فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
كنيس يحجب قبة الصخرة من الجهة الجنوبية الغربية للقدس بـ3 طوابق.
كنيس يحجب قبة الصخرة من الجهة الجنوبية الغربية للقدس بـ3 طوابق على مساحة
التاريخ: 28/10/1429 الموافق 29-10-2008
المختصر / اوضح د. يوسف النتشة الباحث والمتخصص في الآثار الإسلامية في القدس المحتلة - مديرية السياحة والآثار دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ان اخطر المخططات والأخطار التي تحيط بالمسجد الأقصى المبارك هو المخطط الذي يجري تنفيذه على ارض المدرسة التنكزية مقر المحكمة الشرعية سابقة الملاصق لجدار المسجد الاقصى المبارك من الجهة الجنوبية الغربية المطلة على حائط البراق الشريف والمرتبطة بالاقصى عبر ممرات ومطلة على سطح قبة الصخرة المشرفة .
وقال النتشة لـ ( اليوم ) عند استقباله لنا في مكتبه في المسجد الاقصى المبارك ان ما يرشح بين الحين والأخر من أفكار أو مشروعات يهودية تحت التخطيط وتقدم على انها (سيناريوهات) باقتراح تحويل موقع المدرسة والمجمع التنكزية الى كنيس كبير يضاهي قبة الصخرة المشرفة من حيث الارتفاع والتخطيط يقلق ويدق ناقوس الخطر .
وقال: ان السيناريو ينص على بناء كنيس يهودي ضخم بحجم
سلطات الاحتلال تصادر المدرسة والمجمع
واوضح النتشة ان لسلطات الاحتلال الإسرائيلية صادرت عام 1969 مجمع المدرسة التنكزية ووضع مجموعة كبيرة مما يعرف باسم حرس الحدود الإسرائيليين بحجة انها تشرف على ساحة حائط البراق الشريف (حائط المبكى عند اليهود)، وان نوافذها تطل على حارة الشرف او المغاربة واليوم يسمونها »حارة اليهود».وتبع ذلك عدة إجراءات لطمس معالم المدرسة وتحويلها عن رسالتها الأكاديمية والدينية كالحفر أسفل أساساتها بدعوى اجراء حفريات أثرية تحويل الفراغات لبناء كنيس لليهود. ومنع العرب من دخول المبنى، واستخدم مقر المدرسة التنكزية قاعدة انطلاق لاحتلال المسجد الاقصى أسطح المجمع المطلة على الأقصى لمراقبة ومتابعة المصلين والاعتداء عليهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، وتسجيل خطب الجمعة ليتم متابعتها من قبل أجهزة السلطات من أسطح المجمع، فأصبح المجمع مخلبا لإحكام السيطرة على الحرم والمصلين.
منع عمليات الترميم والصيانة
وتابع النتشة يقول :» ولم يقتصر الأمر على هذه التصرفات، بل قامت سلطة الاحتلال بإعاقة ترميم المدرسة وصيانتها و منعت دائرة الأوقاف من متابعة الأمر ومراقبته. ثم حولت غرف علوية في المجمع مطلة على المسجد الاقصى كنيسا للحرس واستراحات وغرف نوم.
يشار الى ان المدرسة التنكزية بناها الأمير تنكز الناصري في سنة 729/ 1328 وهي مجمع معماري راكب على الأروقة الغربية للمسجد» .ملاصقة للمسجد الاقصى في الجانب الجنوبي من طريق باب السلسة اشهر أبواب الحرم القدسي الشريف ومتصل بباب الخليل- احد أبواب البلدة القديمة في القدس. وهي من ابرز المباني المملوكية .والسيطرة عليها وعلى المجمع حلقة في سلسلة طويلة من عمليات الاستيطان والتهويد للبلدة القديمة لضرب الوجود الفلسطيني العربي والإسلامي.
أشهر مدارس القدس
و تعتبر المدرسة التنكزية من أشهر مدارس القدس الإسلامية، فهي في مصاف المدرسة الصلاحية، والمدرسة الاشرفية، وهي نموذج للتخطيط المعماري المتعامد في مدينة القدس، علاوة على غنى نسيج المدرسة المعماري بالزخارف والمقرنصات خاصة في الواجهة، ووجود الأحجار الملونة المتعاقبة المعروفة بالأبلق.
ومن ابرز دلائل مكانة وأهمية هذا المجمع والمدرسة وجود وقفية في سجلات محكمة القدس الشرعية (سجل 92، ص 426 وما بعده) وتضم الوقفية تفاصيل دقيقة عن مكونات المجمع، حيث يفهم منها ان مجمع التنكزية شمل عدة مبان، منها مدرسة، وخانقاه (زاوية صوفية)، ورباط للنساء العجائز، وعلاوة على ذلك فالوقفية تفصل وتوضح موقع المجمع، ومؤسسه ووصف معماري لأغلب المرافق، وقائمة بالأوقاف التي حبسها تنكز على مدرسته، حيث يظهر منها الثراء والسخاء، ومنها السوق والحمامين ، وبلدة عين قينا بكامل مرافقها من مزارع عاطلة وعامرة ومروج وبيادر وطواحين وأشجار زيتون وكروم وغيرها. وتضم الوقفية شروط الواقف فيما يتعلق بأهداف المدرسة وأقسامها ومؤهلات وصفات العاملين فيها(محدثين، وصوفية، ومقرئين، وقيمين وبوابين وغيرهم) ومقدار رواتبهم والمطلوب منهم من واجبات.
مجمع متميز من التراث الاسلامي
و يزين هذه المدرسة والمجمع المحراب الجميل في جدار القبلة للإيوان الجنوبي، ويوجد مجموعة من الغرف تحيط بالقاعة من الجهة الجنوبية الغربية والجهة الجنوبية الشرقية. وفي الجدار الغربي باب يقود الى مجموعة غرف عرفت بالجناح الغربي. وهناك درج عند الممر يوصل الى غرف الميزانين البالغة أربع غرف، والقسم العلوي الرئيس من المبنى يستند جزئيا على رواق الحرم الغربي، حيث يضم قاعة اجتماعات كبيرة، ومجموعة أخرى من الغرف الصغيرة.