغتصبين في كل أراضي فلسطين.

فأجهزة الدولة الرسمية كبلدية القدس ووزارة الداخلية ونظام المحاكم والشرطة وغيرهم، جميعها تعمل يداً بيد مع هيئات غير رسمية مثل جمعيات المغتصبين التي تقوم بمهام لا تستطيع الدولة القيام بها، إما لأسباب قانونية، أو لأنها غير لائقة. وتشكل جمعيات المستوطنين اليد الطولى للحكومة، وبالمقابل فهي تمولهم وتزودهم بدعم الحكومة ورعايتها، وبالتعاون مع كل سلطة تابعة للحكومة، ابتداء من البلدية وحتى الشرطة.

لذا نتاءل من الذي يدير من؟ أهي الدولة التي تدير المغتصبين؟ أم إن المغتصبين هم الذين يديرون الدولة؟!

.