فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء:نصرة غزة تقع على كل طرف بحسب استطاعته
الخميس5 من محرم1430هـ 1-1-2009م
مفكرة الإسلام: أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية بيانًا بخصوص العدوان الذي تمارسه قوات الاحتلال "الإسرائيلية" بحق قطاع غزة.
وأكد بيان اللجنة الدائمة أنها تابعت بالحزن والأسف ما يحدث في غزة من انتهاكات واعتداءات على كل المحرمات وشاهدت كل أنواع الجرائم ترتكب بحق المدنيين الأبرياء في غزة.
وذكرت اللجنة الدائمة أن أحداث غزة تفرض على المسلمين التضامن مع إخوانهم ونصرتهم والتحرك لتخفيف معاناتهم.
وأشار بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية إلى أن نصرة شعب غزة تكون مادية ومعنوية وتقع على كل طرف بحسب استطاعته وتشمل المال والطعام والدواء وغير ذلك، وطالب حكومات الدول العربية والمسلمة السعي لإنهاء حالة الحصار المفروضة.
ودعت اللجنة الدائمة من أسمتهم بعقلاء المجتمع الدولي من أجل النظر في تداعيات ما يجري في غزة والعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه.
وفيما يلي نص البيان الصادر:
(الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية تابعت بكل أسى وحزن وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص من عدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين, ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني.
وهذا الحدث الأليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقاً لإخوة الإسلام ورابطة الإيمان, قال الله تعالى {إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات 10) وقال عز وجل {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة 71) وقال النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه"/ متفق عليه، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" (متفق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره" رواه مسلم.
والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية, وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال والغذاء والدواء والكساء وغيرها، أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم وصدق المواقف تجاههم ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات والمؤتمرات الدولية والشعبية, وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله سبحانه وتعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى" (المائدة 2) .
ومن ذلك أيضاً بذل النصيحة لهم ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم, ومن أعظم ذلك أيضاً الدعاء لهم في جميع الأوقات برفع محنتهم وكشف شدتهم وصلاح أحوالهم وسداد أعمالهم وأقوالهم.
هذا وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطين بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه, كما نوصيهم بالوحدة على الحق وترك الفرقة والتنازع وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين.
ونحث إخواننا على فعل الأسباب لرفع العدوان على أرضهم مع الإخلاص في الأعمال لله تعالى وابتغاء مرضاته والاستعانة بالصبر والصلاة ومشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميع أمورهم, فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد.
كما أننا ندعو عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه, ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة، وفي الوقت نفسه نشكر كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة, وأن يعز دينه, ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه, وأن يخذل أعداءه, وأن يجعل كيدهم في نحورهم, وأن يكفي المسلمين شرهم, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين).
سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية
رئيس هيئة كبار العلماء
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء