فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الاحتلال يعزل رائد صلاح عن العالم

التاريخ: 10/12/1431 الموافق 17-11-2010
اتخذت إسرائيل جملة من الإجراءات التي تشدد القيود المفروضة على رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح. فهو ممنوع من التحدث لوسائل الإعلام وممنوع من التواصل مع رفقاء السجن داخل معتقل الرملة بعدما وضعته في زنزانة انفرادية.
ويقضي الشيخ عقوبة السجن خمسة أشهر في معتقل الرملة بعدما أدانته محكمة إسرائيلية "بالمشاركة في أعمال شغب والاعتداء على شرطي ومحاولة إفشال تأديته عمله" على خلفية معارضته لهدم طريق باب المغاربة من طرف سلطات الاحتلال.
وخلال دخوله الأسبوع الماضي المحكمة الإسرائيلية التي حركت ملف باب المغاربة ضده ثم أجلت بحثه للتاسع من فبراير/ شباط القادم؛ اكتفى الشيخ بالقول "كل عام وأنتم بخير" ولكنه دخل القاعة -حيث كانت عائلته والمتضامنون- مبتسما رافعا سبابته ومكتفيا بالإشارة إلى فمه، وكأنه يقول "حرموني حتى من الحديث".
ومنعت الشرطة الإسرائيلية وحرس المحكمة وسائل الإعلام من الاقتراب من شيخ الأقصى كما يسمى، واتضح لمحاميه أنه محظور عليه إجراء المقابلات أو الإدلاء بأي تصريح خلال فترة محكوميته، وقالوا إنه معرض لفتح ملف جنائي بحقه إذا تحدث لوسائل إعلام.
ويحبس شيخ الأقصى بغرفة انفرادية بسجن الرملة، ومحظور عليه التواصل والاحتكاك حتى مع رفاق السجن، ويتواصل مع العالم عبر الزيارة الأسبوعية لمحاميه أو زيارة أفراد عائلته من الدرجة الأولى لمدة نصف ساعة فقط.
ورفضت مصلحة السجون تزويد الشيخ بالكتب والصحف رغم لجوء مركز ميزان الحقوقي للمحكمة بهذا الخصوص والتي طالبت المسؤولين بإعادة النظر بالحظر والسماح بإدخال الكتب والصحف للشيخ عقب عيد الأضحى المبارك.
ويقول المحامي خالد زبارقة إن الشيخ يقضي وقته بزنزانة صغيرة وبمعزل تام عن العالم الخارجي، كما يقوم بتحضير الطعام وطبخه بنفسه.
وأوضح للجزيرة نت أن الشيخ يواصل برنامجه اليومي ويستغل الوقت للعبادة رغم الإجراءات القاسية، مشيرا إلى أنه بصدد الانتهاء من تأليف كتابه "مواقف مشرفة" ونظم ثماني قصائد شعرية وكتابا عن مذكراته بالسجن.
وأضاف زبارقة "لا يُعامل الشيخ من منطلق قانوني، فيعاقب لمواقفه ونشاطه السياسي، وهناك ملفات تحركها مؤخرا المؤسسة القضائية ضده منها خطبة الجمعة التي ألقاها بوادي الجوز، وتحاك بحقه تهم خطيرة".
وعبّر عن خشيته من أن تعجل الملفات ضده ويحكم بفترة إضافية "فإسرائيل تهدف للحد من تأثيره وإبعاده عن مواقع الأحداث".
يُذكر أنه سمح للشيخ رائد صلاح بمشاهدة التلفاز داخل زنزانته، لكن قناة الجزيرة حجبت عنه وسمح له بمشاهدة ثلاث محطات عربية فقط.
لا تأثير
ويرى أستاذ الإعلام عبد الحكيم مفيد أن منع الشيخ من متابعة تطورات الأحداث يهدف لإبعاده عن الجماهير ولجم تأثيره، لعلم إسرائيل أنه تجاوز مرحلة الخصوصية التي تميزه كقائد مؤثر.
وتابع "الشيخ يعاقب لموقفه السياسي غير المهادن بقضية القدس والأقصى، ويمتاز بقيادة مميزة بعيدة عن المصالح الشخصية، وقوة تأثيره تجاوزت القيادي السياسي العادي".
زاهي نجيدات: محاكمة الشيخ صلاح ملاحقة لمن يقول "أقصانا لا هيكلهم"
وأكد مفيد أن إسرائيل لها حساب طويل معه ومع الحركة الإسلامية، وهي ترى في هذه الإجراءات فرصتها لتصفية الحسابات معه، وعزله إعلاميا محاولة منها للنيل من عزيمته وإرادته وإبعاده عن الجماهير.
ويرى أستاذ الإعلام أن الشيخ لا يتأثر بهذه الإجراءات لأنه "بوجدان الجماهير كونه صادقا بقضيته" مشيرا إلى ما سماه فشل إسرائيل في إقصائه عن الإعلام بدليل أن "حضوره اخترق القضبان".
ملاحقة سياسية
بدوره، قال المتحدث باسم الحركة الإسلامية زاهي نجيدات "المحاكمة ملاحقة سياسية لشخص صلاح وما يرمز له كرئيس للحركة الإسلامية نصيرة القدس والأقصى، هي ملاحقة لمن يقول (أقصانا لا هيكلهم)".
وأضاف "الشيخ يستمد معنوياته من قوة الحق وعظم القضية التي اعتقل من أجلها، اعتقلوه لأنه ناصر الأقصى واحتج على هدم جزء منه، ولذلك هو يشعر بقناعة داخلية".
المصدر: الجزيرة