فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
إسرائيل تستولي على 85% من المياه الفلسطينية
27-11-2011
المختصر: قال نائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل مطور، إن إسرائيل تستغل 85% من الأحواض المائية والمياه الجوفية الفلسطينية ما ينهك النظام البيئي الفلسطيني.وأضاف أن إسرائيل اقتلعت أكثر من مليون ونصف المليون شجرة زيتون معمرة في الفترة الواقعة بين سنة 2000 حتى تاريخ هذا اليوم من أصل 11 مليون و300 ألف شجرة بستنة مزروعة في أراضي المواطنين.
مشيراً إلى أن ذلك انعكس سلبيا على النظام الجوي بعد أن ازدادت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لـ600 ألف طن حسب تقرير التنمية البشرية لعام 2009، مما يعني أن الأشجار المقتلعة كانت قادرة على امتصاص ما يقارب 1.5% من انبعاثات فلسطين من غازات الدفيئة.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده مركز العمل التنموي معا ، في مدينة رام الله، بهدف تسليط الضوء على سياسات الاحتلال الإسرئيلي ضد المياه الفلسطينية وتعطيش الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة.وحذر مطور من استمرار سياسات إسرائيل التدميرية، وعدم الالتزام بالاتفاقيات البيئية الدولية، وطالب الأمم المتحدة بإرسال بعثات أممية للتحقيق فيما يحدث للبيئة الفلسطينية وما يواجهها من مخاطر مستقبلية.وفي السياق ذاته قال مدير عام مجلس المياه الوطني أحمد الهندي إن استهلاك الفرد الفلسطيني من المياه يبلغ نحو 70 لتراً في اليوم، بل تهبط حصة الفرد في بعض المناطق الريفية إلى 20 لتراً، و هذا يقل كثيراً عن المستوى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية ، في حين يستهلك الفرد الإسرائيلي ما مقداره 300 لتر يومياً .وتابع افتقار الفلسطينيين لكميات كافية من المياه هي مشكلة دائمة نشأت بسبب الممارسات الإسرائيلية القائمة على التمييز والحرمان، والسيطرة على الأراضي وعرقلة عمل لجنة المياه المشتركة، وتأخير تنفيذ مشروعات المياه والصرف الصحي، وهدم منشات مائية مثل آبار استخراج المياه الجوفية وآبار تجميع المياه في مناطق ب و ج .
وأشار إلى أن إسرائيل تخالف في سلوكياتها العديد من المعاهدات الدولية والقوانين والأعراف الإنسانية رغم اتفاقية اوسلو التي تنص على اعتراف إسرائيل بحقوق الفلسطنيين من المياه، بالإضافة للمادة (55) من لائحة لاهاي التي تحظر على إسرائيل تغيير هيئة وطبيعة الممتلكات والموارد الطبيعية في الأراضي المحتلة، ولا يسمح لها بالتغيير إلا للضرورات الأمنية ولفائدة السكان المحليين، ولكنها خالفت ذلك بإنشاء بنية أساسية للمياه لخدمة المستوطنين.
أما فيما يتعلق بالتدمير الإسرائيلي لحوض نهر الأردن فقد أوضح مدير وحدة الأبحاث في مركز معا ، جورج كرزم، أن كمية المياه التي تصب في النهر لا تتجاوز 20-40 مليون متر مكعب، بسبب نهب إسرائيل لمياه بحيرة طبريا التي تعد أهم مغذٍ للنهر مما أدى إلى انخفاض نسبة المياه العذبة التي تجري في النهر بنسبة 98%اي انه لم يعد يجري سوى 2% من المياه.وأشار إلى أن الجزء الجنوبي من النهر يعتبر الأكثر تلوثا بين المسطحات المائية الفلسطينية بسبب تعمد المستوطنات في طبريا وغور الأردن وبيسان صب كميات ضخمة من المياه العادمة المنزلية والصناعية الملوثة التي تقدر بأكثر من 3 ملايين متر مكعب في النهر، مما حول مياهه إلى اللون الأخضر وأصبح ملوثا بالنيترات وبكتيريا الكوليفورم (القولون)، وانقراض أكثر من 50% من نباتاته خلال الـ50 سنة الأخيرة.
كما أن إسرائيل تعتبر مساحات شاسعة من النهر والأراضي المحيطة به مناطق عسكرية مغلقة.كما أدت نتائج الجفاف في نهر الأدرن إلى انخفاض مستوى مياه البحر الميت بعد أن أقامت إسرائيل ما يزيد على 18 مشروعاً لتحويل مياه النهر إلى مشروعاتها الزراعية في النقب، وتحويل الأودية الجارية باتجاه البحر الميت إلى المستعمرات، وحفر ما يزيد عن 100 بئر لسحب المياه الجوفية، وإقامة المصانع ومراكز استخراج الأملاح وخاصة ملح (البروميد) الذي يؤدي إلى زيادة نسبة مستوى التبخر، إذ وصلت نسبة المياه المحجوزة والمحولة عن البحر الميت إلى 90% من مصادره، حسب أقوال كرزم.وأوضح كرزم أن الحل يكمن في أن تتوقف إسرائيل عن حجب تدفق مياه بحيرة طبريا لنهر الأردن، فضلا عن وقف نشاطات المصانع الإسرائيلية المستنزفة لمياه البحر الميت، مما يعني توفير 900 مليون متر مكعب سنويا من المياه المنهوبة مباشرة من البحر الميت أو من الروافد المغذية له لإعادة أكبر قدر من التوازن البيئي الطبيعي للمسطحات المائية الفلسطينية.