فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

تقرير: المستوطنون اليهود الجدد في يافا يخططون لطرد سكانها العرب.

 

المصريون /11/8/2008م   يقول النشطاء العرب في حي العجمي أنهم لا يعارضون العيش في يافا إلى جانب اليهود الأثرياء شريطة أن لا يكون ذلك على حساب العرب.

على مدى عقود, تجنّب الإسرائيليون الماضي التوراتي لتل أبيب, فقد كان ينظر إليها وكرا عربيا للجريمة والمخدرات. أما الآن, فاكتشف البرجوازيون الإسرائيليون سحر جمال يافا القديمة, تلك الضاحية الساحلية العربية التقليدية - طواحين العجمي - بطواقم من عمال البناء والإنشاءات, تنشر العيش والإدارة المشتركة, والمناظر البحرية الممتدة وباهظة التكاليف.

تشهد يافا اليوم, موجة من التطوير والتنمية, مدفوعة بحالة الازدهار العمراني السائدة; اذ تقوم تل ابيب باستثمار ملايين الدولارات لبناء حديقة جديدة مواجهة للبحر, كما يستعد القائمون على السياحة لافتتاح عدد من الفنادق الفاخرة.

ذلك نمط معروف من التصنيف الطبقي - الاجتماعي, سوى ان البنيان في يافا عمّق السياسة الخاطئة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي, مثيرة المشاعر القومية في منطقة عُرفت بقبولها الحالة, وفي مدينة اشتهرت كعاصمة حضرية لإسرائيل.

في هذا الصّدد, تقول أمينة أغربية, »لم يلتفتوا إلينا منذ أربعين عاما, وها هم يريدون, الآن, تجميل المنطقة, وإلقاءنا إلى الشارع, كي تتمهد الطريق لقدوم الأغنياء إلى هذه المنطقة, لطالما كنت شخصيا مع التعايش, ولم اشعر بالتمييز العنصري, لكنني أحسّ به اليوم في دمائي«.

تسكن أمينة ابنة الستين في بيت بشارع »كيديم« بالجرف البحري, منذ انتقالها إلى الحي العجمي, وهي فتاة يافعة, وفي الأشهر الأخيرة الماضية, وبعد اتهام بالقيام بتجديد في البناء بصورة غير قانونية, أصبحت هي وأسرتها المؤلفة من أربعة أشخاص, واحدة من حوالي 500 ربة منزل, تُعامل بأوراق الاقتلاع من منازلهن.

ويرى الناشطون والسكان والمخططون في موجة اشعارات الطّرد, جزءا من مؤامرة حكومية لتطهير حي العجمي من الفقراء العرب, القاطنين بالإيجار على اراض عامة, ما يجعلها قابلة للبيع لأصحاب مشاريع التطوير والتنمية, لبناء مساكن لأبناء الطبقتين الوسطى والعليا, اللّتين يشكل اليهود غالبيتهما العظمى.

إلى هذا, يقول كمال أغربية, رئيس لجنة حي العجمي ولا قرابة له بأمينة, »هذا ما اسميه الترانسفير الاقتصادي للسكان. اذ يأتون الينا بأسلحة محشوة بالذخيرة, ويقولون: اخرجوا وإلا سأطلق النار. إلا أنهم محمّلون بالدورلارات لا بالرصاص«.

في شهر شباط الماضي, انضمّ كمال وأمينة إلى مسيرة تضم قرابة ألف شخص, احتجاجا على اقتلاعهم من بيوتهم, مردّدين هتافات: »بالدم, بالنار, نفديك يا يافا«, وهو شعار استعاروه من أشقائهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. وكانت تلك المسيرة احتفالا بالذكرى الأولى »ليوم الأرض«, يوم الاحتجاج العربي في إسرائيل على المصادرة الإسرائيلية للممتلكات العائدة للفلسطينيين الذين بقوا داخل حدود دولة إسرائيل.

في هذا الشأن, يقول ميشال ليهافي, عضو مجلس بلدي مدينة تل ابيب, عن حزب ميريتس اليساري, ويؤيّد مطالب المقتلعين المتوقعين في يافا, لكنه يعارض تحويل هذا الكفاح الى نضال قومي فلسطيني, »مرّت فترات لم أشعر بالارتياح فيها تجاه المظاهرة. ولا أعتقد أن هذه هي الطريقة التي نُدرج فيها صفة الرأي العام«

أما النشطاء العرب في حي العجمي فيقولون أنهم لا يعارضون العيش جنبا إلى جنب اليهود الأثرياء. »نريد لليهود أن يعيشوا في يافا, لكننا لا نريد لذلك أن يكون على حساب العرب«. كما عبّر عن ذلك إبراهيم أبو زندي, الذي يعمل في »مركز المجتمع العربي- اليهودي في يافا«.

إلى الجنوب من أسوار يافا القديمة, تنحدر بيوت هذه المنطقة المكتظّة إلى سلسلة من الصخور تُطلّ على البحر المتوسّط, نوافذها مقوّسة في أعلى أعمدة يونانية, يظهر الطراز المعماري القديم ليافا في مفارقة صارخة مع تل أبيب العصرية. وفي التعليق على ذلك, قال اردا باز, السمسار العقاري, الذي قيّم أسعار بعض الممتلكات العقارية في يافا بأنها تضاعفت خلال السنوات الست الماضية, »هذا غزو للصحراء«.

وبعد قيام دولة إسرائيل, أُدمجت يافا بتل أبيب, التي أعيدت تسميتها رسميا »تل أبيب - يافا«. ومع ذلك, هرب سكان يافا الأصليون منها خلال حرب عام 1948 بين العرب واليهود, واصبحوا لاجئين, وقامت الحكومة الإسرائيلية بتأميم الأحياء والضواحي السكنية, مثل حي العجمي, وأجرت المساكن للمهاجرين العرب.
 
تقول نعمة ميشال, من »مجموعة التخطيط للدفاع عن حقوق الإنسان« (بيمكوم), وهي منظمة غير ربحية, أن الحكومة ما تزال مسؤولة عن سكان يافا, ومشاريع التطوير والتنمية »ترفع قيمة الموجودات, وتعود إلى المقيمين العرب نحراً مرتداً, فهي تأتي إليها باليهود, وتطهّر يافا من العرب«.


 المصدر: المركز الدولي
لدراسات أمريكا والغرب

.