فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
قطار صهيوني بالقدس الشرقية لخنق الفلسطينيين وطمس المعالم العربية

السبت 1 من جمادى الأولى 1430هـ 25-4-2009م
مفكرة الإسلام: قال تقرير إعلامي إن سلطات الاحتلال الصهيونية تضع اللمسات الأخيرة على مشروع سكة قطار خفيف في القدس المحتلة، يعد الأخطر والأكثر تأثيرًا على مستقبل المدينة.
وتعمل سلطات الاحتلال على قدم وساق لإنجاز المراحل النهائية من المشروع الحديدي الذي صادقت حكومة الاحتلال عليه في تسعينيات القرن الماضي، على أمل أن يتم إنجازه هذا العام.
ويبدأ خط سير القطار الصهيوني من مغتصبة "بسغات زئيف" شمالي القدس الشرقية ليمرّ بالتلة الفرنسية باتجاه باب العمود، ومن ثم إلى شارع يافا، وبهذا يصل بين القدس الغربية ومغتصبات أخرى.
وتتذرع سلطات الاحتلال في إقدامها على تنفيذ هذا المشروع بالتخفيف من الازدحام المروري عبر ربط القدس الشرقية بالقدس الغربية. لكن إكمال هذا المشروع يعني في واقع الأمر تقسيم منطقة شعفاط وبيت حنينا الفلسطينية بالقدس الشرقية إلى شطريْن؛ مما يتسبب بأضرار مالية لأصحاب المتاجر.
ويؤكد الخبراء الفلسطينيون، بحسب تقرير نشرته "روسيا اليوم"، أن أبعاد المشروع الصهيوني لا تقتصر فقط على تهويد القدس وحسب بل وتتعداه إلى خنق الفلسطينيين وطمس المعالم العربية في المدينة.
القطار يقود إلى ساحة قرب حائط البراق:
من جانبه، كشف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفسلطينية المحتلة عام 1948، عن خطة صهيونية لإنشاء خط قطار صغير تحت الأرض يقود إلى ساحة قرب حائط البراق في المسجد الأقصى.
وجاء ذلك خلال "منتدى حماية المسجد الأقصى" المنعقد في مدينة إسطنبول التركية والذي يسعى إلى توعية المجتمع الدولي بأن أي خطر قد يتعرض له المسجد الأقصى سيهدد الأمن والسلم في العالم أجمع.
وقال الشيخ رائد صلاح في حديث أدلى به لقناة الجزيرة الإخبارية: "هناك مخطط لإقامة قطار صغير في أحد هذه الأنفاق (تحت المسجد الأقصى) يقود إلى الساحة التي تقع قرب حائط البراق ".
وحذر من وجود "مخطط "إسرائيلي" لاستغلال هذه الأنفاق حتى تكون مدخلاً إلى مصلى البراق وإلى المصلى المرواني وإلى الأقصى القديم".
وقال الشيخ صلاح: "يؤلمني أن أقول: إن المسجد الأقصى تحديدًا في عام 2009 م، أصبح مستباحًا بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، ومن مظاهر استباحته المكشوفة أمام كل أهل الدنيا المشروعُ الذي أعلن عنه في بعض وسائل الإعلام العبري أن الاحتلال "الإسرائيلي" يخطط لإقامة قطار صغير في أحد الأنفاق بهدف أن يوصل هذا القطار إلى الساحة التي تقع قرب الساحة التي تقع قرب حائط البراق، والتي يسميه الاحتلال "الإسرائيلي" كعادته تزويرًا وكذبًا باسم حائط المبكى".
وأضاف: "هذه الخطط بدأت تتحدث عنها بعض وسائل الإعلام العبري في الوقت الذي بدأت تزداد فيه مظاهر استباحة المسجد الأقصى المبارك إلى حد أن قامت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بسرقة بعض حجارة المسجد الأقصى المبارك ونقلها إلى ساحة الكنيست".
وأوضح أن "الهدف من وراء هذا القطار الصغير هو -كما يدعون طبعا- تسهيل عمليات التنقل في القدس القديمة، بهدف أن ينقلوا بواسطته مجموعات من السائحين الأجانب الذين باتوا يدخلون المسجد الأقصى يوميًا بالآلاف تحت إدارة إرشاد احتلالي إسرائيلي بهدف غسيل أدمغة هؤلاء السياح الأجانب وإقناعهم بأن المسجد الأقصى المبارك قد بني على آثار هيكل ثانٍ".
وتابع قائلاً أن "هذا يعني أنهم يحاولون صناعة أجواء مبنية على الكذب والتكذيب بهدف أن يكونوا جاهزين لخطوة قادمة وهي بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى".
هدم منازل الفلسطينيين في القدس:
وصعدت بلدية القدس التابعة للاحتلال في الأشهر الماضية من تنفيذ إجراءات هدم منازل فلسطينية في المدينة رغم قرارات سابقة تسمح لأصحابها بالبدء في إجراءات ترخيصها. وهدمت أخيراً منازل كان أصحابها دفعوا غرامات عن إقامتها من دون ترخيص.
وقال موظفون في "جمعية الدراسات العربية" إن سلطات الاحتلال هدمت 872 بيتاً في القدس منذ اتفاق "أوسلو" عام 1993 حتى اليوم.
وترفض سلطات الاحتلال منح الفلسطينيين في القدس الشرقية تراخيص لإقامة بيوت في الكثير من أحياء ومناطق المدينة التي تتطلع إلى زيادة عدد اليهود فيها، ما يضطرهم إلى إقامتها من دون ترخيص.
وتشير إحصاءات أعدتها مؤسسات فلسطينية في القدس إلى أن عدد البيوت المقامة بلا ترخيص في المدينة يتراوح بين 15 و20 ألف بيت.
الجامعة العربية تعترف بالتقصير في حماية القدس:
وفي سياق ذي صلة، اعترف هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأن هناك حالة من التقصير الواضح لدى الدول العربية والمسئولية فيما يتعلق بالمسئولية الخطيرة إزاء القدس والخطر الذي تتعرض له من خلال حملات التهويد المتصاعدة.
ويجتمع وزراء الخارجية العرب في الخامس من الشهر القادم لمناقشة التداعيات الخطيرة على صعيد ملف التهويد الصهيوني للقدس فضلاً عن بحث الإجراءات الممكن اتخاذها من الطرف العربي لمجاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه التي ارتكبها في قطاع غزة.
وصرح هشام يوسف بأن وزراء الخارجية العرب سيناقشون تفاصيل خطة عربية للتحرك على المستوى الدولي لمحاولة كبح جماح الكيان الصهيوني في مؤامرته الهادفة إلى تهويد القدس وطرد أهلها العرب منها.