فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
القرضاوي يروي تفاصيل جولة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لنصرة غزة
الخميس12 من محرم1430هـ 8-1-2009م
مفكرة الإسلام: قال الدكتور يوسف القرضاوي إن وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قام بجولة في المنطقة لدعم شعب غزة في محنتهم انطلاقًا من حقيقة أن المسلمين وعلى اختلاف أوطانهم وظروفهم لازالوا يشكلون كيانًا واحدًا له هدف واحد ومصير واحد.
وأضاف الدكتور القرضاوي: "يجب على الأمة أن تتضمان في محنها وأن يعين بعضها بعضًا، وقرر فقهاء المسلمين أنه إذا احتل جزء من أرض المسلمين فعلى أهل هذا الجزء أن يهب لتحرير هذا الجزء ثم يتسع الواجب ليشمل من حولهم لحين تحقيق هذا الهدف".
وأردف: "بالنسبة لقضية فلسطين لابد أن يتحرك العلماء لبيان الحقائق وعدم كتمان الحق، ومن هذا المنطلق رأى الاتحاد العلماء المسلمين تكوين وفد من العلماء من مختلف البلدان للقاء عدد من القادة والزعماء في الدول التي لها قدرة على التأثير في القضية الفلسطينية".
وقال الشيخ القرضاوي: "لقد بدأنا في قطر ثم انتقلنا إلى السعودية ثم إلى مصر وبعد ذلك الأردن واختتمنا الجولة في تركيا، وكنا نتمنى أن نزور جمهورية مصر العربية ولكن مما يؤسفنا اعتذار القاهرة عن إتمام هذا اللقاء، حيث أكدت الخارجية المصرية أن هذا اللقاء لن يتم".
وتابع: "لقد أردنا أن نوصل رسالة إلى كل زعيم، حيث أردنا أن نبين في كلمات مكتوبة ما الذي نريده قبل أن تبدأ زيارتنا لهذه الدول، فالهدف كان حشد الجهود لأن الأمة تعاني من التفكك وهذا ما أغرى إسرائيل، لذلك أردنا حشد الجهود وتعبئتها لمواجهة هذه العدوان".
مطالبة زعماء الدول العربية بالتدخل لوقف العدوان على غزة
وأردف القرضاوي: "قلنا للزعماء أننا نريد وقف العدوان الوحشي ضد إخواننا في غزة، ولم نطلب وقف إطلاق النار لأن الواقع هو أن هناك معتدي ومظلوم، ثم طلبنا انسحاب هذه القوات المحتلة، وإنهاء الحصار الذي حرم الناس من كل الأسباب التي تعين على الحياة ويدخل في هذا فتح كافة المعابر سواء بين غزة وإسرائيل أو معبر رفح، وخاصة معبر رفح لأنه في يد مصر ولقد ركزنا على هذا المطلب، ثم طلبنا إيصال المعونات الطبية والإنسانية والإغاثية العاجلة، ثم ناشدنا عقد مؤتمر قمة عاجل حتى بالزعماء المستعدين للحضور".
وقال: "ما الذي يعنيه أن يتخلى زعيم عربي عن مسئوليته في هذا الظرف، ونحن نرى الشعوب الإسلامية كلها هبت هبة رجل واحد".
وأضاف الشيخ القرضاوي: "مواقف القادة والزعماء كانت متفاوتة، وكانت الأغلبية تؤيد المقاومة وترحب بانعقاد القمة، وتقف بقوة أمام تطلعات إسرائيل العدوانية، ولا أريد أن أذكر بعض المواقف، وكان غالبية الزعماء لديهم مواقف إيجابية".
وأشار القرضاوي إلى إصدار ما أسماه "نداء النصرة"، لكي نثبت أن هناك أمة إسلامية لازالت حية على الأقل من الناحية الشعبية، هناك أمة واحدة لها أفكار ومشاعر واحدة وتتعامل بمواقف واحدة وتجلى ذلك عند إهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما وقعت مذبحة غزة الأخيرة وجدنا كل الشعوب الإسلامية في كل بلد بأن هذا منكر كبير وبلوى لا يمكن السكوت عليها".
وقال: "لقد أصدرنا هذا النداء للشعوب الإسلامية لكي يكون يوم غد الأمة يوم نصرة لدعم غزة الثابتة الصامدة، وغضب على هذا العدوان الإجرامي السافر، وعلى خطباء الجمعة أن يجعلوا هذا موضوع خطبتهم".
وأضاف: "نحن في نيتنا أن نعقد مؤتمرًا لعلماء المسلمين من كل أنحاء العالم وفي الغالب سيكون في الدوحة في وقت قرب".
العدوان على غزة أكد فشل فكرة "حوار الأديان"
وأضاف القرضاوي: "لن نلتقي برجال الدين اليهود لأن لهم تأثير كبير وبعضهم يشارك في الجانب السياسي وبعضهم يحرضون على العدوان، ومن الممكن أن نلقى رجال الدين المسيحي، وإن كان بيننا وبين البابا موقف بعد محاضرته التي تطاول فيها مقام النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يمكن إصدار بينات ونبعث رسائل إن كان بإمكانهم التأثير في صانع القرار في العالم الغربي".
وقال القرضاوي: "كيف يمكن أن هناك تحاور للأديان ونحن نرى أن هذه الاعتداءات الصارخة لا تلقى أية استجابة من رجال الدين الكاثوليك والبروتستانت، والحقيقة أننا في الإسلام ننكر أي عدوان على أي شعب، بل إننا يمكن أن نقاتل من أجل شعب يتعرض للظلم، وهذا موقف الدين الإسلامي، ولكننا ما وجدنا عند الآخرين مثل هذا الموقف".
وتابع بقوله: "هناك من يتمنى ألا تنتصر حماس لأن انتصارها يخزيهم ويكشف حقيقتهم، ولذا فإننا لا نعتمد على مثل هؤلاء الزعماء ولكننا نأمل في شعوبهم التي تدرك أهمية أن تكون الأمة على قلب رجل واحد، ولقد تحدثنا إلى قادة فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف أسمائها وأكدوا لنا أن شعب غزة ورغم المذبحة التي يتعرض لها لازال واثقًا في النصر، ولقد شعرنا بيقين أن العاقبة لنا ولأهلنا في غزة ومستحيل أن ينتصر الظلم على العدل أو ينتصر الباطل على الحق".
وقال القرضاوي: "لو طبقت معاهدة الدفاع العربي المشترك لوجب الآن نصرة شعب غزة وأصبح هذا واجبًأ على كل الدول العربية، ونتذكر عند نكبة 1948 وجدنا أن الكل تحرك من أجل نصرة أهل فلسطين رغم أن الجامعة العربية كانت حديثة الوجود، والآن بعد مرور هذه السنوات الستين نجد أن العرب يخذلون أهل غزة، فإن الموقف القومي العربي لا يجيز ذلك، والموقف الإسلامي لا يقبل بهذا، ولا حتى الموقف الإنساني الأخلاقي يمكنه أن يبرر هذا".