فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
ضابط إسرائيلي يكشف تفاصيل التعذيب الصهيوني للشيخ أحمد ياسين

الثلاثاء26 من ربيع الثاني1430هـ 21-4-2009م
مفكرة الإسلام: كشف ضابط الاستخبارات الرئيسي لمصلحة السجون "الإسرائيلية" سابقا تسفيكا سيلع النقاب عن ما تعرض له الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء اعتقاله.
وقال سيلع وهو مستشار نفسي وعميد- بريجادير سابق في الشرطة "الإسرائيلية" في حديث لصحيفة "هآرتس" العبرية: "احتجزنا الشيخ ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جدا بل أذقناه الموت فحرمناه الزيارات، وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة، فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو".
وكشف سيلع، الذي كان "الإسرائيلي" الوحيد الذي التقى الشيخ ياسين ضمن لقاءات أسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات، عن أن الشيخ رفض اقتراحا "إسرائيليا" بإطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندي "الإسرائيلي" ايلان سعدون الذي تم أسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته.
وقال الضابط "الإسرائيلي": "وقال لي ذات مرة: أنت تعرف مدى قسوة شروط أسري واشتياقي للحرية ولا يوجد أحد في العالم مطلع على الحقيقة مثلك، وتعرف حجم أشواقي إلى أحفادي ومحبتي لهم، وحلمي بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتي بجثمان مهين ومرفوض".
وأردف الشيخ: "سأعطيك الجثمان لأنك تطلب ذلك فنحن ندرك وجع العائلة، ولكن عدني ألا تطلق سراحي مقابل جثمان الجندي، ثم هل تعدني في حال مت داخل السجن بأن تبلغ عائلتي كم كنت مشتاقا إليهم وأحبهم".
حرب دماغية:
ومن ناحية أخرى، قال سيلع أن الشيخ ياسين "تمتع بشخصية قوية جدا ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها". وأكد الضابط "الإسرائيلي" على أن الشيخ ياسين كان "رجلا حكيما ونزيها جدا".
وأوضح الضابط "الإسرائيلي": "وسادت بيننا حرب دماغية، وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف أن أحدا سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو "الإسرائيلي"".
وأضاف: "حينما كنت أقول له أوقفوا تفجير الحافلات وقتل النساء والأطفال كان يجيب: لدينا من نتعلم منه فقد أقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل أطفالكم ونساءكم من أجل بناء دولتنا، أما أنتم فتفعلون ذلك من أجل الاحتلال، وقد أنشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون".
وكان الشيخ ياسين قد أطلق سراحه فجر يوم الأربعاء 1/10/1997 بعد ثمانية أعوام ونصف العام من الاعتقال، حيث أبعد إلى الأردن، بتدخل شخصي من العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.
وكانت عملية فاشلة قام بها الموساد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عاصمة الأردن عمان أثارت غضب الحسين الذي طالب بالإفراج عن الشيخ مقابل إطلاق عميلي موساد "إسرائيليين" أوقفا في الأردن.
ونفذت "إسرائيل" عملية اغتيال للشيخ أحمد ياسين، والذي بلغ من العمر الخامسة والستين بعد أدائه صلاة الفجر وأثناء مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة في الثاني والعشرين من شهر مارس من العام 2004، حيث شنت مروحية صهيونية غارة جوية بثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ ياسين وعددا من مرافقيه، وقد أشرف على هذه العملية رئيس الوزراء "الإسرائيلي" آنذاك آرييل شارون، وجراء هذه الجريمة استشهد الشيخ ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من أبنائه في العملية، واستشهد معه سبعة من المواطنين ومن مرافقيه.
استشهاد ياسين كان شرارة أشعلت روح الجهاد والمقاومة:
وعلى صعيد آخر، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني التي خط سطورها الشيخ أحمد ياسين بدمائه الطاهرة، وأنها ستظل وفية لهذه الدماء.
وقالت حماس بمناسبة الذكرى الخامسة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين "إن استشهاد الإمام المجاهد أحيا أمة بأكملها، وكان شرارة أشعلت روح الجهاد والمقاومة في نفوسها، وحرَّك معه عجلة التاريخ إلى الإمام، وحناجر الملايين لتقول لا وألف لا لفرض الأمر الواقع على شعبنا المجاهد"، بحسب "المركز الفلسطيني للإعلام".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن الشعب الفلسطيني يمر اليوم أمام ذكرى استشهاد إمام مجاهدي فلسطين، وشيخ شهدائها الشيخ أحمد ياسين؛ الذي ترك خلفه ميراثًا للأجيال القادمة بعد أن قام بتعبيد طريق البوابة الكبرى لتحرير فلسطين.
وأكد هنية على ضرورة "الالتزام بنهج الإسلام، وخط الشيخ في الدفاع عن حقوق شعبنا، والعمل من أجل استعادتها، وتحرير الأرض والإنسان، وحماية القدس وعودة اللاجئين، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين".
وقال هنية إن الشيخ ياسين "هو الذي أسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الصامدة في وجه المؤامرات والعواصف والأمواج المتلاطمة، وبقي على رأسها حتى لقي الله شهيدًا، بعد أن تعرض لمحاولات عدة لاغتياله، وحورب في رزقه ووضع رهن الإقامة الجبرية، ولم تفلح معه كل أساليب الترغيب أو الترهيب".
وشدد هنية على أن "استشهاد الشيخ كان مقدمة لانسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة، وانتصار حركة "حماس" في الانتخابات البلدية والتشريعية، والقدرة العالية في التعامل مع الحصار والفلتان الداخلي، ثم الانتصار في معركة الفرقان، حتى أضحت حركة الشيخ لاعبًا قويًّا لا يمكن لأحد أن يتجاوز دورها".
حماس لم تتزعزع والتمكين مستقبلها:
وأوضح هنية: "من هنا فإننا نقول: إن استشهاد الشيخ أحمد ياسين، رغم عظم المصيبة التي نزلت على الشعب الفلسطيني عامة وعلى أبناء حركة "حماس" خاصة، لم تتزعزع بها مدرسة الحركة، ولا طلابها المخلصون المجاهدون، فقد كبر الزرع واستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار".
واستحضر رئيس الوزراء ما قاله الشيخ ياسين يومًا من أن "حماس" موجودة وباقية، فلم تعد تنظيمًا ولا فكرة، بل هي حقيقةٌ وواقعٌ وتيارٌ شعبيٌّ كبيرٌ وضخمٌ يقود الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، تيارٌ شعبيٌّ له عمقه، ويتسع يومًا بعد يوم، ويؤمن بأن مستقبلها هو مستقبل التمكين.