فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

الاحتلال ينقل تدريجياً الكليات العسكرية وفروع مراكزه الأمنية للقدس المحتلة

التاريخ: 26/3/1432 الموافق 02-03-2011

 

تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنقل تدريجي للكليات العسكرية وأفرع المراكز الأمنية إلى شرقي القدس المحتلة، في سياق مخطط تهويدها وعسكرتها وتثبيتها كعاصمة أبدية وموحدة"، حسب مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي. وسيؤدي "الطلبة الإسرائيليون من خريجي الكليات العسكرية قسم الولاء أمام حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك، ما يهدف إلى تعزيز مزاعم الاحتلال باعتبار القدس المركز السياسي للكيان المحتل".

وقال إلى "الغد" من القدس المحتلة إن "الحكومة الإسرائيلية تستغل ظروف صرف انتباه العالم إلى الثورات العربية في تونس ومصر وحالياً في ليبيا، واليمن وعدد من الدول العربية لتصعيد وتيرة تهويد المدينة المحتلة".

واضاف إن "سلطات الاحتلال تنقل تدريجيا الكليات العسكرية من الجليل والساحل إلى الجانب الشرقي للقدس المحتلة، والذي بدأ عمليا منذ احتلالها العام 1967 بشكل هادئ، تزامنا مع تحويل المستشفى المدني الذي كان تحت الإنشاء إلى مركز قيادة الشرطة المركزية".

كما "تم إقامة القيادة الوسطى في القدس المحتلة، فيما يتم حالياً تكثيف وتيرة نقل الكليات العسكرية إليها لربط الجوانب الدينية بالعسكرية والسياسية، حيث ستقام ثلاث كليات منها على مساحة 32 ألف متر مربع من أراضي المقدسيين، وسيمكث في المباني بشكل دائم زهاء 1400 جندي، بكلفة عشرة ملايين دولار".

وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال أبلغت حوالي 500 من البدو المقيمين حول القدس المحتلة بضرورة إخلاء مواقعهم من أجل تفريغ المنطقة من سكانها لأغراض إقامة المستعمرات".

ورأى أن "هذه المخططات تأتي ضمن سياسة الاحتلال التهويدية لتكريس الضم وفرض السيادة والأمر الواقع، لتتحول القدس المحتلة إلى "عاصمة أبدية للشعب اليهودي"، بما يشكل تصعيدا خطيرا وتحديا للمجتمع الدولي".

ولفت إلى أن "الاحتلال يسعى لتحويل المقدسيين إلى أقلية في مدينتهم، وفرض مخططات استيطانية عليهم لتجبرهم على الرحيل". وأوضح بأن "استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" مؤخراً ضد مشروع قرار إدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عزز من خطط الاحتلال الإستيطانية في القدس المحتلة".

وبينت دراسة حديثة أن "واشنطن استخدمت "الفيتو" 42 مرّة لمنع استصدار قرارات أممية تدين الاحتلال الإسرائيلي".

وتعكس "الحماية الأميركية لسلطات الاحتلال في مجلس الأمن جوهر العلاقة الثنائية، التي تتضمن مساعدات أميركية سنوية بقيمة 2.5 بليون دولار على شكل هبات عسكرية اقتصادية، أي ما يقارب سدس ميزانية المساعدات الخارجية الأميركية"، بحسب ما بينته دراسة صدرت حديثاً عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ومقره بيروت.

ويتلقى الجانب الإسرائيلي مساعدات "إضافية" من واشنطن لحثه وتشجيعه على تطبيق اتفاقيات السلام، على غرار حزمة المساعدات المالية بقيمة 1.2 بليون دولار التي حصل عليها لدعم تطبيق اتفاقية واي ريفر (1998 – 1999)، التي لم تنفذ فعلياً.

و"تتلقى سلطات الاحتلال مساعدات من اللوبي الصهيوني (تأسس العام 1967)، وكبرى المؤسسات الإعلامية، والاتحادات التجارية، بهدف تعزيز القدرات العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية على حساب الدول العربية المجاورة".

وبينت "تأثير الجيش والمؤسسات الأمنية، والجماعات اليهودية المتطرفة والحركات الاستيطانية، في صنع القرار الإسرائيلي، بما ينعكس في تسارع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

ورأت أن "طبيعة نظام التمثيل النسبي وتأثير سياسات الأحلاف والالتزام العقيدي، وسيطرة التحالف الصناعي – العسكري، يؤدي إلى عملية صناعة قرار مسيّسة على حساب المصالح الاستراتيجية أحياناً، بينما بات الحفاظ على الائتلافات الحكومية هدفاً بحد ذاته".

ويفتح التواصل الإسرائيلي الدائم مع المجتمع الدولي المجال أمام التزود بالمعلومات ومراجعة السياسات والقرارات في ضوء المتغيرات، بينما تشكل المؤسسة العسكرية آلية منظمة وممنهجة لصناعة القرار، مقابل غياب الآلية القوية والبديلة التي يمكن من خلالها تقييم الاستخبارات العسكرية والسياسات عبر الأجهزة المدنية.

وتستخدم "وسائل الإعلام كأداة أساسية لتجييش الرأي العام في الداخل الإسرائيلي نحو قضية معنية، بمساعدة هياكل مؤسسية أساسية، مثل الجهاز القضائي، التي أسهمت بدور كبير في تنفيذ مشروع الكيان المحتل".

ويحظى الإحساس المشترك في الكيان الإسرائيلي بالمخاطر الوجودية، المزعومة، المهددة "لدولة إسرائيل"، وإيمانهم "بعدالة وأحقية قضيتهم"، وسعيهم "لدولة يهودية"، بحالة إجماع وإلتفاف تساعد على مجابهة الأزمات المتوالدة بالنسبة لسلطات الاحتلال.

وتناولت الدراسة تأثير الجيش والمؤسسات الأمنية والحزبية وجماعات المصالح على عملية صناعة القرار، ودعم الجماعات اليهودية خارج الكيان المحتل لسلطات الاحتلال مادياً وسياسياً.

المصدر: هلا فلسطين

 

.