فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

تقرير: 350 ألف طفل فلسطيني في غزة يعانون إصابات جسدية أو نفسية

 

السبت 28 من محرم1430هـ 24-1-2009م

 

مفكرة الإسلام: رصدت صحيفة ذي جارديان البريطانية من خلال مراسلها في قطاع غزة قصصًا لضحايا الإصابات النفسية والجسدية التي طالت أكثر من 350 ألف طفل من جراء العدوان "الإسرائيلي".

ونقلت الصحيفة عبر مراسلها روري مكارثي قصة أميرة قرم (15 عامًا) التي تستلقي على سرير المستشفى وقد لفت رجلها اليمنى بالجبس ويخترقها قضيب من المعدن.

وبدت أميرة بعد عدة أيام من العملية التي خضعت لها، عاجزة عن الكلام، وإلى الآن لا تستطيع سوى الهمس.

ووصفت الصحيفة الذكريات التي تطارد أميرة بأنها في غاية المرارة، فقد كانت شاهدة على مقتل والدها في الشارع خارج منزلها، وسمعت قذيفة أخرى تسقط على الأرض لتردي شقيقها علاء (14 عامًا) قتيلاً، وكذا شقيقتها عصمت (16 عامًا).

كما تحمل أميرة في ذاكرتها الأيام الثلاثة التي قضتها وهي جريحة وشبه فاقدة للوعي، محاولة البقاء على قيد الحياة في منزل مجاور لها قبل أن يتم إنقاذها الأحد الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمام أميرة مشوارًا طويلاً من العلاج؛ حيث تستعد للسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج المناسب والعديد من العمليات وفترة طويلة من العلاج النفسي.

وبعد الانتهاء من دفن من قضى في هذه الحملة، تبرز المعاناة الصادمة التي يتكبدها أطفال غزة الذين يمثلون أكثر من نصف سكان القطاع.

تأثير الحرب سيبقى لسنوات:

وقالت ذي جارديان: إن تأثير هذه الحرب سيبقى لعدة سنوات مقبلة، مستشهدة بما قدره برنامج الصحة المجتمعي بغزة من أن نصف الأطفال (نحو 350 ألفًا) سيعانون من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة.

وتقول أميرة للصحيفة: إنها تسعى لتحقيق حلمها بعدما تعود إلى غزة، و"أريد أن أكون محامية، وأقف في محكمة أواجه فيها "الإسرائيليين" بما اقترفوه".

ويقول المتخصص في علم النفس إحسان عفيفي: إن "المشكلة أن الأطفال لا يشعرون بالأمان في كل مكان، سواء في منازلهم أو في الشارع أو حتى في المساجد".

وقال: إن الإصابات الجسدية يمكن علاجها مع مرور الوقت، أما المشاكل النفسية فهي التي قد تبقى معهم إلى الأبد".

وحسب الطبيب النفسي إياد السراج فإن كثيرًا من الأطفال باتوا يعانون من التبول اللاإرادي والتلعثم في الكلام والأرق عند النوم والتحول إلى العنف وفقدان الشهية.

الاحتلال يغدر بالنساء والأطفال:

وكشف مواطنون فلسطينيون أن كثيرًا من أبناء غزة الذين استشهدوا أو أصيبوا في القطاع كانوا يحملون ويلوحون براية بيضاء عندما أطلق جنود الاحتلال الصهاينة النار عليهم.

 وأوضحت منظمة هيومان رايتس ووتش أن أربعة من الشهداء الفلسطينيين الذين تم الغدر بهم بعد رفعهم الرايات البيضاء كانوا من أبناء عائلة النجار من قرية خزاعة شرق خانيونس.

ففي الليلة بين 12 و13 يناير اجتاحت قوة من جيش الاحتلال الصهيوني قرية خزاعة شرقي خانيونس، وعلى مدى بضع ساعات أطلقت قذائف أحدثت حرائق، وحاول السكان إطفائها.

 ثم في الساعة الخامسة فجرًا تقريبًا، بدأت الدبابات تدخل الحي الشرقي في القرية حيث يسكن أبناء عائلة النجار، ومنعت سحابة كثيفة من الدخان السكان من رؤية ما يجري حولهم، ولكنهم سمعوا نار الدبابات وأصوات التدمير الذي لحق بالمنازل.

 وقال منير النجار وهو شاهد عيان على ما حدث أن الكبار والصغار صعدوا إلى أسطح البيوت وعلى مدى نحو ساعة وقفوا يرفعون الأعلام البيضاء، ولكن مروحيات الاحتلال أطلقت النار 'لإخافتهم' وليس 'لإصابتهم'، ثم في الثامنة صباحًا تقريبًا أمرهم جنود الاحتلال في مكبرات الصوت التوجه الى مركز القرية.

وأوضح شاهد العيان أن عشرات من السكان تجمعوا في ساحة بيت أسامة النجار فيما أمر الجنود الناس للخروج من منطقة البيت 'اثنين اثنين'، وأول من خرج كانت روحية وياسمين النجار.

 

.