فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
الصهيونية هي اليهودية
الصهيونية هي اليهودية ، فما قام به اليهود من تقسيم أنفسهم إلى فريقين :
الأول : صهاينة يعملون على الاستقرار في فلسطين وإنشاء كيان غاصب أسموه " دولة إسرائيل .
الثاني : يهود خارج فلسطين يتظاهرون بأنهم لا يكترثون لما يحدث وأنهم لا ينظرون لليهود على أنهم قومية بل هي دين فقط .
ففي الواقع يمثلون وحدة إلا قليلا من أصوات احتجاج أو استنكار وخطط الصهيونية نسمعها بين حين وآخر لا تمثل إلا جزءا يسيراً جداً من مجموع اليهود في العالم.
بقيت فكرة العودة الى ارض الميعاد، حاضرة في العقل الجمعي ليهود الشتات الى أن جاءت الحركة الصهيونية المعاصرة وأعادت صياغة ذلك المفهوم، بشكل سياسي معاصر أدت ترجمته إلى قيام الكيان اليهودي الحالي.
وقد امتلأت أسفار التوراة والتلمود بفكرة العودة الى أرض الميعاد، وانها ستحقق في الأرض المقدسة على يد (المخلص) الذي يقوم بجمع يهود الشتات والعودة بهم الى ارض الميعاد واتخاذ القدس (أورشليم)، عاصمة له ويعيد بناء الهيكل فيها.
لهذا أخذت القدس بعداً مركزياً في الخطاب الصهيوني لحشد الأنصار من أوساط الجاليات اليهودية في الشتات وتوجيههم للهجرة الى فلسطين.
دائرة المعارف (Jewish Encyclopedia)، بدورها شرحت معنى الصهيونية فقالت: «ان اليهود يبغون ان يحزموا أمرهم وأن يأتوا للقدس ويتغلبوا على قوة الاعداء، وأن يعيدو العبادة الى الهيكل مكان المسجد الاقصى، ويقيموا ملكهم هناك».
ومؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل، يقول حول أهمية القدس، في مذكراته: «اريد أن اطرد الباعة والقذارة التي تدنس القدس... محترماً كل حجر فيها».
وقد كشف الوزير البريطاني (في الثلاثينات من هذا القرن) اليهودي (اللورد ميلشيت) أهداف الصهيونية بقوله: «ان يوم اعادة بناء هيكل سليمان قد إقترب وسأصرف بقية حياتي في السعي الى اعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الاقصى».
اما القادة الاحدث عهداً من الصهاينة فأكدوا بعد احتلال جزء من القدس 1948، رفض مخططات الامم المتحدة لتدويلها، في 25/12/1949، حيث أعلن ديفيد بن غوريون رئيس اول حكومة صهيونية أمام الكنيست: «ان القدس اليهودية هي جزء عضوي وغير منفصل لتاريخ وديانة وروح شعبنا، ان القدس هي القلب الذاتي لدولة اسرائيل .. ان علاقتنا اليوم مع القدس لا تقل ابداً عن عمق تلك العلاقات التي كانت موجودة ايام (نبوخذ نصر، وتينوس فلافيوس) .. اننا نعلن ان اسرائيل لن تتخلى بشكل إداري عن القدس، تماماً كما لم تتخل خلال آلاف السنين عن ايمانها وهويتها الوطنية وأملها بالعودة الى القدس الصهيونية، رغم الاضطهاد الذي لم يكن له مثيل في التاريخ ... ان الشعب الذي استطاع منذ (2500) سنة الوفاء بالقسم الذي اداه المنفيون الاوائل على انهار بابل بعدم نسيان القدس، هذا الشعب لن يحمل نفسه على الانفصال عن القدس».
وبعد عام 1967 بعد استكمال احتلال الاجزاء الشرقية من مدينة القدس، يعلن بن غوريون في 7/6/1967 «لا معنى لاسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل..»
اما وزير الاديان في ذلك الوقت (زايراح فيرهافيتغ)، فقد صرح أمام اجتماع حاخامي 12/8/1967 قائلاً: «تحرير القدس وضع جميع المقدسات المسيحية فيها وقسماً من المقدسات الاسلامية تحت سلطة اسرائيل، واعاد لليهود وجميع مقدساتهم فيها.. الحرم الشريف القدسي هو قدس الاقداس بالنسبة لليهود.. وهو مقدس لدى ديانة أخرى، وحالياً جميل ارجاء فكرة بناء الهيكل»
وجدت الحكومة الاسرائيلية الحالية تلك الروحية، في قرارها بمناسبة الاحتفال بالسنة الالفية الثالثة لاورشليم (مدينة داود)، ايلول / ديسمبر 1996 فقد جاء في ذلك القرار «ان الاحتفالات ستكرس مدينة اورشليم كقلب للامة اليهودية في الوعي الجماعي لاسرائيل.. وسوف تحسّن من وضع صورة المدينة كعاصمة لدولة اسرائيل... ان مدينة اورشليم هي الشهادة التاريخية الحقيقية للديانة اليهودية وإرثها القديم من ناحية، كما انها تعتبر بمثابة رمز الاستقلال والسيادة المطلقة للشعب اليهودي من ناحية أخرى»