فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

الفاشية والحرب الهرمجدونية ؟!!!

الفاشية والحرب الهرمجدونية ؟!!!

أجادت الكاتبة الأميركية البارزة "غريس هالسل" التي عملت كمحررة لخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "ليندون جونسون" ، ومؤلفة لعدد من الكتب المميزة ، وكان أبرزها كتاب " النبوءة والسياسة " و" يد الله " التي فتحت فيهما ملف "المسيحية الصهيونية" من داخلها بعد أن كانت أحد إتباعها ؛ في وصف سعادة فئة ليست بالقليلة وذات قوى وقرار ممن يؤمنون بعقيدة لا تتحقق نبوءاتها إلا إذا اشتعلت منطقتنا حروبا ودمارا وقتلا وهرجا ، وأصبحت الدماء التي تسفك وكأنها دماء لا بد أن تسفك !!

فتحت عنوان "حروب الشرق الأوسط" كتبت " هالسل" أن : " من معتقدات المسيحية الصهيونية الأساسية إشعال الحروب والتعجيل بها حتى تعجل بعودة المسيح " ، وتساءلت : " لماذا يصلي البعض - وهم ليسوا بالقليل – من أجل نهاية العالم ؟! وهل يجب أن ندمر العالم تدميرا كاملا حتى نجد مكانا في جنة جديدة !!وفي عالم جديد " ؟!

وعن مدى "انتشار عقيدة هرمجيدون" سردت الكاتبة أقوال القساوسة البارزين في وسائل الإعلام الإنجيلية... وكيف أنهم كما قال القس "كين بوغ" : يعيشون في سباق نحو "هرمجيدون" وأن نهاية العالم تقرب أكثر وأكثر !! وأنه لابد من حدوث حروب قبل هرمجيدون يقتل فيها واحدا من كل اثنين ، وأن ثلاث مليارات شخص سوف يقتلون كذلك كلمات المبشر الإعلامي الإنجيلي "فولويل" أن : " هرمجيدون حقيقة وهي حقيقة مرعبة وأن المليارات من البشر سوف يموتون في محرقة هرمجيدون" .

وتقول " هالسل": " إن شهرة عقيدة هرمجيدون تجاوزت ما يسمى "المعتوهين" ووصلت إلى أرفع مستوى في السلطة الحكومية "!! وتشرح "هالسل" معتقد هؤلاء بأن حروباً كتبت عليهم خوضها قبل وقوع المعركة الكبرى "هرمجيدون" ، وتنقل قول الكاهن كين باخ من فرجينيا : " ستكون المحنة الكبرى أكثر مأساوية من الهولوكوست.. ستكون يوم انتقام الرب من عالم غير مؤمن .. إن المحنة هي من أجل إسرائيل " .

وأوضحت كيف أغلقت أوروبة الغربية المسيحية في السابق كل أبوابها في وجه اليهود : " ففي عام 1290 طرد اليهود من إنجلترا ، وفي عام 1492 طردوا من إسبانيا، وبعد ذلك بوقت قصير طردوا من البرتغال. ونقلت أقوال مارتن لوثر قائد حركة الإصلاح الديني ضد اليهودية واليهود : "يجب إن يطرد اليهود من الدولة (ألمانيا) وان يمنعوا من عبادة الله، وأن تصادر التوراة وسائر كتب الصلاة لديهم، وأن كنسهم يجب إن تحرق وبيوتهم يجب أن تدمر"!!.

وتفسر الكاتبة هذا التغيير بأن : " حركة الإصلاح استطاعت أن تحول العديد من المسيحيين من كراهية اليهودية واليهود إلى نوع آخر من التمييز يدعى السامية الفلسفية التي تدعو إلى اعتبار اليهود الشركاء "المحبوبين" ليس لأنهم يهود ويمارسون اليهودية، ولكن لأن لهم دوراً في خلاص المسيحيين " .

وتقول أنه خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية اجتمع الرئيس "روزفلت" في أعالي البحار مع الملك "عبد العزيز آل سعود" ملك المملكة العربية السعودية ، وقال روزفلت للعاهل السعودي: "إن هتلر والنازيين اضطهدوا اليهود ، فاليهود يحتاجون إلى وطن. ولكن ماذا عن فلسطين ؟" .

رد الملك عبد العزيز قائلا: " ليس الفلسطينيون هم الذين اضطهدوا اليهود . النازيون هم الذين فعلوا ذلك . إن من الخطأ معاقبة الفلسطينيين بسبب ما فعله النازيون . لا يمكن إن أوافق على سلخ وطن عن شعب لإعطائه لشعب آخر". وتعلق الكاتبة : " كان للأصوليين المسيحيين شعور آخر، اعتبروا إن نقل اليهود إلى فلسطين تعني "تحقيق" النبوءة التوراتية !!

وخلصت الكاتبة في خاتمة كتابها إلى النتيجة التالية : " ينظر القدريون - المسيحيون الصهاينة- نظرة ضيقة لله وللبلايين الستة من البشر على الأرض إنهم يعبدون إليها قبلياً لا يهتم إلا بشعبين فقط هما اليهود والمسيحيين. ويقولون إن كل ما هو مهم لهم كمسيحيين يتمحور حول إسرائيل ، إنهم يتمسكون بفكرة تقول إن الله وضع اليهود، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي 14 مليون، على مسار "أرضي". ووضع ملياراً من المسيحيين على مسار "سماوي" ، أما البلايين الخمسة الباقون من البشر فإن شاشة الرادار الإلهي لا تسجل وجودهم إلى أن يدعوهم الله للتقدم إلى محرقة هرمجيدون !!

فمن هم الفاشيون ؟! أليسوا هم الذين ينتظرون الحرب الهرمجدونية والتي يعتقدون أنها مذبحة لكل البشرية خلافهم ، ويعملون على تأجيج الفتن والحروب والدفع لأن تكون الحال والدماء في عالمنا الإسلامي وفي الخصوص المشرق العربي بهذا الهدر ؟! ومتابعة نشرة أخبار واحدة تكفي المشاهد العربي لمعرفة حقيقة الفاشية وأي نوع من الدماء تسفك لإرضاء الفاشية!!

ألم تقتل الفاشية الغربية من الشعوب الأوروبية في الحرب العالمية الأولى 10 ملايين وضعفهم من الجرحى، وفي الحرب العالمية الثانية حوالي 17 مليوناً من العسكريين وأضعافهم من المدنيين..

أليست الدماء التي تسفك في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال ؟! دماء برئية لا ذنب لها !!

وخلاصة القول : مصطلح "الفاشية الإسلامية" مصطلحاً غربياً شكلاً وموضوعاً ، والفاشية لا جدال أنها من نتاج الحضارة الغربية ، هم أصحابها قديما وحديثا ... فهي لهم وهم ملاكها ... ومن الجهل أن تسقط على غيرهم.

 

.