فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مشعل: معركة غزة نقطة تحول في الصراع مع العدو الصهيوني تمهد للتحرير
الأربعاء 25 من محرم1430هـ 21-1-2009م
مفكرة الإسلام: أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "معركة غزة نقطة تحول في الصراع مع العدو الصهيوني".
وقال مشعل في خطاب متلفز: "هذه أول حرب ينتصر فيها شعبنا على أرضه، أول حرب حقيقية وكبيرة؛ لذلك فإن معركة غزة نقطة تحول في الصراع مع العدو الصهيوني وهي تؤسس بدلالاتها وبإنجازاتها وبتوقيتها وبعظمتها لإستراتيجية جادة وفاعلة للتحرير تبدأ من فلسطين وتمتد بدعم الأمة في كل مكان".
وأضاف أن "العدو فشل والمقاومة انتصرت وانتصر معها شعبنا وأمتنا. الحمد لله أن انتصارنا في غزة جاء أكبر وأوضح من مزاعم المعتدين ومن تشكيكات المتواطئين والمتخاذلين".
وأوضح مشعل "ألا يكفي أن أهداف العدو لم تتحقق، فشل في الميدان كما فشل في السياسة؛ فاضطر أخيرًا وبعد ثلاثة أسابيع لوقف النار والانسحاب من طرف واحد دون أي اتفاق أو شروط تلزم المقاومة أو تقيدها".
وتابع يقول: "أراد قادة العدو في الميدان جملة أهداف: كسر المقاومة وهزيمتها وإخراجها من غزة، وفرض الهزيمة على شعبنا وإنهاء حكم حماس ووقف الصواريخ.
فماذا كانت النتيجة؟. كانت النتيجة صمدت المقاومة وكانت ندًا رغم فارق الإمكانات واختلال ميزان القوى واستمرت الصواريخ وصمد شعبنا والتف حول المقاومة وتعززت حماس التي أرادوا إنهاءها ودخلت كل بيت وكل ساحة، هي والمقاومة .. وأصبحت حماس والمقاومة عنوانًا عامًا في الأمة والعالم".
ومضى قائلاً: "أما في السياسة، ففي العشرة أيام التي سبقت وقف العدوان؛ حاول العدو في معركة سياسية ضارية عبر مفاوضات غير مباشرة وعبر وسطاء عدة أن يفرضوا علينا شروط الهزيمة، وإخراج غزة من المقاومة عبر تهدئة دائمة، وأرادوا إلزامنا بمنع سلاح المقاومة، ولكننا صمدنا في السياسة كما صمدنا في الميدان، ورفضنا شروطهم فاضطروا أن يوقفوا عدوانهم وانسحبوا مدحورين بلا أية شروط، كان رفضنا عنيداً لأننا مؤتمنون على خيارات وحقوق شعبنا".
ولتغطية "إسرائيل" على فشلها، يقول مشعل، صنعت تفاهما واتفاقًا مع إدارة بوش المندحرة وباتصالات هاتفية مع عدد من الأوروبيين، والسؤال هنا: منذ متى يعتمد الصهاينة على غيرهم في فرض أمنهم؟! .. إنها الهزيمة بحق على أيدي أبطال المقاومة وعلى أيدي شعبنا العظيم في قطاع غزة".
مشعل يطمئن أهالي غزة المنكوبين:
وطمأن زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، أهالي قطاع غزة المنكوبين والمشردين جراء العدوان الصهيوني، وقال: "النصر العظيم لن ينسينا آلامكم .. أطمئنكم ... سنأسوا جراحكم .. أطمئنكم أننا سنتحمل كامل مسئولياتنا تجاهكم يا صناع النصر في قطاع غزة".
وأضاف: "أيتها العوائل المشردة المنكوبة التي هُدمت بيوتها والتي فقدت أعز رجالها وأبنائها وأطفالها، نحن معكم سوف نتحمل كامل المسئولية سوف نداوي الجرحى جميعًا"، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى استقبال جرحى غزة لمداواتهم.
وأكد على تحمل المسئولية تجاه المشردين وتوفير المأوى لهم، موضحًا أن حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية وجميع القوى الوطنية والإسلامية الشريفة بدأوا يتحركون من أجل إنجاز مشروع التعمير وإعادة البناء والإيواء والتعويض ومعالجة الجرحى.
وأوضح أن هناك مساريْن للقيام بدورنا في هذا البرنامج "مسار عاجل: سوف نعطي عوائل الشهداء والجرحى والعوائل المشردة التي فقدت بيوتها، سوف نعطيهم مبالغ محددة أترك تفصيلها لحكومة أخي إسماعيل هنية، وسوف نعالج كذلك الجرحى".
ويضيف مشعل: "أما المسار اللاحق فهو القيام ببرنامج إعمار نعوض فيه عما فات، ونبني ما هدم ونؤويكم يا أحبتنا .. ولن نبخل عليكم بشيء إن شاء الله".
وقدم مشعل شكره للدول العربية والمؤسسات الخيرية التي بادرت إلى تقديم المساعدات والأموال لإعادة إعمار غزة، وطالبهم بأن يدققوا في المكان الذي سيضعونه فيه.
وخاطبهم بقوله: "دققوا في أي أيدٍ تضعونه، لا تضعوه في أيدي الفاسدين"، مضيفًا أن أمامهم خياريْن: "إما أن تعطوه للحكومة الشرعية في غزة حكومة أخي إسماعيل هنية ... وهم سيتولون الإعمار تحت إشرافكم ورقابتكم".
والخيار الآخر، يضيف مشعل "أن تتولوا بأنفسكم عبر دولكم وعبر شركات من بلادكم وصناديق ومؤسسات من بلادكم وبأي طريقة تريدونها أن تتولوا بأنفسكم برامج الإعمار".
وشدد على أن "كل فلسطيني اليوم، حتى أبناء شعوبكم الكريمة، لا يقبل أن توضع هذه الأموال في أيدي الفاسدين".
بعد النصر .. بقيت معركتان:
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أنه بعد هذا النصر لقطاع غزة؛ "بقيت لنا معركتان: الأولى كسر الحصار والثانية فتح المعابر وفي مقدمتها معبر رفح، فهذا المعبر ليس ثانوياً، معبر رفح هو بوابتنا إلى العالم وشريان حياتنا لذلك له الأولوية ونحن نطلب من أمتنا لا من عدونا الصهيوني أن يفتح معابره، وإن كان هذا حقنا لأنه يحتل أرضنا".
وقال: "إن شاء الله كما انتصرنا في المعركة الأولى؛ سوف ننتصر في معركتي كسر الحصار وفتح المعابر، وهذه مقدمة للانتصار نحو تحرير الأرض والعودة وتحرير القدس والتخلص من الاحتلال".
وشدد مشعل في خطابه على ضرورة أن تبقي المقاومة الفلسطينية يدها على الزناد وأن تكون يقظة "فالعدو مخادع والانتقام يجري في دمه بعد توالي الهزائم".
أطراف ثلاثة شاركت في تحقيق النصر:
وحول الأطراف التي شاركت في تحقيق هذا النصر في قطاع غزة، قال مشعل: إن هذا النصر كان له ثلاثة أطراف: أولها المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وفصائلها، والثاني هو الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "الذي التحم مع المقاومة ولم يتراجع ولم ينكسر"، والطرف الثالث هي الأمة العربية والإسلامية "التي خرجت إلى الشارع ومعها أحرار العالم ينتصرون لغزة وللمقاومة ويقفون في وجه العدوان".
وأضاف: "إذن هذا النصر العظيم حققنا فيه أهدافاً مهمة: أجبرنا العدو على وقف النار والعدوان وعلى الانسحاب دون أن يحقق شيئاً".
وتابع: "أراد قادة العدو في الميدان جملة أهداف، كسر المقاومة وهزيمتها وإخراجها من غزة، فرض الهزيمة على شعبنا، إنهاء حكم حماس، وقف الصواريخ، فماذا كانت النتيجة؛ صمدت المقاومة وكانت نداً رغم فارق الإمكانات، واستمرت الصواريخ، وصمد شعبنا والتف حول المقاومة، وتعززت حماس التي أرادوا إنهاءها ودخلت والمقاومة كل بيت، وأصبحت عنواناً عاماً في الأمة والعالم".