فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
العفو الدولية: الجيش الصهيوني استخدم المدنيين دروعًا بشرية في غزة

الأربعاء 9 من رجب1430هـ 1-7-2009م
مفكرة الإسلام: أدانت منظمة العفو الدولية الاحتلال "الإسرائيلي" لقتله المدنيين خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة, واتهمت الكيان الصهيوني بانتهاك القوانين الإنسانية الدولية عبر التعرض للمدنيين.
وشكّل تقرير نشر اليوم بعنوان "عملية الرصاص المصبوب: 22 يومًا من الموت والدمار في غزة"، بيانًا اتهاميًا موجهًا إلى "إسرائيل" وجيشها، حيث أكد حصيلة أجهزة الصحة الفلسطينية التي أفادت باستشهاد 1400 فلسطيني وجرح حوالي خمسة آلاف آخرين، بالإضافة إلى تدمير مناطق واسعة في القطاع.
وطلبت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرًا من المجتمع الدولي "أن يدعم بلا تحفظ بعثة" مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في العملية، وهي بعثة تقاطعها "إسرائيل".
وأتى التقرير الذي يشكل أول دراسة معمقة للحرب في 117 صفحة، وجدد الدعوة إلى حظر "تام وفوري" للأسلحة المتجهة إلى "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وجماعات مسلحة فلسطينية أخرى.
كما طلبت "منظمة العفو الدولية" من مختلف دول العالم إطلاق ملاحقات قضائية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" و "بتوقيف المشتبهين في ارتكابها".
واتهمت المنظمة "إسرائيل" بعدم "التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية" فيما لم يكن بوسعها تجاهل وجود المدنيين في المناطق المستهدفة، ما أدى إلى "مقتل مئات المدنيين العزل بما فيهم 300 طفل و115 امرأة و85 رجلاً في سن الخمسين وما فوق".
كما اتهمت الجيش "الإسرائيلي" باستخدام المدنيين ـ بما فيهم أطفال ـ "كدروع بشرية" عبر إجبارهم على البقاء في أماكن قريبة من مواقع تحتلها أو حتى تلزمهم بتفقد أدوات مشبوهة قد تكون مفخخة.
وتقع المفارقة في هذا التقرير في إدانته لحركة المقاومة الإسلامية حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة لردها العدوان "الإسرائيلي" بإطلاق صواريخ على الأراضي "الإسرائيلية", الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، ونزوح سكان من جنوب "إسرائيل"، فيما قتل ستة جنود خلال العدوان على القطاع.
"رايتس ووتش": "إسرائيل" استخدمت صواريخ محرمة دوليًا:
ويأتي هذا التقرير بعد يوم واحد من إصدار منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية الدولية تقريًا تدين فيه "إسرائيل" وتؤكد أن قوات الاحتلال استخدمت صواريخ محرمة دوليًا خلال عدوانها على قطاع غزة لقتل مدنيين فلسطينيين.
وحمّلت المنظمة "إسرائيل" مسؤولية قتل المدنيين الفلسطينيين خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة في الفترة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009م.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني أمس الثلاثاء: أن مدنيين فلسطينيين "قتلوا خلال عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة إثر إصابتهم بصواريخ موجهة أُطلقت من طائرات من دون طيار"، موضحةً أن هذا الاستخدام للصواريخ يِعد خرقاً للقوانين المتبعة في أوقات الحرب.
وذكرت المنظمات أن الهجوم بأحد أدق الأسلحة في الترسانة "الإسرائيلية" أدى إلى مقتل مدنيين لم يشاركوا في أي أعمال قتالية، بل كانوا أيضًا بعيدين عن القتال الدائر.
وتضمن تقرير المنظمة الدولية ست وقائع أدت إلى استشهاد 29 مدنيًا، بينهم ثمانية أطفال. وانتهت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن القوات "الإسرائيلية" أخفقت في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للتحقق من أهدافها من المقاتلين، أو في التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
وأفادت منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية بوقوع 42 هجمة بطائرات الاستطلاع (الزنانة) أسفرت عن مقتل مدنيين، حيث بلغ إجمالي عدد القتلى 87 شخصًا.
وطلبت المنظمة في تقريرها ضرورة نشر حكومة إسرائيل جميع أفلام الفيديو التي تم تصويرها في قطاع غزة خلال العملية، وأكدت على " أن المواطنين الفلسطينيين الذين قتلوا لم يكن لهم ضلع في أعمال عدائية ولم يَدِر قتال قرب مكان تواجدهم ".
وقالت: إن الحكومة "الإسرائيلية" مُلزَمة، بموجب القانون الدولي بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب، ووجوب تأديب أو مقاضاة - حسب الواجب - أي شخص عسكري أو مدني "إسرائيلي" تتكشف مسؤوليته عن شن هجمات بطائرات الزنانة أو يكون أمر بها.