فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مؤسسات إسرائيلية تكثّف برامج مسارات سياحية لتهويد القدس.
مؤسسة الأقصى- محمود أبو عطا
تاريخ النشر الأصلي 26/3/2008م
الحضارة والتاريخ العربي والإسلامي في القدس عامة، وفي منطقة سلوان وما جاورها من أحياء عربية، خاصة رأس العامود، جبل الزيتون، الثوري، وجبل المكبر، لا يروق للمؤسسة "الإسرائيلية" وأذرعها المتشعبة التي تحاول أن تسوق أن لليهود تاريخ قديم وكبير وعميق، إلا التزوير بهدف تهويد الزمان والمكان وحتى وجود الإنسان، فنراها تزور حقائق الموجودات الحفرية، ونراها تحاول أن تستنبت في المكان تاريخا أبدا ما كان وقع، وتجد هذه المؤسسات "الإسرائيلية" أن من أسهل الطرق وأنفذها للتأثير على العقل هو انتهاج أسلوب المسارات السياحية وتنوع هذه المسارات لتصب في النهاية في مصب واحد هو التهويد والتزوير.
مؤسسة الأقصى، ومن خلال تواجدها الميداني ورصدها المتابع، وقع بين أيديها نشرة عبرية باسم "يوم من المتعة في أحضان القدس القديمة" يقوم على تسويقها وتنفيذ محتواها ما يسمى بـ" عير دافيد – يروشلايم هقدوماة" وترجمتها "مدينة داوود – القدس القديمة"، وهي إحدى الأذرع لما يسمى بـ جمعية "العاد" ومعناها إلى مدينة داوود، وهي إحدى الجمعيات "الإسرائيلية" التي تعمل ليل نهار على تهويد مدينة القدس والاستيلاء على بيوت المقدسيين خاصة في المنطقة المحيطة للمسجد الأقصى، وبالذات في قرية سلوان جنوبي المسجد الأقصى، ويقوم على رعاية النشرة التي وقعت بأيدينا بلدية "لوبوليانسكي" وما يسمى بسلطة الحدائق العامة.
هذه النشرة العبرية تدعو الجمهور إلى مسارات سياحية تهويدية تشبه أساليب غسيل الدماغ، حيث تدعو إلى هذه المسارات السياحية ابتداء من قرية سلوان والمعالم الموجودة فيها ثم إلى جبل الزيتون وثم إلى رأس العامود، بعض المسارات السياحية يكون مشيا على الأقدام والآخر يكون بواسطة مراكب سياحية خاصة، وطبعا ومن خلال الدعوة المذكورة يحاول مسوقوها تشجيعك إلى زيارة هذه الأماكن والمشاركة في هذه المسارات السياحية الممتعة حسب قولهم.
وتقدم هذه النشرة المرفقة بخارطة مفصلة للمسارات شرحا تاريخيا توراتيا وتلموديا كله مزور على أن الجغرافيا والتاريخ والمعالم والآثار كلها موجودات تاريخية يهودية عبرية امتدت لآلاف السنين، وتنقلك ابتداء من قرية سلوان على أنها مدينة داوود، ومنابع المياه فيها على أنها منابع حفرها اليهود، ويتخلل المسار السياحي المذكور عرض تلفزيوني ثلاثي الأبعاد يتحدث عن التاريخ العبري الموهوم، ثم ينتقل المسار إلى مناطق رأس العامود وجبل الزيتون، ومن ثم حي الصوانة في منطقة وادي الجوز، حيث نصبت خيمة للبحث الأثري على حد قولهم فيها موجودات من أيام الهيكل الأول والثاني، وتحدثك النشرة عن زيارة لقصر داود القديم، مقابر اليهود في سلوان، عين سلوان، بقايا من الهيكل، المشاركة في ترميم قبور اليهود، مقابر رجال من تاريخهم، نفق سلوان المائي، كل ذلك يصور بالطبع على أنه تاريخ يهودي حافل، والمقصود تكريس التزوير التاريخي وكأنه عاش في سلوان والقدس اليهود والعبرانيون على مدار آلاف السنين.
كما وتتضمن النشرة المذكورة صورا لمتجولين ومشاركين في حالة فرح وتمتع بالمناظر والمسارات السياحية، في أسلوب واضح لجذب الجمهور العام واليهودي خاصة إلى هذه المسارات.
وفي تعقيب لمؤسسة الأقصى على هذه النشرة ومحتوياتها، قالت: " كل عالم تاريخ وجغرافيا يعرف على وجه اليقين أن القدس هي مدينة عربية النشأة، إسلامية التاريخ العريق، إنسانية الحضارة، وان التاريخ العربي والإسلامي امتد في القدس على مدار آلاف السنين وان الوجود اليهودي كان عابرا، ثم إن كل باحثي الآثار الموضوعيين يقرون أن طبقات الأرض في القدس اغلبها من الفترة العربية والإسلامية والحفريات العلمية تؤكد ذلك، غير منكرين الفترات التي تواجدت في القدس أقوام آخرون مثل الرومان واليونان والفرس، ثم إن سلوان معروفة لدى القاصي والداني أنها يبوس وهي أساس مدينة القدس التي بناها العرب الكنعانيون، ثم نقول إن سلوان ومدينة القدس كلها عصية بتاريخها وجغرافيتها وحضارتها على التزوير، ولا يمكن لكل أساليب المؤسسة "الإسرائيلية" أن تغيرها أو تهودها، وان استعملت كل أساليبها، وسيظل وجه القدس عربيا إسلاميا ناصعا، أما التزوير والكذب فنهايته إلى زوال".
وأضاف بيان مؤسسة الأقصى: "والمطلوب منا نحن على مستوى الحاضر الفلسطيني وكذلك العربي والإسلامي مزيدا من التواصل بكل أساليبه مع مدينة القدس ومعالمها الحضارية والتاريخية التي تنطق باسم الحضارة العربية والإسلامية والتي صمدت أمام آلات التزوير والتجاهل و التهويد".
المصدر: فلسطينو 48