فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
اسرائيل تعتقل في سجونها 27 معاقا فلسطينيا لا يستطيعون قضاء حاجاتهم
التاريخ: 26/3/1432 الموافق 02-03-2011
بينهم من فقد بصره والمصاب بالشلل النصفي ومن يعيش على الكرسي المتحرك
اكدت مصادر فلسطينية الاثنين بأن اسرائيل تعتقل في سجونها 27 معاقا فلسطينيا لا يستطيعون خدمة انفسهم وذلك في ظروف معيشية سيئة للغاية وتفتقر لابسط حقوق الانسان.
واوضحت المصادر بأن هؤلاء المعاقين هم ضمن اكثر من 7 الف فلسطيني معتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي في ظروف اعتقالية تفتقر لابسط مقومات الحياة البشرية.
وشددت المصادر على ان فئة المعاقين في سجون الاحتلال تعيش اوضاع سيئة للغاية خاصة ان بعضهم يعاني من الشلل ولا يستطيع قضاء حاجته.
واكدت وزارة الأسرى بالحكومة المقالة في غزة ان هناك 27 أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة الجسدية بأشكالها المتعددة في سجون الاحتلال نتيجة إصابتهم بالرصاص أو القذائف أثناء وقبل عملية الاعتقال، أو بسبب اعتقال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يقدم لهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية أو نوع الإعاقة التي يعانون منها، ويتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر.
ويعاني الأسرى المعاقون أكثر من غيرهم أوضاعاً نفسية وصحية متردية في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والمبرمجة التي تتبعها إدارة السجون، وفي ظل الانتهاكات التعسفية والقمعية بحق الأسرى والاستهتار بصحتهم وحياتهم، مما يجعل حياة الأسرى المعاقين أشد خطورة، فهم يعانون بشكل مزدوج من إعاقات جسدية ومن آلام في أجسادهم إضافة إلى معاناة الضغوط النفسية والعصبية التي يتعرضون لها بسبب سوء العلاج المقدم لهم.
واوضحت الوزارة بأن هناك من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة تعذيبهم في سجون الاحتلال ومنهم على سبيل المثال الأسير 'نادر عبد القادر مسالمة (45 عاما) من بلدة بيت عوا قضاء الخليل في الضفة المحتلة، والذي أصيب بشلل نصفي نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، حيث تعرض لضرب شديد على العمود الفقري أدى إلى شلل في رجليه، وكذلك تعرضه للإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله ، حيث أمضى في سجون الاحتلال 7 سنوات، ويستخدم كرسيا متحركا في تنقلاته، ولا يستطيع المشي على رجليه، وكان قد أطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته ثم أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى قبل 3 أشهر.
واشارت الوزارة كذلك للأسير محمد مصطفى عبد العزيز من مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي أصيب بشلل نصفي نتيجة التعذيب والظروف السيئة داخل السجون، وإهمال علاجه فيما بعد، حيث انه لم يكن يعاني من اي أعراض مرضية حين اعتقل في عام2000، ولكنه تعرض إلى تعذيب قاس خلال التحقيق بأبشع وسائل التعذيب، مما أدى إلى إصابته بإعاقة في رجليه وأصبح غير قادر على الحركة بشكل جيد، ونظراً لإهمال علاجه بشكل متعمد ومقصود من قبل سلطات الاحتلال ، وسوء الأوضاع المعيشية داخل السجون تدهورت صحته إلى أن أصيب بشلل نصفي وأصبح يتحرك على كرسي، ورفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراحه، أو علاجه رغم انه أمضى أكثر من ثلثي مدة الحكم.
وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين يعانون من إعاقات نفسية وجسدية مختلفة، ولم تراع سلطات الاحتلال ظروفهم الخاصة، وبعضهم تم اعتقاله وهو على كرسيه المتحرك، كالأسير نادر مسالمة من الخليل والذي اعتقل دون الاعتبار لحالته الصحية الخاصة، حيث انه مقعد لا يستطيع الحركة، ويعاني من عدة أمراض، والمواطن المعاق أحمد عمرو من بلده دورا بالخليل بعد اقتحام منزله، وتفتيشه، ورفض الاحتلال اصطحاب الدواء الخاص بالأسير.
واوردت الوزارة اسماء اسرى معاقين في سجون الاحتلال مشيرة الى الأسير ناهض فرج الأقرع من غزة الذي اعتقل خلال عودته من رحلة علاج إلى الاردن، ويعاني من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضاً ويرقد على كرسي متحرك، وعلى الرغم من ذلك اخضع لتعذيب قاس، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية بالسجن المؤبد 3 مرات، والأسير الجريح احمد عصفور والذي أصيب بشظايا صارخ خلال العدوان على غزة، تسبب بإصابته إصابة حرجة حيث بترت أطرافه وقطعت أجزاء كبيرة من أمعائه و فقدانه للبنكرياس ما أدى إلى إصابته بمرض السكري جراء ذلك كما انه لا يستطيع قضاء حاجته أو تناول طعامه أو تغيير ملابسه بمفرده نتيجة الإعاقة التي ألمت به كما انه بحاجة لمرافق دائم يلازمه ليقوم بخدمته، ورغم ذلك قامت سلطات الاحتلال باعتقاله، على معبر بيت حانون في 24/11/2009 خلال توجهه للعلاج في احد مستشفيات القدس بعد حصوله على التنسيق والتصاريح اللازمة للدخول من قبل الاحتلال، وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة عامين ونصف.
وكذلك الأسير خالد الشاويش من رام الله المحكوم عشر مؤبدات يعاني من الشلل النصفي، والأسير عبد الله حلمي الهشلمون وهو احد جرحى الانتفاضة، وتم بتر إحدى رجليه ولديه رجل صناعية ويعاني من مشاكل نفسية صعبة جدا وبحاجة الى متابعة طبية مستمرة.
ولا يزال الأسير المعاق منصور موقدة سكان سلفيت الذي يعاني من شلل في الجزء السفلي من جسمه، يعانى من الإهمال الطبي في مستشفى سجن الرملة الذي يمكث فيه منذ سنوات، ولا يطرأ اي تحسن على وضعه الصحي، وكذلك الأسير 'أشرف أبو دريع' من سكان الخليل الذي عانى من ضمور في عضلات الرجلين، والأسير جهاد ابوهنيه الذي يعاني من فقدان الذاكرة، نتيجة تعرضه للتحقيق القاسي والضرب فى سجون الاحتلال.
واوضحت المصادر بان الاسرى المعاقين لا يحظون بمعاملة إنسانية ويتعرضون لكافة الانتهاكات والممارسات التعسفية التي يعاني منها بقية الأسرى، ويحرمون من احتياجاتهم الخاصة، ولا تتوفر لهم الرعاية والمتابعة الطبية اللازمة، بل قد يتعرضون للضرب والاهانة خلال عمليات التفتيش والقمع التي تمارسها سلطات السجون بشكل كثيف، كذلك لا تراعي إدارة السجون ظروفهم في عمليات النقل للمحاكم أو العيادات أو التنقلات بين السجون.
وأوضح الأشقر أن من بين الأسرى الذين يعانون من إعاقات ثلاثة فاقدي البصر بشكل كامل وهما الأسير المقدسي علاء البازيان وهو معتقل منذ 25 عاماً ومحكوم بالسجن المؤبد، والأسير عبادة سعيد بلال من مدينة نابلس محكوم بالسجن لمدة 11 عاما، أمضى منها ثمانية وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت زوجته نيللي زاهي الصفدي عند أحد الحواجز على مدخل مدينة رام الله، منذ أكثر من عام، ولا تزال معتقلة إلى الآن، والأسير محمد توفيق غوالدة سكان جنين، تسبب مرض أصيب به في العينين وعدم تقديم العلاج له، إلى فقدان نظره بشكل كامل.
كما أن هناك العشرات من الأسرى المهددين بفقد البصر نتيجة إصابتهم بأمراض العيون دون أن توفر لهم إدارات السجون العلاجات الخاصة، أو تجرى لهم العمليات المناسبة، أو تقوم بعرضهم على طبيب عيون متخصص، مما يشكل خطرا على سلامة البصر لدى هؤلاء الأسرى.
إضافة إلى الأسرى المصابين بإعاقات جسدية هناك العشرات من الأسرى الذين يعانون من أمراض عصبية ونفسية في السجون، وبدل علاجهم يتم عزلهم انفرادياً في ظروف قاسية وسيئة تزيد من تدهور أوضاعهم الصحية، ولا تتوفر أقسام رعاية خاصة بالحالات النفسية ولا أطباء مختصون أو مرشدون اجتماعيون، فكثير منهم أصبح يشكل خطورة على نفسه وعلى زملائه الأسرى.
وقد تعرض العديد من الأسرى للإصابة بالإعاقات النفسية والعقلية نتيجة ظروف العزل الانفرادي القاسية، ومن بنيهم الأسير عويضة كلاب والذي فقد أهليته داخل السجون حيث انه معتقل منذ 22 عاما، وتم عزله لأكثر من 13 عاما، الأمر الذي أدى إلى إصابته بمرض نفسي خطير، ولم يعد يستطيع التعرف على أهله أو زملائه في الأسرى ، كذلك الأسير 'فايز الخور' من غزة، والأسير إياد ابوحسنة من مدينة رفح، والأسير احمد شكري من رام الله، و الأسير منصور الشحاتيت من الخليل والموجود في قسم العزل في سجن رامون، نتيجة تدهور حالته النفسية يرفض الخروج لمقابله ذويه او محاميه الخاص، وكذلك يعاني الأسير أيمن رضوان من قلقيلية من حالة نفسية معقدة وصعبة فهو لا يعرف اسمه ولا يعرف اسم والدته، وأنها تستغرب استمرار اعتقاله.
وناشدت وزارة الأسرى بالمقالة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم وعلاجهم في الخارج، قبل أن تتدهور حالتهم النفسية والجسدية أكثر من ذلك.
كما دعت كافة وسائل الإعلام لتسليط الضوء على معاناة هذه الفئة من الأسرى، والتي لم تأخذ حقها في التفعيل والنشر.
المصدر: القدس العربي