فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين

الأسيرات يمنعن من العلاج بعد تعرضهن للشبح والتعذيب.

الأسيرة الفلسطينية المحررة سمر صبيح: الأسيرات يمنعن من العلاج بعد تعرضهن للشبح والتعذيب

 

مركز البيان للإعلام 19/5/2008م  / كشفت الأسيرة المحررة سمر صبيح النقاب عن أن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني يتعرضن لأوضاع معيشية وصحية ونفسية مأساوية وصعبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وبينت صبيح في مقابلة مع المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن الأسيرات الفلسطينيات يحتجزن في ظروف اعتقالية لا يمكن استخدامها مع الأسير الآدمي، وذكرت أن سلطات الاحتلال الصهيوني تضع الأسيرات في زنازين وغرف صغيرة تحت الأرض مليئة بالرطوبة والعفن وتعشش فيها الصراصير والحشرات والفئران.

شبابيك مغلقة بالألواح الحديدية

وقالت صبيح خلال المقابلة أن الشمس لا تدخل على الأسيرات في سجنهن حيث أن سلطات الاحتلال تغلق شبابيك الزنازين والغرف الصغيرة بالألواح الحديدية، مبينة أن الغرف التي تعيش بها الأسيرات الفلسطينيات هي كانت عبارة عن إسطبلات للخيول وبالتالي لا تصلح لعيش الأسرى والأسيرات الذين بينهم أطفال وزهرات هم بحاجة ماسة للرعاية الطبية والمتابعة الصحية، موضحة أن الغرف التي تحتجز فيها الأسيرات تبلغ مساحتها (2×3 مترا فقط)، وأن هذه الغرفة تتضمن الحمام وما يشبه المطبخ؟!.

لكل أسيرتين حبة فاكهة واحدة

وذكرت صبيح أن الطعام الذي تقدمه سلطات الاحتلال للأسيرات في السجون هو طعام سيء ورديء، إضافة إلى أن الوجبة المقدمة للأسيرة الفلسطينية هي وجبة قليلة لا تكفي لإشباعها، مشيرة إلى أن الأسيرات يعتمد على الكانتينا في الحصول على طعام جيد، وأن سلطات الاحتلال كانت تقدم لكل أسيرتين اثنتين حبة فاكهة واحدة، بحيث تتقاسم الأسيرتين هذه الفاكهة كتوزيع برتقالة واحدة أو تفاحة واحدة لأسيرتين اثنتين.

أخلاق نبيلة

وقالت الأسيرة المحررة خلال المقابلة أن من أنبل الأخلاق التي كانت ومازالت تتصف بها الأسيرات في سجون الاحتلال هو خلق (الإيثار)، وتقول: "أن الأسيرات مثلا كانت تتنازل عن حصتهن لابني براء الذي وضعته داخل السجن، بالإضافة إلى الكثير الكثير من الأخلاق الرائعة التي تتصف بها الأسيرات في السجون.

الأسيرات يتعرضن لسياسة العزل

وبينت سمر صبيح أن الأسيرات يتعرضن لسياسة العزل في سجن الرملة الصهيوني لشهور متتالية دون ذنب، مبينة أن أكثر الأساليب التي كانت تردع سلطات الاحتلال لإعادة الأسيرات المعزولات هي أساليب الإضراب عن الطعام والإضراب عن الخروج إلى الفورة.

أسيرات مريضات محرومات من العلاج

وأوضحت الأسيرة المحررة سمر صبيح أن الأسيرات الفلسطينيات بينهن العديد من الأسيرات المريضات بأمراض تحتاج إلى علاج معين، وتحتاج كذلك إلى أطباء متخصصين، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني تمارس سياسة الإهمال الطبي بحقهن وترفض عرضهن على أطباء متخصصين إمعانا في سياسة الإذلال والإهانة التي تتعرض لها الأسيرات في سجون الاحتلال الظالم، وقالت: "على سبيل المثال هناك الأسيرة أمل جمعة تعاني من مرض الكلى وتساقط الأسنان، والأسيرة نورا الهشلمون تعاني من مرض الكلى أيضا، والأسيرة أحلام التميمي تعاني من مرض المرارة والديسك، وهذا المرض بالمناسبة – حسب قول صبيح - يوجب أن يتوفر للأسيرة التميمي سرير طبي، بيد أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال هذا السرير، وتكتفي بالأسرّة الموجودة داخل غرفتها وهو عبارة عن سرير حديدي ذو طابقين، وهو ما يسبب هذا المرض"، وأضافت صبيح أن هناك أسيرة هي أم لتسعة أطفال وهي الأسيرة زهور حمدان (47 عاما)، لديها ضعف شديد في السمع وضعف كذلك في البصر، وآلام في الأسنان والمفاصل، مبينة أن الأسيرات محرومات من العلاج، ومن زيارة الطبيب المتخصص، وأضافت: "بالمناسبة الأسيرات المريضات يتم عرضهن على طبيب عام وليس متخصص، وقد طالبنا إدارة السجن مرارا وتكرارا بضرورة توفير طبيبة امرأة متخصصة في أمور الولادة وما شابه، ولكن سلطات الاحتلال وإدارات السجون رفضت ذلك بشدة، وأنا من مركزكم أوصل مطلب الأسيرات هذا وأقول بأنه من الضروري توفير طبيبة امرأة متخصصة في شئون النساء والتوليد".

وأضافت صبيح أن من بين الأسيرات؛ أسيرات مريضات بأمراض نفسية نتجت عن حالة الضغط الشديد التي تتعرض لها هؤلاء الأسيرات، وقالت أنهن يتعرضن لحالات ضغط مزرية ومأساوية تتعمد سلطات الاحتلال ممارستها بحقهن بهداف إهانتهن وإذلالهن.

الأسيرات يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي

وكشفت الأسيرة المحررة سمر صبيح أن الأسيرات يتعرضن بشكل يومي للتعذيب جسدي ونفسي، وقالت: "أن سلطات الاحتلال تخصص للتعذيب والقمع فرقة صهيونية خاصة لقمع الأسيرات تسمى "فرقة نخشون" وأفراد هذه الفرقة هم جنود مدججين بالسلاح وبالهراوات والعصي وقنابل الغاز السام والمسيل للدموع"، وأضافت: "أن هذه الفرقة تقوم بضرب الأسيرات بالعصي بقوة، وشد الأسيرات من شعورهن وسحبهن على الأرض"، مبينة أن أحد من الأسيرات لا تتجرأ على الدفاع عن صديقتها المقموعة، لأنها ستتعرض للإهانة والضرب أكثر من سابقتها؟!.

تعرضت للشبح المتواصل لمدة (66) يوما

وأوضحت الأسيرة المحررة أن سلطات الاحتلال داخل السجون تقوم بتهديد الأسيرات باعتقال أهلها، وقالت أن سلطات الاحتلال هددوها أثناء حملها بالإجهاض، مضيفة الأسيرات يتعرضن للشبح المتواصل وقالت أنها تعرضت للشبح المتواصل لمدة (66) يوما، وأن سلطات الاحتلال كانوا يضغطون عليها نفسيا من خلال إحضار زوجها (رسمي) في غرفة معزولة وتعذيبه أمامها بهدف الضغط عليها، وتقول: "أن هذا النظر بالنسبة لي كان منظرا مؤلما للغاية".

فصل المولودة غادة عن والدتها خولة

وبخصوص حياة المواليد داخل السجون فقد أكدت سمر صبيح خلال المقابلة التي أجراها معها المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن هناك عدد من الأسيرات وضعن مواليدهن داخل السجون وهن مكبلات، وكشفت الأسيرة المحررة للمركز أن سلطات الاحتلال الصهيوني سوف تقوم بفصل الطفلة غادة أبو عمر التي تبلغ من العمر عام وعشرة شهور فقط، عن والدتها الأسيرة خولة زيتاوي (المعتقلة بتهمة انتمائها لحركة حماس)، وذلك في تاريخ (13/6/2008م)، في انتهاك فاضح لكافة الأعراف الدولية والإنسانية والحقوقية.

واستهجنت الأسيرة المحررة تخاذل وتقصير الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان والمرأة العالمية تجاه ما تتعرض له الأسيرات والأطفال في سجون الاحتلال الصهيوني، من مآسي ومعاناة كبيرة ومؤلمة".

التسلح بالعزيمة والإرادة والإيمان

وفي نهاية المقابلة فقد عبرت الأسيرة المحررة سمر صبيح عن تضامنها البالغ مع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني، ودعتهن إلى التسلح بسلاح الصبر والتوكل على الله تعالى، مذكرة إياهن بالآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ودعتهن كذلك إلى التسلح بالعزيمة والإرادة والإيمان.

ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

ووجت صبيح كلمة إلى سلطات الاحتلال قالت فيها: "أيها الاحتلال مهما طال ظلمكم، ومهما طال جبروتكم، ومهما تواصلت معاناة أخواتنا الأسيرات وإخواننا الأسرى، فإن إرادتنا وإرادتهم أقوى منكم، وإن عزيمتنا وعزيمتهم يوما ستهزمكم، لأننا وهم أصحاب قضية عادلة، وإننا مؤمنون بأن الله تعالى سينصرنا عليكم وسيخرج كل الأسرى والأسيرات من سجونكم بالقوة، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلى بالقوة، وهنا ندعو أيضا إلى السعي لاختطاف مزيد من الجنود لمبادلتهم بأسرى وأسيرات".

 

.