فتاوى فلسطينية / الجهاد في سبيل الله
حكم تأخيرالبيان للمجاهد في وقت الحاجة / الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال : هل يشرع للمجاهد تأخيرُ البيانِ عنِ وقتِ الحاجَةِ عِندما يرى المُجاهدينَ يُخالفونَ بَعْضَ أنواعِ التوحيدِ؟ (1 )
الإجابَةُ: القاعدةُ الكُلِّيَّةُ: أنَّهُ لاَ يَجوزُ تأخيرُ البيانِ عَنْ وقتِ الحاجةِ، فإذا وُجِدَ مَنْ يَجْهَلُ الحقَّ، وَجَبَ أنْ يُعلَّمَ مِمَّنْ يَعْلَمُ الحقَّ، ولاَ يَجوزُ تأخيرُه مِن أجلِ مُراعاةِ خاطرِ فُلانٍ، فإذا سَمِعَ المؤمِنُ مَنْ يُشرِكُ باللهِ، أو رأى بِدعةً تُخالِفُ شَرْعَ اللهِ، أو معصية ًظاهرةً، وَجَبَ الإنكارُ على أهلِ البِدَعِ والمَعاصي بالأسُلوبِ الحَسنِ ، وَوَجَبَ بيانُ الحقِّ المُتَعلِّقِ بتوحيدِ اللهِ، أو بإنكارِ البدعةِ ، أو بإنكارِ المَعصيةِ بالأسلوبِ الذي يَرجو فيهِ النفعَ، مَعَ مُراعاةِ الرِفقِ والحِكْمَةِ في ذَلكَ كُلِّه.
أمَّا السُّننُ فأمْرُها أوسعُ، ولَوْ تُرِكَ التنبيهُ على بَعْضِهِا إِذا كانَ في ذَلِكَ مَصلَحةٌ شرعيَّةٌ فلا بأسَ، كالجَهْرِ بالتأمينِ، ورَفْعِ اليدَيْنِ في الصَّلاةِ، وما أشبهَ ذلكَ مِنَ الْسُنَنِ، إِذا كانَ تأخيرُ الكلامِ عنها إِلَى وقتٍ آخرَ، أو إِلَى اجتماعٍ آخرَ يراهُ أصْلَحَ، فالأمرُ أوسَعُ في ذلكَ لأنَّها سُنَنٌ وليستْ فرائضَ.
المصدر :موسوعة الفتاوي الفلسطينية ص84.
ــــــــــــــــــ
([1]) المرجع: كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رَحِمَهُ اللهُ - مفتي عام المملكة العربيَّة السعوديَّة سابقًا، (5/154)، سؤال رقم (5).