فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

بين التبني رسمياً والتنصل إعلامياً.. بصمات "فتح" تظهر جلية في مجزرة الشاطئ.

 

 المركز الفلسطيني للإعلام / تضاربت المزاعم التي ساقتها حركة "فتح" ورئاسة السلطة وفريقها في رام الله في تفسير تفجير شاطئ غزة، والذي استهدف مجموعة من المواطنين المتنزهين، وأسفر عن استشهاد ستة خمسة منهم من القسام وإضافة إلى طفلة.

وقد لوحظ أنّ ردود أفعال حركة "فتح" في رام الله في الساعات الأولى التي أعقبت تفجير مساء الجمعة الدامي، قد ركّزت على إبراز فرضية مفادها أنّ التفجير هو عبارة عن "انفجار داخلي" تارة، وأنه يتعلق بما سمته "صراعات داخلية" في حركة "حماس"، لكنّ البيان الصادر في غزة خلا من إشارات كهذه.

تبني رسمي للمجزرة

فمن جهة؛ قطعت حركة "فتح" الشك باليقين بإعلانها المسؤولية رسمياً عن المجزرة المروعة التي ارتكبتها ضد عامة المواطنين المتنزهين على شاطئ غزة ليل أمس الجمعة (25/7)، والتي أودت بحياة ستة مواطنين، أحدهم طفلة صغيرة.

ولم تكتفي الحركة بتبني المجزرة، التي أديت من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني باستثناء قيادات نافذة في حركة "فتح" أخذت بتبرير التفجير، في اتصال هاتفي كما جرت العادة؛ بل إنها أصدرت بياناً رسمياً عليه شعارها وموقع باسم "حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح / كتائب العودة".

البيان الذي عنون بـ "مسلسل الانتقام مستمر وسنعود إلى غزة عاجلاً أم آجلاً" قال مخاطباً حركة "فتح": " نزف لكم بشرى استهداف عصابات من القتلة والمجرمين والذين كان لهم دور كبير في مسلسل الانقلاب الدموي وقتل أبنائنا، وهو احد ابرز مجرمي ميليشيات القسام وهو عمار مصبح، واستهداف نجل خليل الحية أحد أبرز قيادات التيار الانقلابي ونقول بأن دوره سيأتي بعد حين، واستهداف المفتي العام لحركة الانقلابيين وميليشياتهم السوداء مروان أبو راس"، كما جاء في البيان.

ولم يكتفي بذلك بل قال إن الدور "سيأتي على الجميع وعلى كل من شارك ولو بالكلمة" ضد حركة "فتح"، وتابع: "ونؤكد أن هذا الانتقام لن يكون بعيداً وإن انتقامنا سيطال كل المنتسبين إلى المليشيات السوداء المسماة بالقوة التنفيذية وكل عناصر وقيادات كتائب (القسام)"، بحسب البيان.

أهازيج تمجّد مرتكبي المجزرة!

وتأكيداً على ضلوع التيار الانقلابي ذو العلاقات القوية مع فريق السلطة برام الله؛ بث تلفزيون "فلسطين" التابع للرئاسة الفلسطينية في الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم السبت (26/7) أغنية فتحاوية "بعنوان يا ثوار الفتح .." وكان خلفية صوت الأغنية صور مجزرة شاطئ غزة.

وهنا اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تبني تلفزيون الرئاسة الفلسطينية لمجزرة شاطئ غزة، التي جرى فيها تفجير عبوة ناسفة بجمع من المتنزهين ليل الجمعة (25/7) "دليل على تورط قيادات من فتح وفريق رام الله بارتكاب هذه المجزرة".

وقال الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم حركة "حماس": "إن عرض تلفزيون فلسطين هذه الصور بهذه الطريقة يعتبر تبنياً رسمياً من الرئاسة الفلسطينية وفريق رام الله المسؤولية عن هذه المجزرة، وهذا هو دليل جازم على تورط قيادات من فتح وفريق رام الله في الترتيب لارتكاب هذه المجزرة البشعة خدمة لأجندة حزبية وخارجية".

واعتبر أبو زهري أن "ما أعلنه تلفزيون فلسطين يؤكد على مصداقية اتهام حركة حماس لأطراف من فتح وفريق رام الله بارتكاب المجزرة؛ ولذا فإننا ندعو الحكومة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استباحة الدم الفلسطيني التي ترتكبها أفراد مجردون من الدين والأخلاق والوطنية".

تنصّل وتوعدٌ بمجازر أخرى

لكن "الجناح السياسي" في التيار الانقلابي لحركة "فتح" يحاول رسم صورة مغايرة في الإعلام لحقيقة ما جرى وحقيقة أن جناحها الانقلابي العسكري هو المسؤول عن مجزرة الشاطئ بغزة والتي استهدفت عموم المواطنين المتنزهين.

ففي الوقت الذي أكدت فيه "اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة"، في بيان لها، ما سمته "موقفها السابق والدائم؛ أنها لم ولن تعط أي من كان الأوامر أن يقدم على عمل من شأنه أن يستهدف أو يطال أي فلسطيني"؛ توعّد نبيل أبو ردينة، الناطق بلسان رئيس السلطة محمود عباس، قطاع غزة بمزيد من الفوضى والتخريب ما بقيت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على سدة الحكم في غزة، وذلك في أعقاب المجزرة التي ارتكبت على شاطئ غزة وأوقعت ستة شهداء منهم خمسة من "كتائب القسام".

وعلل أبو ردينه لقناة "العربية" الفضائية فجر السبت (26/7) توعده لقطاع غزة بالقول: "إن ما يحدث في قطاع غزة هو بسبب عدم وجود السلطة الشرعية"، في إشارة إلى "حكومة" سلام فياض (غير الدستورية)، واستمرار وجود حكومة تسيير الأعمال التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع.

وقال المتحدث باسم رئيس السلطة: "إن ما يجري من فوضى في غزة وعدم وجود السلطة الشرعية سيؤدي في المستقبل إلى مزيد من الصراعات"، على حد تعبيره.

وقد لوحظ أنّ ردود أفعال حركة "فتح" في رام الله في الساعات الأولى التي أعقبت تفجير مساء الجمعة الدامي، قد ركّزت على إبراز فرضية مفادها أنّ التفجير هو عبارة عن "انفجار داخلي" تارة، وأنه يتعلق بما سمته "صراعات داخلية" في حركة "حماس"، لكنّ البيان الصادر في غزة خلا من إشارات كهذه.

اتهام بدليل

أصابع الاتهام التي تشير إلى تورط حركة "فتح" أكدها الدكتور خليل الحية، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بناء على معطيات، لكنها فضّل على كشفها حالياً إلى حين انتهاء التحقيق الجاري.

وشدد النائب الفلسطيني على أن "صدور بيان في حركة فتح يعلن تبنيه للعملية، وأن حديث مقاطعة رام الله السوداء من أن هذا التفجير جرى في إطار خلافات داخلية لحركة "حماس" يؤكد تورطها في الجريمة البشعة بحق الأبرياء أمس".

وفي السياق ذاته؛ أكد الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس كتلة "حماس" البرلمانية، أنّ محاولة رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" تلفيق اتهامات مزعومة بأنّ صراعات داخلية في حركة "حماس" كانت وراء المجزرة التي استهدفت رحلة مسجدية على شاطئ غزة؛ "تدلل على دور هذه الجهات في اقتراف المجزرة والتخطيط لها".

وقال موسى في تصريح خاص أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام"، فجر السبت (26/7)، إنّ "التلفيق والاتهام الرخيص الذي ردّدته الرئاسة الفلسطينية وحركة "فتح" بأنّ صراعات "حماس" الداخلية وراء الانفجار والمجزرة؛ يدلل على أنّ هذا الأمر يُحاك من مكتب رئيس السلطة مباشرة وأنه المسؤول عن كل هذه الجرائم، في ظل حقيقة أنّ كل المراقبين وكل الوقائع تفيد أنّ الحديث عن صراعات داخلية في صفوف حركة "حماس" وقيادتها هو مجرد كذبة كبيرة لا حقيقة ولا أصل لها".

عمليات سابقة مماثلة باعتراف

وأعاد القيادي البرلماني يحيى موسى، إلى الأذهان أنه قد "سبقت هذه المجزرة العديد من الجرائم الأخرى التي سبق أن تم تنفيذها أو التخطيط لتنفيذها وتم الكشف عنها، واعترف المجرمون بكل المخططات وأدلوا باعترافات تفصيلية أذيعت عبر الفضائيات وقادت إلى مكتب رئيس السلطة مباشرة، وتحديداً مستشاره المقرب الطيب عبد الرحيم".

وشدّد يحيى موسى على أنّ "ما حصل يمثل جريمة نكراء غير مسبوقة في التاريخ الوطني الفلسطيني، ولا يمكن أن يوصف من قاموا بها إلا أنهم منسلخون عن إنسانيتهم ووطنيتهم والأخلاق والدين، وأنهم مجرّد أدوات رخيصة لمشروع دايتون في المنطقة"، على حد تحذيره.

وقال الدكتور موسى "ما يجري هو مخطط لضرب المقاومة والوحدة الوطنية"، محذراً من أنّ "هذه الأدوات الرخيصة تسعى إلى أن تحقق ما عجز عنه الاحتلال وطائراته في استهداف واغتيال المقاومين الأبطال"، وأضاف "ما عجز عنه الاحتلال يحاول هؤلاء الخونة تنفيذه بأيدٍ قذرة خدمة لأسيادهم".

وحثّ القيادي البرلماني، الحكومة والشعب على القيام "بخطوات استثنئاية لمحاصرة هذا المجموعات"، مؤكداً "ضرورة وضع خطة وطنية متكاملة على جميع المستويات لمعالجة هذه الجرائم في بعدها القانوني والأمني والثقافي والاجتماعي، وحشد القوى للضرب بيد من حديد وبقوة هذه الأيدي القاتلة".

 

.