فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
خبير فلسطيني: إسرائيل بدأت في حسم قضية القدس تمهيدًا لإعلانها عاصمة
الأربعاء 8 من ربيع الأول1430هـ 4-3-2009م
مفكرة الإسلام: أصدرت حكومة الاحتلال الصهيونية يوم الثلاثاء قرارًا بهدم 55 منزلاً فلسطينيًّا في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمالي القدس المحتلة؛ وذلك بذريعة عدم الترخيص.
واعتبر خبير الخرائط والأراضي الفلسطيني "خليل التفكجي" أن أوامر الهدم هذه غير مرتبطة بموضوع جدار ولا بقضية الترخيص، و إنما هو "بدء صراع تهويد القدس، والذي يمكن أن نعتبره صراع ما قبل النهاية".
وقال التفكجي في حديث مع شبكة "فلسطين اليوم": إن الجانب "الإسرائيلي" بدأ يأخذ على محمل الجد "القضية الديموغرافية" في القدس، موضحًا أنه بعد 41 عامًا ورغم كل عمليات التهويد ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتحويل جزء كبير من أراضي القدس الشرقية إلى أراضٍ خضراء، وفتح الشوارع ومصادرة الأراضي، إلا أن الفلسطينيين ازدادوا حتى وصلوا إلى 35% من السكان، و التقارير "الإسرائيلية" تقول إن العرب في عام 2040 سيكونون 55% من المجموع العام.
واستنادًا إلى ذلك، كما يقول الخبير الفلسطيني؛ فإن رئيس بلدية القدس المتطرف "نير بركات" بدأ يأخذ منحى الحسم في قضية القدس، وهذا الحسم يكون من خلال هدم المنازل وطرد السكان وسحب الهويات، ثم عملية جدار الفصل العنصري.
وأوضح التفكجي أن "ما تم الإعلان عنه قبل أيام في حي البستان (بلدة سلوان) وما يتم الآن في "رأس خميس" في شعفاط يندرج في موضوع التخلص من السكان الفلسطينيين من أجل الوصول إلى الهدف المعلن وهو 12% من مجموع السكان العام في القدس عام 2020".
الخطوة قبل النهائية في صراع تهويد القدس:
وأشار إلى أن هذه هي الخطوة قبل النهائية في صراع تهويد القدس، معتبرًا أن الخطوة النهائية ليست بالبعيدة، وهي أن تكون القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني دون أي شريك فلسطيني.
وأشار إلى أنه سيكون أمام الفلسطينيين الموجودين في البلدة القديمة وما حولها خيارات: إما "أن يتركوا المنطقة باتجاه السلطة أو حمل الجنسيات الأجنبية وبعد ثلاثة أشهر يتم سحبها و تهجيرهم".
ولفت الخبير الفلسطيني إلى أن "إسرائيل" تحاول استغلال "ورقة الضمانات الأمريكية" التي أعطت لها بـ"أن الحقائق ستؤخذ بعين الاعتبار في المرحلة النهائية"، ومن هنا يمكن "استنتاج سبب التسريع الإسرائيلي في هذه الخطوات".
واقترح التفكجي لمواجهة "تهويد القدس" إلى استغلال مناسبة "القدس العاصمة الثقافية" من أجل توأمة المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية والرياضية مع مؤسسات عربية وإسلامية في الخارج من أجل حمايتها وضمان استمراريتها وتعزيز صمودها وسط كم المخططات التهويدية الضخم.
وضرب مثلاً على ذلك بـ"مستشفى المقاصد الخيرية" في القدس والذي يعتبر من معالم القدس الرئيسية، والذي ينهار حاليًا بسبب الأزمة المالية التي يواجهها، معتبرًا أنه "يمكن توأمته مع أحد المستشفيات في الدول العربية من أجل أن تجاوز أزمته أمام الهجمة الصحية الإسرائيلية".
وأعرب التفكجي عن اعتقاده بأنه "إذا تم استغلال هذا العام بشكل جيد ومدروس يمكن أن نؤجل عملية التهويد فترة" ولكن إذا لم يحدث شيء من ذلك "ستكون السنوات القليلة القادمة والتي لن تتعدى حتى عام 2020 نهاية القدس بشكل كامل" كما قال.