فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مظاهرات غاضبة في عدة عواصم عربية تنديدًا بالمجزرة الصهيونية في غزة

 

الاثنين2 من محرم1430هـ 29-12-2008م

 

مفكرة الإسلام: شهدت عدة دول عربية، يوم الأحد، مظاهرات احتجاجية غاضبة للتنديد بالمجزرة التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.

ففي العراق، خرجت مظاهرة في مدينة الموصل شمال البلاد، نظمها الحزب الإسلامي العراقي، للتنديد بالغارات "الإسرائيلية" على قطاع غزة.

وقالت مصادر بالشرطة العراقية إن شخصًا يقود دراجة هوائية مفخخة قام بتفجير نفسه ضد المتظاهرين في منطقة الدواسة وسط الموصل؛ ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 16 آخرين بجروح.

تفريق تظاهرة أمام السفارة المصرية ببيروت:

وفي لبنان، فرقت القوى الأمنية بالقوة تظاهرة أمام السفارة المصرية في بيروت، احتجاجًا على المجازر الوحشية التي تمارسها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

وحاول المتظاهرون الوصول إلى مبنى السفارة، واختراق حاجز من الأسلاك الشائكة وضعته القوى الأمنية، إلا أن الأجهزة الأمنية استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق التظاهرة وإبعاد المتظاهرين من اقتحام السفارة المصرية بالقوة.

وطالب المتظاهرون مصر شعبا وحكومة القيام بدورها الطبيعي ودعم غزة والعمل الجدي على وقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر.

وقفة احتجاجية أمام البرلمان المصري:

أما في مصر، وعلى الرغم من التواجد الأمني المكثف في شوارع القاهرة، منذ فجر اليوم الأحد، والذي تركز في ميدان التحرير والشوارع الجانبية المؤدية إلى مجلس الشعب المصري، تمكن الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين والقوى الشعبية والوطنية من تنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب للتنديد بالعدوان على غزة.

وقد دفعت هذه الوقفة الأجهزة الأمنية إلى إغلاق شارع مجلس الشعب، وهو ما أدى إلى انقسام المظاهرة إلى مظاهرتين، الأولى أمام مجلسي الشعب والشورى والثانية أمام وزارة الصحة والسكان.

وفي السياق ذاته، نظمت نقابة الأطباء وقفة احتجاجية أمام دار الحكمة بشارع القصر العيني، شارك فيها الآلاف من القوى الوطنية، يتقدمهم الإخوان المسلمون بحضور عدد كبير من قيادات الجماعة على رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وجمال حشمت وعصام العريان، بالإضافة إلى المهندس عمر عطا الله عضو جماعة مهندسين ضد الحراسة والمهندس على عبد الفتاح مسئول مكتب الإرشاد بالإسكندرية.

وبحسب ما أوردته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، فقد قامت أجهزة الأمن بتطويق الإعلاميين والصحفيين وإجبارهم على الوقوف في الجهة المقابلة للوقفة بالاتجاه الآخر بشارع القصر العيني. وردد المتظاهرون هتافات "يا هنية يا زهار إنتو أملنا يا أحرار"، "يا زهار قول لهنية اوعى تسيب البندقية".

وقال الدكتور جمال حشمت: إن هذه الوقفة جاءت بدعوة من نقيب الأطباء الدكتور حمدي السيد، متهمًا الدبلوماسية المصرية والسلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع إسرائيل في هجومها على قطاع غزة.

تظاهرة احتجاجية في دمشق:

وفي إطار الغضبة الشعبية العارمة التي عمت العواصم العربية، تظاهر عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية والسورية في ساحة الشهيد يوسف العظمة وسط العاصمة السورية دمشق، يوم الأحد، تنديداً بالمجزرة الصهيونية وتضامناً مع صمود أهل قطاع غزّة.

وأطلق المتظاهرون هتافات مجّدوا فيها المقاومة الفلسطينية وطالبوها بمزيد من الضربات ضد الكيان الصهيوني، معربين في الوقت نفسه عن غضبهم من الصمت العربي والدور المصري على وجه الخصوص، مكرّرين استياءهم من إعلان ما وصفوه بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني من العاصمة المصرية.

وألقى الدكتور سامي أبو زهري في ختام المسيرة كلمةً خاطب خلالها المتظاهرين قائلاً: "يا أبناء شعبنا الفلسطيني يا أبناء سوريا البطلة؛ اليوم تخرجون لتقولوا للمحاصرين لغزة ولكل من يشارك في حصار وذبح غزة أن غزة لم تعد وحدها وأن الأمة لن تسلِم غزة".

 وأوضح في كلمته أنّ ما يجري في قطاع غزّة "حرب حقيقية تستخدم فيها الأسلحة التي لا تستخدم إلا في الحروب الدولية"، مشيراً إلى أنّ غزّة ستبقى "صامدة محتسبة ثابتة بإذن الله تقول للمحاصرين وللمجرمين القتلة أنكم تستطيعون قتلنا لكن بإذن الله لن تفلحوا بقتل إرادتنا".

كما أكّد أبو زهري أنّ المخطط الرامي لإعادة سلطة وصفها بالعميلة بدلاً عن حماس في غزّة "لن يفلح أبداً"، لافتاً إلى أنّ "هذه الحرب خطط لها إسرائيلياً وأمريكياً ولكن بات واضحاً للجميع أن أطرافاً عربية تريد لهذه الحرب أن تستمر حتى القضاء على كل مشروع المقاومة في غزة، فالذبح ليس للأفراد وإنما للمشروع المشروع المقاوم الذي تقوده حماس".

وهاجم رئيس السلطة محمود عباس قائلاً: "إنك أول رئيس على مدار التاريخ يشارك في حصار شعبه والتحريض على شعبه وشارك في ذبح شعبه وقتل شعبه، نعم من حقك أن تهنأ لكن لن تهنأ بأنك بين الشرفاء" على حدّ وصفه.

كما أوضح أبو زهري للجماهير المحتشدة وسط دمشق ما وصفه بأنه حقيقة الموقف المصري حين قال: "إن وزير الخارجية المصري يحاول التغطية على حقيقة مواقفه بنشر بعض الادعاءات"، وتوّجه إلى السلطات المصرية قائلاً: "إن لم تعملوا على إنهاء الحصار عن غزة وتفتحوا معبر رفح فتحاً نهائياً وإلى الأبد فمن حق الشعب الفلسطيني أن ينظر إلى هذه السلطات على أنها مشاركة في الحصار على غزة".

وحرص أبو زهري في ختام كلمته على "طمأنة" الشعوب العربية والإسلامية بأنّ "حماس" ثابتة صامدة، والمقاومة ماضية صامدة، والعملاء من بعض أبناء هذا الشعب بكل أسف ومن بعض العرب لن يفلحوا بإذن الله في تصفية قضيتنا، فعهدنا لكم في حماس أن تبقى المقاومة ماضية بكل قوة وبكل ثبات وسينجلي الاحتلال بإذن الله ولو بعد حين".

 

.