فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
الســامريون
السامريون وهي صيغة جمع للسامري ويسكنون السامرة في مدينة نابلس ويطلقون على أنفسهم " بنو إسرائيل " أو " بنو يوسف " باعتبار أنهم من نسل يوسف عليه السلام ، "كما يطلقون على أنفسهم اسم شومريم أي حفظة الشريعة باعتبار أنهم انحدروا من صلب يهود السامرة الذين لم يرحلوا عن فلسطين عند تدمير المملكة الشمالية عام 722 ق.م فاحتفظوا ببقاء الشريعة"[1]، "ويزعم السامريون أنهم البقية الباقية على الدين الصحيح" [2]
" والسامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه وهو الحق من ربهم فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة " [3] .
والكتاب المقدس عند السامريين هو أسفار موسى الخمسة ، ويضاف إليها سفر يوشع بن نون " وهم لا يعترفون بداود وسليمان عليهما السلام ، ولا يعترفون بقدسية جبل صهيون ، فلهم جبلهم المقدس حريزيم .
ولغة العبادة عند السامريين هي العبرية السامرية ، ولكن لغة الحديث ولغة الأدبيات الدينية كانت العربية [4].
ويحتفل السامريون بالأعياد اليهودية مثل يوم الغفران وعيد الفصح ولكنهم كانت لهم أعياد مقصورة عليهم وتقويم خاص بهم .
والعداء بين السامريين واليهود الحاخميين قديم ، إذ يذهب السامريون إلى أن اليهود الحاخاميين هرطقة وأنحراف ، وأن قيادة اليهود الدينية أضافت إلى التوراة وأفسدت النص ليتفق مع وجهة نظرها .
وينفي بعض اليهود عن السامريين صفة الانتساب إلى اليهودية كما أنهم يعاملونهم معاملة الأغيار في أمور الزواج والموت لأن هناك جدلاً شديداً حول أصلهم وتاريخهم وزاد الجدل حدة أن السامريون ليسوا صهاينة حيث أنهم لا يؤمنون بداود وسليمان ولا بجبل صهيون الذي يمثل إليهم قاعدة الكفر ، ولا بما يزعم به اليهود بجبل الهيكل إلا أن بعض اليهود يقولون أن أصل هؤلاء السامريين يرجع إلى من بقي من اليهود الجهلة الضعفاء في فلسطين بعد السبي البابلي"[5]
ويقول البعض الآخر من اليهود أنهم وحسب ما جاء في الإصحاح السابع عشر في سفر الملوك الثاني فإنهم لا يمتون إلى العبرانيين ولا إلى موسى أو يعقوب بصلة فهم جماعة من أخلاط الناس ومن الجوييم المتعاونيين مع أعداء اليهود أحضرهم الأشوريون وأحلوهم مكان بني إسرائيل في السامرة . والذين يقولون بهذا القول لا يسمون السامريين بهذا الاسم بل يطلقون عليهم " الكوتيين " ، أي الذين جاءوا مع الآشوريين من "الكوت" في العراق[6].
و منهم طائفة تسمى " السامرة " نسبة لجبل السامرة حيث كان ملكهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (5/174) عنهم : " السامرة، و هم رافضة اليهود ، هم في اليهود كالرافضة في المسلمين ، والرافضة تشابههم من وجوه كثيرة ، فإن السامرة لا تؤمن بنبي بعد موسى وهارون غير يوشع ، و كذلك الرافضة لا تقر لأحد من الخلف و الصحابة بفضل و لا إمامة إلا لعلي ".و ساق أوجها للتشابه بينهما .
وعددهم قليل جداً لا يتجاوز الخمسمائة يعيش أغلبهم في نابلس وقلة قليلة في حولون ( إحدى ضواحي تل أبيب ) ، وهي أقل فرقة من فرق اليهود عددا وانتشارا .
ويقدس السامريين جبل جريزيم ويرون أنه الموضع الذي وقف عليه إبراهيم بابنه ليذبحه وبنوا فوقه هيكلهم ليحجوا إليه ، فهم يؤمنون بأن جبل جريزم المجاور لنابلس هو المكان المقدس الحقيقي وهو القبلة الحقيقية الوحيدة لبني إسرائيل ويزعمون أن موسى عليه السلام كان يجعل قبلته نحو ذلك الجبل ، ويقولون أن داود وسليمان غيرا القبلة القديمة .
وجاء في معجم البلدان : كزيريم بيت عبادة للسامرة من اليهود بنابلس يزعمون أن الذبح فيه كان وأن الذبيح هو إسحاق[7].
أما السامريون فينسبون أنفسهم إلى هارون أخي موسى وينتخبون كاهناً أعظم يسمونه "الكاهن اللاوي " أي المنحدر من سبط لاوي أو ليفي الذي انحدر منه موسى وهارون ، وكثيراً ما يكتفون في تسميته بلقب " الحبر الكبير " وهم يعيشون بعزلة شديدة ويكثر فيهم الجهل والأمراض بسبب الزواج من الفئة نفسها ويتعاملون بالسحر وغيرها من الأعمال المحرمة وبعيدون عن العمل بحسب سننهم وعوائدهم ، ولا بحسب الشريعة والوصية التي يقولون أن الرب أن أمر بها بني يعقوب .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] موسوعة اليهود واليهودية 5/318 .
[2] الفكر الديني اليهودي د. حسن ظاظا- ص205
[3] البداية والنهاية ج 1 ص 319
[4] الفكر الديني اليهودي د. حسن ظاظا- ص205
[5] الفكر الديني اليهودي - د. حسن ظاظا-ص207
[6]المصدر السابق-ص207.
[7] معجم البلدان ج4 ص 459