فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مشعل : المقاومة لم تخسر ومصير أسود ينتظر جنود الاحتلال في غزة

 

الجمعة 6 من محرم1430هـ 2-1-2009م

 

مفكرة الإسلام: وجه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس كلمة خاطب فيها شعب غزة والأمة والإسلامية ووجه رسائل وعيد للاحتلال وجنوده كما علق على المواقف الشعبية والرسمية للدول العربية والإسلامية.

وقال مشعل في كلمته المسجلة اليوم: "يا أيها الإسرائيليون إنني أتذكر عندما قال زعيمكم الهالك شامير خلال لقائه بمتران في الانتفاضة الأولى إنه سيسحق الانتفاضة والشعب الفلسطيني وأشار إلى قدمه كما يسحق الصرصار، فهل عرفتم من هو الصرصار؟ هل هو شعبنا الذي يقاتلكم ببسالة؟ أم هم قادتكم الذين يختبئون تحت السيارات مع سماع دوي الإنذار؟".

وقال مشعل وفقًا لما بثته محطة الجزيرة مساء اليوم: "يا أهل غزة كل عام وأنتم بخير وكل عام هجري وميلادي وأنتِ منصورة يا غزة وأنتِ منصورة يا ضفة وأنت منصورة يا فلسطين، ما هذا الشموخ والإباء؟ ما هذا الذي أظهرتيه يا غزة رغم كل العدوان، يا غزة ياسين والرنتيسي يا غزة الصبر والصمود والمقاومة".

وأضاف: "تحية لأهلنا في غزة لأهالي الشهداء وللجرحى ضحايا القصف الهمجي للصهاينة، أما أنتم يا أبطال المقاومة من كل القوى من كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وشهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى .. ما أعظمكم .. ما أشد إعجابنا بكم.. لا يجزيكم عن هذا الأداء العظيم إلا الله تعالى..

على صخرة صمودكم وتحديكم تكسرت موجات العدوان سابقا وحاليا ولاحقا، وعلى صخرة إيمانكم ستتحطم حماقات العدو الذي سيدرك كم أخطأ عندما أقدم على هذه الحماقات".

التأكيد على استمرار المقاومة وصمودها في وجه العدوان:

وأردف خالد مشعل: "أقبّل رؤوس المقاومين جميعًا، وكل شعبكم وكل أمتكم تقبل رؤوسكم لأنكم صنعتم مجدا عز على المقاومة منذ سنوات طويلة إلا من حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، بعد أن عجزت الجيوش عن تحقيق الانتصارات، وكلنا نثق بكم ونراهن عليكم وندعو الله لكم، وكلنا معكم مدد لكم وأبناؤنا وأحفادنا بالمقاومة متواصلة والجهاد ماض حتى النصر والتحرير يحمله جيل بعد جيل ورايته شامخة لن تسقط حتى يرفعها شعبنا في القدس والأقصى بعون الله تعالى".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "إن صمودكم يا أهلنا في غزة والتفافكم حول المقاومة وتعاون الأمة معكم سيوقف العدوان وسيرفع الحصار وسيصنع نصرا قريبا، وبكل ثقة أقول بورك الشعب العظيم الذي أنجب أهلنا في غزة".

وقال مشعل: "وأنتم يا أهلنا الأحبة في الضفة بارك الله فيكم وقد انتفضتم نصرة لإخوانكم في غزة، وقد أطلقتم شرارة الانتفاضة الثالثة فاستمروا حتى يرحل الاحتلال عن الضفة وعلى المدى القصير حتى يرفع العدوان عن غزة، أنتم أثبتم أننا شعب واحد ووطن واحد ولا أحد يملك أن يبعد الضفة عن غزة أو غزة عن الضفة، فنحن شعب واحد وقضية واحدة، وكذلك تحية لكم يا أهلنا في عرب الـ 48 فأنتم في كل محفل تثبتون أنكم مازلتم فلسطينيين رغم كل محاولات العدو في محاولات التهويد".

وأضاف خالد مشعل: "تحية إلى جماهير الأمة الإسلامية في الشرق والغرب فأنتم تثبتون أن قضية فلسطين لازالت قضيتكم المركزية، والله نحن ممتنون لكم ونريدكم أن تواصلوا ولا تتوقفوا عن هذا الفعل المبارك فالنزول إلى الشارع والمظاهرات حتى يتوقف العدوان ويرتفع الحصار عن قطاع غزة، نحن ممتنون لكم فقد أديتم الواجب ولكن واصلوا ، ونذكركم ونذكر أنفسنا أن غزة تستحق منكم كل هذا لأن غزة لا تدافع عن نفسها فحسب وإنما عن الأمة جميعًا، وتحية إلى الرأي العام العالمي وأحرار العالم الذين قالوا كلمات لكي توقف حكوماتهم تواطئها مع الاحتلال وعدوانه، فلازال في العالم خير ولازالت روح العدل تنبض رغم جبروت القوة الطاغية المعتدية".

تحية للقائد العالم الشهيد نزار ريان:

وحول استشهاد القائد البارز في الحركة الدكتور نزار ريان بالنيران الصهيونية الغادرة، قال مشعل: "رحمك الله أيها الشهيد القائد نزار ريان يا أبا بلال رحمك الله يا عالم الشريعة والحديث علمت طلابك في أروقة المساجد وقاعات الجامعات، ثم شاركتهم في ميادين الجهاد ومواقع الرباط وها أنت تتقدمهم على طريق الشهادة فرحمة الله عليك، وأقول هاهنا إنه هكذا حين يجاهد القادة والعلماء ويستشهدون تنتصر الأمة، وهكذا كان الحال في تاريخ الأمة في حطين وعين جالوت، وهذا هو ما علمنا والنموذج في ذلك الوقت العز بن عبد السلام وابن تيمية، وكذلك في العصر الحديث عبد القادر الجزائري وعمر المختار وعز الدين القسام وأحمد ياسين".

وحول موقف علماء الأمة الإسلامية من مذبحة غزة قال مشعل: "أوجه التحية والشكر ثم الدعوة إلى الشيخ يوسف القرضاوي وكل الأخوة أصحاب الفضيلة العلماء في كل أرجاء الأمة أشكركم على ما فعلتموه وواصلو، وعلمت من الشيخ القرضاوي أن وفدًا من علماء الأمة سيقوم بجهود لرفع الحصار عن غزة، وهذا دور العلماء الجليل الذي نقدره".

وفي توضيح لتقييم حركة حماس للعدوان العسكري الذي نفذه الاحتلال قال خالد مشعل: "العدو بنى حساباته على أن هذا الأسلوب الترويع بالصدمة سوف يخيف أهل غزة وسيستلمون سريعًا، وهكذا راهن الصهاينة المعتدون وراهن معهم المتعاونون معهم وجاءت الصدمة لهم عندما امتصت غزة الصدمة، وأقول لقادة العدو إن كنتم لا تعلمون الحقيقة والسر في ذلك أقول لكم إننا أيها المجرمون المعتدون أبناء مدرسة "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" نحن أبناء مدرسة "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة"، و(يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)، وأنتم أحرص الناس على حياة ولا تقاتلوننا جميعًا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، نحن نعرفكم جيدا ولا نخافكم، لقد قضى العدو على الكثير من البنى التحتية المدنية، وأهل غزة يعرفون الحقيقة ولكنني أطمئن كل شعوب الأمة أن المقاومة في غزة لازالت بخير بخير ولم تخسر إلا القليل والقليل جدا وأنا مسئول عما أقول، ولذا أنزل الاحتلال اليوم منشورات ليسأل عن مواقع الصواريخ وهذه الفضيحة دليلها الشاحنة أقرت منظمة صهيونية بأن هذه الشاحنة كانت توصل الغاز للبيوت وظل العسكريون أنها صيد ثمين".

الأداء الأسطوري لمقاومة غزة درس لكل من شكك في هذا الخيار:

وأضاف: "هذا الأداء الأسطوري للمقاومة في غزة درس لمن شكك في جدوى المقاومة وفعالية الصواريخ درس في ثقة الشعب بالمقاومة والقدرة على الإنجاز، عندما يجتمع العقل والتفاني في العمل والإخلاص يتحقق الهدف (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين)، فبدل أن نتسول سلاحًا فاسدًا من الآخرين أو نبقى على قارعة المفاوضات العبثية علينا أن نثبت على طريق مقاومتنا، فالمقاومة بإمكاناتها البديعة اخترقت إذاعة الجيش الصهيوني فأربكته، وغزة اليوم مثال النجاح ولا عذر لأحد خاصة في ظل فشل المفاوضات وخيار التسوية، وهذا الخيار ليس كما يقول بعض المسئولين العرب لم يعط الفرصة بل هو متواصل منذ 17 عامًا وأوسلو مضى عليها 15 عامًا".

وأردف خالد مشعل: "أقول لقادة الاحتلال إن أسهل طريق أمامهم في الانتخابات هو الاجتراء على غزة أخطأتم حساباتكم، وأؤكد لكم أن دماء غزة هي أقصر الطرق لفشلكم وضياع مستقبلكم السياسي، فغزة هي غضب الله ولعنة التاريخ عليكم، فأنتم لم تتعظوا من صاحبكم رابين الذي أدرك أن غزة لعنة وتمنى إلقاءها في البحر وتخلص منها في أوسلو، فغزة هي التي ستقذفكم في بحر الهزيمة والفشل والإفلاس".

وخاطب رئيس المكتب السياسي لحماس جنود الاحتلال الصهاينة قائلاً: "أما أنتم يا جنود العدو الذين يتم تجهيزكم لاجتياح غزة، فالمصير الأسود ينتظركم بين قتل وجرح وأسر، فمن يدري إذا أقدمتم على الاجتياح البري سيكون لدى المقاومة شاليط ثانٍ وثالث ورابع، والله قادر على كل شيء".

وتابع مشعل: "أقول للصهاينة وكل العالم موقفنا واضح لم ننكسر ولن نستسلم ولن نخضع لشروط العدو الذي يريد فرض الاستسلام علينا على شعب غزة وليس فقط حماس، مطلبنا واضح أن يتوقف العدوان وأن يرفع الحصار وأن تفتح المعابر كافة، ونحن نعرف أنفسنا جيدًا وأنه ليس عندنا عمق يسند المقاومة وإمكاناتنا محدودة عادية، ولكن إرادتنا ليست عادية وإيماننا ليس عاديًا، ونحن جاهزون للتحدي، هذه معركة لم نخترها وفرضت علينا ولذلك نحن مستعدون للتحدي، ولذلك واثقون أننا سننتصر. هذا وعد الله لنا وأعددنا للأمر عدة، فنحن لا نهدد بالكلمات وإنما نتحرك بما أعددنا امتثالاً لأمر ربنا وجهزنا ما استطعناه من قوة وهذا سيهزم كل قوتكم لأن الله مولانا ولا مولى لكم، والفرق أن قضيتنا عادلة وقضيتكم ظالمة".

وقال خالد مشعل في كلمته: "هذه الصفحة الوطنية المشرقة لغزة وهناك صفحة إنسانية لغزة وهي هذا الدمار وهذا الحصار وما رتبه على أهل غزة منذ سنوات من مآس من جرحى من معوقين من فقدان لكل مقومات الحياة حتى الدواء.. غزة اليوم وأقولها بدون حرج وهذا واقع .. غزة اليوم باتت منطقة منكوبة إنسانيا وهذه لها استحقاق إنساني عند العالم ووطني وقومي وديني عند العرب والمسلمين، لذلك نطالب الدول والشعب بإغاثة عاجلة مالا ودواء ومساعدات طبية يا إخواننا في مصر يا عرب نشكركم على إدخال المساعدات عبر ممر رفح، ولكن عجلوا بإدخال كل أشكال المساعدات فأدخلوا الفرق الطبية وكل إنسان يموت لأنه لم يجد الإغاثة الطبية المطلوبة سيكون دمه في رقبة من يقصر في ذلك، فعندما فتح رفح لإدخال المساعدات نريد توسيع هذا الجهد والإسراع به".

المقاومة ستقاتل الاحتلال في كل شارع وشبر في غزة:

وأضاف: "رغم الخسارة المؤلمة والكبيرة في كل المستويات أؤكد لكم أن غزة ستنتصر بإذن الله لأنها مظلومة وفرضت عليها المعركة وهي تقاتل بما أعدت له، ولكن مطلوب من الجميع أن يتكاتفوا مع غزة حتى يرفع العدوان وينتهي الحصار وستحقق النصر، ومقومات ذلك بتضافر الجهود، فأما غزة فهي تقاوم ولازالت ولو دخل المحتلون فسيجابه شعبنا في كل شارع وشبر، ويبقى واجب الضفة الغربية ونحن ندرك صعوبة الوضع في الضفة ولكن المسئولية تاريخية بالانتصار لغزة اليوم فانتم يا أهلنا بدأتم الانتفاضة الثالثة ويا أهل الضفة يا من تابعتم العمليات الاستشهادية نريد تحييد كل الخلافات وأن تجتمع كل القوة في هذه المعركة الوطنية حمس وفتح والجميع".

وأردف مشعل: "نريد استمرار هذا الضغط الشعبي الهائل حتى يرفع الحصار، وأدعو كل أبناء الحركة وكل أنصارها في العم لاستنفار جهودهم وبذل كل ما لديهم لرفع العدوان وإنهاء الحصار، أما بالنسبة للدول العربية على الصعيد الرسمي فهناك جهود مشكورة ولكن نريد أن يكون شعار المعركة تركيز الطاقة والأولوية مواجهة العدوان، ولا نريد معارك جانبية فالكل مطالب بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".

وقال: "وأشكر انعقاد القمة العربية البرلمانية بالأمس وأشكر انعقاد القمة العربية الشعبية كل يوم وبانتظار عقد القمة العربية الرسمية، وندعو للعرب لأن عز العرب عز لنا".

الموقف الفلسطيني الداخلي:

وحول الأوضاع في الداخل الفلسطيني قال مشعل: "على صعيد الجبهة الداخلية بالنسبة للحوار بمفهومه السابق وبحث المسائل الخمسة فهذا مؤجل لحين انتهاء العدوان ورفع الحصار والآن نريد اصطفاف وطنيا لوقفة واحدة جادة في وجه العدوان حتى نحمي غزة ونرفع عنها الحصار، ونحن نشكر خطوة السلطة بوقف الحملات الإعلامية وندعو كذلك كل وسائلنا الإعلامية إلى وقف هذا الأمر وهدف الجميع التصدي للعدوان فقط، وعلنا أن نتحمل بعضنا البعض فليطلق سراح المعتقلين، ولتكن كل المسيرات بأعلام فلسطينية فقط ولكن لا يسمح برفع أعلام فصيل دون فصيل حتى نكون إخوة متحابين، ونحن خضنا انتفاضتين يدا بيد ، وعلينا الآن أن نتكاتف ونناضل معا والمعركة الجارية في غزة اليوم ليست ضد حماس وحدها بل ضد المشروع الوطني بكامله، وهناك اتصالات سياسية اليوم ولقاءات على الصعيدين العربي والأوربي ونشكر الجادة والمنصفة ، وجرت اتصالات معنا من دول عربية كثيرة وهناك دول ننسق معنا دول عربية وإسلامية، وهناك دول أوروبية تتصل بنا، ونحن موقفنا واضح نوافق على التعاون مع أي جهد منصف يتحرك من شأنه وقف العدوان على غزة ورفع الحصار وفتح المعابر كافة، ولكن الجميع عليهم أن يدركوا أننا لن نخضع لشروط الاحتلال ، وهناك شبهات لا يتسع المقام لسردها، ونرفض أن يتذرع البعض بخذلاننا بحجج واهية مرة بالحديث عن المصالحة ومرة بأن التهدئة توقفت، فكما أن العدوان يعني حربًا موجبة للمقاومة، فإن الحصار يعني حربًا ويوجب المقاومة".

وفيما يتعلق بمعبر رفح قال مشعل: "أما معبر رفح بالنسبة للأخوة في مصر فنؤكد أننا لا نريد حدودًا مفتوحة، ونحن عرضنا على مصر قبل عام صيغة رباعية تشتك فيها مصر ورئاسة السلطة وحماس والأوروبيين، ولكن لم يتجاوب أحد معنا، لا أحد يقول إننا نريد الاستحواذ على معبر رفح، ولا أحد يفكر من شعبنا في الهجرة من غزة، ويكفيكم مشهد العائدين لغزة رغم ما تعانيه،نحن لا نهاجر اليوم ولكن نجاهد".

وتوجه مشعل في النهاية بكلمة شديدة اللهجة للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما وقال: "سيد أوباما بدايتك غير جيدة، وإنك تدخلت في أحداث مومباي ولم تتدخل في مذبحة غزة، وكفاكم يا غرب تناقضًا فأنتم تتدخلون من أجل بوذا ولا تتدخلون من أجل مساجد غزة".

واختتم مشعل كلمته المسجلة بقوله: "يا أهل غزة نحن معكم والأمة معكم والعالم الحر معكم، والعدوان سينكسر والحصار سينكسر والله معكم".

 

.