فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

لا زالت غزة تحت الغزو

 

 

لا زالت غزة تحت الغزو

 

الشيخ محمود المشهدي : عضو اللجنة العلمية لدار الكتاب والسنة – خانيونس

خاص لــ : مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية – فرع غزة

 

الحمد لله ناصر المستضعفين ومذل المتكبرين والصلاة والسلام على إمام الصابرين وقائد الغر المحجلين محمد عليه  أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد :

فان غزة منذ وطئتها أقدام اليهود النجسة وهي في صراع وسجال مع هؤلاء الشرذمة الأشرار وكم دخلت في معارك وكم قتل من أبنائها وعلمائها والصامدين على أرضها فهي تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى فما يزيدها إلا إيماناً وتسليماً ورسوخاً على أرض قنع أهلها بأنها أرض رباط إلى يوم الدين .

ولعل أشد ما مرت به الأمة الغزية ما كان من تلك الحرب الغاشمة والضروس  التي أكلت الأخضر واليابس وحصدت الهام ودفنتها بين الركام واعتدت على بيوت الله فسوت مآذنها بالتراب وقضت على جميع مقدراتها فأهلكت الحرث والنسل والله لا يحب الفساد .

ولقد رأى العالم أجمع مدى الإجرام الذي لحق أهلنا في بلد الإمام الشافعي ولم يشفع لها أحد وزاد تسلط اليهود باستخدام الفسفور الأبيض الذي لم يميز بين الأسود  والأبيض وعاشت غزة هاشم شهرا كاملا تحت لهيب النار براً وبحراً وجواً.

وقد يظن أن الحرب على غزة استمرت شهراً فحسب لا....  لكنها الحقيقة أن لهيبها قد زاد  في ذلك الشهر ولا يعلم مدى نهاية هذا العدوان إلا الله .

فها هو العدو يضرب على القطاع حصاراً خانقاً يشكل أزمة حقيقية تؤثر على الشعب في شتى المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية وشتى مناحي الحياة ورغم استمرار هذا الحصار فلا يفتأ العدو يصطاد خيرة الأمة وشبابها متى شاء.

ولا زال عشرات الآلاف من أهلنا في العراء وتحت أديم السماء بلا مأوى يؤويهم ولا ملجأ من البرد يقيهم ، وآلاف العائلات الثكلى أصبحت بلا معيل وعشرات الآلاف من شعبنا وقعوا فريسة للبطالة والظروف القهرية ألجأت الكثيرين منهم للعمل في حفر الأنفاق التي راح ضحيتها الكثير وإذا كان هذا الحصار يطوق أهل القطاع فان أهل الضفة في خطر كذلك جراء حصار الاستيطان وأنياب الجرافات التي تقتلع الأشجار المباركة وتهدم البيوت وتشرد أهلها ولعل الخطر الأكبر الذي يهدد مدينة القدس الشريفة والمسجد الأقصى المبارك بالذات .

فالمشوار إذا طويل .. طويل والبحر عميق.. عميق والأمة في حالة غثائية - إلا ما رحم ربي - ولا بد لها من تحديد معالم للعودة إلى مجدها وهذه أمور نرى من الأهمية بمكان التركيز عليها :

أولا : التصفية والتربية وتلك وصية شيخنا الألباني رحمه الله تعالى  ولا سبيل إلى ذلك إلا بفهم الكتاب والسنة .

ثانيا: إيجاد القاعدة الصلبة التي تحمل هم الإسلام وذلك بالوعظ والإرشاد والتربية الروحية والشحن العاطفي وتوعية الشباب لمعرفة مكائد الأعداء ومخططاتهم للقضاء على الإسلام ، وكذلك التربية الجهادية وفقه الواقع والرجوع إلى علماء السنة واستشارتهم وعدم التعجل في تحصيل النتائج فان من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه وعدم الانسياق وراء العواطف فقط .

ولا ننسى دور العمل الجماعي وأهميته لإعادة أمجاد الأمة وعدم توسيع الخلاف والشحناء وتراشق الاتهامات .

 

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد المسلمين إلى دينه ردا جميلا وأن يعز الإسلام وأهله ويذل الشرك وحزبه وأن يصلح أحوال الأمة وأن يعيد الأقصى إلى حظيرة الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه .

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

.