فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
قرار إسرائيلي باقتطاع جزء من مقبرة باب الرحمة وتحويله إلى حديقة قومية يهودية
كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن المؤسسة الإسرائيلية تعهدت، بواسطة أذرعها التنفيذية، بتوفير الدعم اللازم لاقتطاع جزء من مقبرة باب الرحمة الإسلامية التاريخية، الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية.
وقالت المؤسسة: يتضمن قرار المؤسسة الإسرائيلية توفير الدعم لنصب سياج حول جزء من المقبرة تصل مساحته إلى نحو
واشارت مؤسسة الأقصى الى انها حصلت على هذه المعلومات من خلال بروتوكول للمحكمة العليا الإسرائيلية، صدر أول من أمس حول ملفات التماس قدمتها منظمات وشخصيات يهودية استيطانية بشأن مقبرة باب الرحمة الى المحكمة، ادعت فيه ان المقبرة هي عبارة عن "مساحة عامة"، مصادرة من قبل البلدية الاسرائيلية في القدس، وأن الخرائط والمخططات الرسمية الإسرائيلية تعتبر مقبرة باب الرحمة متنزهاً قومياً إسرائيلياً عاماً!.
من جهته، أكد المهندس زكي إغبارية، رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، على أن "مقبرة باب الرحمة هي مقبرة إسلامية تاريخية مدفون فيها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الصحابي عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وقد استمر فيها دفن المسلمين منذ الخلافة الراشدة الى يومنا هذا، وهي حق خالص للمسلمين وليس لغيرهم فيها ولو ذرة تراب واحدة، وأن المسلمين سيظلون يدفنون أمواتهم فيها، ويحافظون على حرمة كل من دفنوا فيها، وأن القرارات الصادرة عن المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية هي قرارات باطلة من أساسها".
ووفقاً لمؤسسة الأقصى، فقد ورد في بروتوكول نص قرار المحكمة العليا الإسرائيلية التماسان قدمهما كل من المدعو أرييه كنج - وهو من الناشطين في مجال الاستيطان اليهودي في القدس، بالإضافة الى ما يدعى بـ "اللجنة لمنع هدم الآثار على جبل الهيكل"، وهي لجنة تدعو وتعمل محاولة منع تنفيذ مشاريع إعمار في المسجد الأقصى بحجة وجود آثار يهودية في المسجد الأقصى، وطالبا بمنع المسلمين من دفن موتاهم في مقبرة باب الرحمة، خاصة في أقصى الجهة الشرقية الجنوبية، وجاء في البروتوكول ان "النيابة العامة مدعومة بقرار سياسي ستعمل على منع أي حفر لقبر إضافي في أقصى الجهة الشرقية الجنوبية لمقبرة الرحمة - والتي يطلقون عليها بمسمياتهم منطقة العوفل - وإذا تمّ بالفعل حفر أي قبر جديد فإن المؤسسة الإسرائيلية الرسمية ستصدر على الفور قراراً إدارياً بهدم هذا القبر، وأن الشرطة الإسرائيلية ستساعد البلدية في القدس على تنفيذ القرار الإداري".
وقالت المؤسسة: أضافت التلخيصات من قبل النيابة العامة الاسرائيلية انها ستتخذ كل الإجراءات لمنع أي دفن إضافي في الموقع المذكور من مقبرة الرحمة، ومن بين هذه الإجراءات انها قررت نصب جدار على طول الرصيف في الموقع، بالإضافة الى قرار ببستنة الموقع وزراعته بالنباتات الوردية ووضع لافتة يكتب عليها "حديقة قومية"، كما تعهدت المؤسسة الإسرائيلية بتحمّل التكاليف المالية لكل ما ذكر، وتقرر في نفس سياق هذه التلخيصات أن تقوم الشرطة الإسرائيلية بتوفير الدعم الكامل للبلدية العبرية في القدس وما يسمى بـ "سلطة الطبيعة - الحدائق" لمنع تنظيم جنائز ومراسيم دفن إسلامية في منطقة مقبرة الرحمة في الجزء المذكور.
وتابعت: في التلخيصات المتعلقة بما يسمى "سلطة الطبيعة - الحدائق"، قالت إن هذه السلطة أعدت مخططاً خاصاً لبستنة الموقع وانها قامت بمسح نحو 200م2 ووضع التراب البستاني وأغلقت عدداً من القبور، وصبت أرضيات من الباطون، وان هناك نية لاستكمال العمل بالمساحة التي تبلغ مجملها 1800م2. وفي هذا السياق، فقد أكدت المؤسسة الإسرائيلية انها توفر الدعم اللازم لما يسمى "سلطة الطبيعة - الحدائق" للقيام بإنجاز وتنفيذ مخططها بالكامل، وأن الموضوع موجود على برنامج الجهات الأمنية المختصة، كما أن المؤسسة الإسرائيلية الرسمية تتعهد بتوفير الدعم الشرطي لإنجاز مخطط تسييج الموقع وبستنته، وتعتبر الموقع بأكمله مساحة عامة وحديقة قومية".
وفي هذا الصدد، قال إغبارية: إن ما ورد من قرارات في سياق نص قرار المحكمة العليا بخصوص الجزء الواقع في أقصى الجهة الجنوبية الشرقية لمقبرة باب الرحمة، او فيما يتعلق بكامل مساحة مقبرة باب الرحمة، هي قرارات جد خطيرة، ولها مدلولات خطيرة جداً، إلا أننا نؤكد أن مقبرة باب الرحمة هي وقف إسلامي أبدي، وحق إسلامي خالص، ليس للمؤسسة الإسرائيلية أو أي من أذرعها التنفيذية حق ولو بذرة تراب واحدة. مقبرة باب الرحمة هي مقبرة إسلامية تاريخية، ما زلنا ندفن فيها الى هذه الساعة أموات المسلمين في كل بقاعها، وكل القرارات الإسرائيلية المذكورة باطلة من أصلها، لأنها صادرة عن المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية. وفي نفس الوقت، فإننا إذ ننظر للأمر بخطورة بالغة فإننا ندعو الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني على المستويين الشعبي والرسمي الى التحرك السريع بما يلزم من موقف شجاع وجريء وفوري يرتقي الى مستوى الخطر المحدق بمقبرة باب الرحمة، وبالتالي بالخطر المحدق بالمسجد الأقصى المبارك، وبمحيط المسجد. لقد آن الوقت لنعمل بجد واجتهاد لإنقاذ القدس ومقدساتها من التهويد وطمس معالمها التاريخية والحضارية.
وقال المحامي خالد زبارقة، المحامي المتابع لقضايا القدس: لا ندري كيف تبت المحكمة العليا الإسرائيلية في قضية من دون أن تسمع أصحابها الحقيقيين، ومن حيث حيثيات قرار الحكم نستنتج أن اصحاب الحق الحقيقيين لم يكونوا ممثلين أمام المحكمة، التي لم تسمع رأيهم، وهذا دليل كافٍ على أن القرار هو قرار سياسي، لا يمتّ للمحافظة على القانون بصلة، فالمكان هو مقبرة إسلامية معروفة وتاريخية، ومئات القبور ظاهرة للعيان، ولا يعقل ان يصادر حق المسلمين المقدسيين في دفن موتاهم في هذه المقبرة الإسلامية التاريخية بقرار من هذا النوع. المحكمة الإسرائيلية لا حق لها اصلاً في أن تبتّ بهذه القضية، فالمكان هو مكان محتلّ حسب القوانين والشرائع الدولية، ولا صلاحية للمحكمة الإسرائيلية ان تبتّ في قضايا تخص المكان كونه مكاناً محتلاً.
يذكر أن منظمات إسرائيلية تعتبر منطقة مقبرة باب الرحمة، وعلى وجه الخصوص المنطقة الشرقية الجنوبية من جدار المسجد الأقصى المبارك، جزءا من بقايا الهيكل المزعوم، وبالتالي هي جزء من مخطط بناء هذا الهيكل الثالث المزعوم!.
المصدر: الأيام الفلسطينية