دراسات وتوثيقات / ترجمات وقراءات
قراءة مختصرة في كتاب: محاربة الإرهاب والتطرف لـ ( بنيامين نتنياهو )
د. مراد عزت
بنيامين نتنياهو … ومحاربة الإرهاب
كتاب وجهه إلى النخبة، أولئك الذين يصنعون السياسات ، ويقودون الدول والأنظمة والمؤسسات الدولية ، خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية ،
والكتاب جاء للإجابة على السؤال التالي :
" كيف تهزم الأنظمة الديمقراطية الإرهاب المحلي والإرهاب الدولي " ؟!
أخذ هذا الزعيم اليهودي الليكودي يعظ وينظر ويوجه العالم الغربي حول مكافحة الإرهاب ، ويرهبهم من الإسلام القادم ، فلبس ودلس ، وإذا بالمغتصبين القتلة – وهم اليهود على أرض فلسطين – يصبحون الضحية ، والمدافعين عن أرضهم المسلوبة ، وعرضهم المنتهك الذين شردوا ودمرت منازلهم فوق رؤوسهم وسكنوا العراء بلا مأوى هم المتطرفون المجرمون !!! .
ففي فصول الكتاب السبع ظل هاجسه الأول ليس مقاومة الإرهاب حقاً ولكن قمع كل مقاومة للاحتلال اليهودي، لكي يتحقق لهم الأمن الذي ينشدوه، مستفيدا من كل جزئية من الأجواء المحلية والعالمية المهيأة أصلاً لاستقبال تلك الأفكار .
حقا لقد سدد ضربته في الوقت المناسب فوعظ وحدد وأمر وقرر ونفذ لكي يحقق هدفه المرتجى . فبين الكاتب بكل وضوح بأنه نجح إلى حد كبير في استغفال الغرب وغيرهم وسرب آرائه الخبيثة إلى الإدراك الغربي والأمريكي خاصة بطرق يهودية يعرفها كل من يعرف اليهود ومكرهم وخبثهم .
إن الكتاب يستحق أن يقرأ بعناية لكي يكون الجميع على بينة مما يخطط ويدبر لإجهاض المقاومة الشرعية على أرض فلسطين ، والعمل الإسلامي في المستقبل . ويحدد المعالم الحقيقية لمصطلح " محاربة الإرهاب " وما وراءه !!! .
وتكمن أهمية قراءة هذا الكتاب في هذا الوقت لنرى مدى تحقيق الوصايا والفروض على العالم الغربي والولايات المتحدة ، ونعرف من خلال فصوله السبع من يقود المعركة ؟ وما هو المخطط ؟ ومتى نصل إلى نهاية المطاف ؟ وأين نقع في تلك المنظومة الجديدة ؟!!!.
من هو بنيامين نتنياهو ؟
- ولد في فلسطين عام 1949 م .
- أقام مع والديه في الولايات المتحدة في السنوات 1956 – 1958 م ومرة أخرى في السنوات 1963 – 1967 م حيث عاد إلى الكيان اليهودي للخدمة العسكرية في جيش الدفاع اليهودي في السنوات 1967 م – 1972 م في قوة مكافحة الإرهاب .
- وعاد للولايات المتحدة لدراسة الهندسة المعمارية وخلال دراسته عاد إلى الكيان اليهودي للمشاركة في حرب 1973 م
وفي عام 1976 م حصل على ماجستير في إدارة الأعمال وعمل في الولايات المتحدة وفي هذه السنوات كان نشيطاً في الإعلام " الإسرائيلي " في الولايات المتحدة .
بعد مقتل أخيه في عملية (عنتيبة) عاد في عام 1978 م إلى الكيان اليهودي وبدأ بتنظيم عملية دولية لمكافحة الإرهاب ، وفي عام 1976 أسس معهد جوناثان ( يحمل اسم أخيه الذي قتل في عملية عنتيبة ) وكان عمره حينذاك 29 عاماً فقط – وهو مركز دراسات للبحث في أصول الإرهاب وتطوير الاستراتيجيات لمكافحة الإرهاب .
- وأول مؤتمر دولي عقد عن الإرهاب كان في القدس " عقده معهد جوناثان عام 1979م وكان من المشاركين في المؤتمر هنري جاكسون وجورج بوش والذي كان في ذلك الوقت مرشحا للرئاسة في الولايات المتحدة وتقرر في ذلك المؤتمر أن الإرهاب أصبح شكلاً من أشكال الحرب السياسية التي تشنها أنظمة ديكتاتورية ضد الأنظمة الديمقراطية في الغرب .
- وعقد المؤتمر الثاني للمعهد الذي يرأسه نتنياهو في واشنطن عام 1984م ودعا فيه المشاركون ومن بينهم شخصيات بارزة في السياسة الأمريكية الى فرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية ضد الدول التي تساعد الإرهاب وقد دونت مناقشات المؤتمر في كتاب بعنوان " الإرهاب : كيف يمكن للغرب أن ينتصر ؟ "
- وعين كنائب لرئيس البعثة في السفارة اليهودية في واشنطن من عام 1982 إلى 1984 م .
- ثم سفيراً إلى الأمم المتحدة من 1984 – 1988 م .
- ثم عضواً في البرلمان من 1988 م إلى 1996 م .
- ونائباً لوزير الخارجية من 1988م إلى 1991 م .
- ونائباً لمدير مكتب رئيس الوزراء من 1991 م إلى 1992 م .
- وزعيماً لحزب الليكود في 1993 م .
- ورئيساً للوزراء في 1996 م .
- وهو الآن من أقوى المرشحين لرئاسة الوزراء بعد شارون .
بنيامين نتنياهو … ومحاربة الإرهاب
في فصول الكتاب السبعة حرص نتنياهو على إبراز عدة أمور هي :
أن " إسرائيل " ضحية للإرهاب العربي منذ الأربعينات !
أن الإرهاب الإسلامي يهدد العالم الآن .
أن العداء للغرب متأصل في ثقافة المسلمين .
ما يفعله الفلسطينيون هو إرهاب لا مقاومة ، والذين يساندونهم يساندون الإرهاب .
ينبغي أن تتكاتف جميع الدول لتصفية المقاومة الفلسطينية وخنقها ، وإلا ستدفع الثمن غالياً إن تقاعست في ذلك .
وفي بداية كتابه نجده يأخذ على الساسة الغربيين أنهم لم يصدقوا إلا متأخراً جداً " كلام اليهود " الذين نبهوا منذ وقت مبكر إلى خطر الإرهاب الإسلامي ، وأن هؤلاء الساسة لم يروا بوضوح حدود الإرهاب ، فيقول :
" الإرهاب أخطر من الجريمة المنظمة ، والإرهاب الإسلامي هو الأشد خطراً من غيره ، بل أشد من النازية والفاشية " .
ويشرح تلك الجملة بقوله : " الجريمة المنظمة التقليدية تستهدف تحقيق مزايا مالية ، وهي تتجه إلى أطراف محددين ، بينما الإرهاب الجديد له أهدافه السياسية المسكونة بدوافع أيديولوجية أو سياسية . والإرهابيون في سبيل تحقيق مآربهم يشنون هجوماً متعمداً على أبرياء لا يستطيعون في معظم الأحيان الاشتراك في الحرب ، ولا يشاركون بصفة شخصية في أي نزاع ".
ويقول : " أما الأزمة مع الإسلام المسلح فتتمثل في أن له هدفاً غير منطقي يسعى أتباعه لتحقيقه بأهداف غير منطقية " فهؤلاء المسلمون " يقدمون الحماس الأيديولوجي على الحياة ذاتها – يقصد بذلك العمليات الجهادية التي ينفذها المقاومون على أرض فلسطين .
فـصول الكـتـــاب
التـوطـئـة :
بدأ كتابه بتوطئة جاء فيها " بأن الإرهاب يمثل تهديداً استراتيجياً للسلام ولمستقبل دولة " إسرائيل " – مشيراً بأن حرب سيناء ، وحرب 67م وحرب لبنان – حدثت بصورة مباشرة أو غير مباشرة نتيجة للإرهاب العربي ضد إسرائيل!! .
ويقول : وعلى ذلك " يجب أن يصبح إضعاف الإرهاب العربي بصورة مستمرة إلى حد قمعه واقتلاع جذوره هدفاً رئيسياً في السياسة الإسرائيلية وأية اتفاقية توقعها دولة إسرائيل مع العرب يجب أن تكون موائمة لهذا الهدف ، ويجب أن تؤدي إلى تقليل الإرهاب " .
ويحمل حزب العمل مسئولية الخطأ الذي ارتكب في توقيعها الاتفاقيات مع منظمة التحرير في أوسلو ، فيقول : " فهذه الاتفاقيات التي سلمت فيها هذه الحكومة مسئولية محاربة الإرهاب الفلسطيني لأباطرة هذا الإرهاب - ويقصد بذلك ياسر عرفات وسلطته – أدت بالضرورة إلى زيادة الإرهاب وإلغاء كل معنى لـ " السلام " .
ويضيف : أنه يجب أن يظهر أول تحويل في إعادة المسئولية الكاملة الصراع ضد الإرهاب إلى الجيش " الإسرائيلي " ، وأفرع الأمن الإسرائيلية .
ويقول : " يجب علينا أن نتذكر مبدءاً واحداً وهو : أننا لن نستطيع تعبئة قوى أخرى إذا لم نجند أنفسنا أولاً ، فلن يحارب أحد الإرهاب الموجه ضدنا إذا لم نفعل ذلك أولاً بأنفسنا وبكل قوانا . وهذا الصراع سيمهد الطريق أيضاً لقيام سلام حقيقي بيننا وبين الفلسطينيين[1]، وكذلك بيننا وبين باقي الأطراف في العالم المهدد هو الآخر بداء الإرهاب " .
ويضيف : " أن دولة إسرائيل تملك كل المعطيات والمواهب والأفراد لكي تنجح في هذا الصراع الحيوي وهي لا تحتاج إلا للقرار الشجاع برفض قبول الإرهاب الطائش كحقيقة ثابتة في حياتنا – وأن تحاربه حرب إبادة " .
المقــدمـــة :
بدأ حديثه في مقدمة كتابه بقوله – لقد عاد الإرهاب – ويقول : " إن الإرهاب من شأنه أن ينزل ضربات الآن في قلب أمريكا "- مع العلم أن الكتاب صدر في عام 1996 م - .
ويعرض خبرته في مكافحة الإرهاب ويقول : " على مدى سنوات طويلة من حياتي اشتركت في الصراع ضد الإرهاب :
عندما كنت جندياً في وحدة خاصة بالجيش الإسرائيلي .
وبعد ذلك كواحد من مؤسسي معهد تخصص في بحث الإرهاب .
وبعد ذلك كدبلوماسي حاول توحيد الشعوب الحرة .
وفي جهد إعلامي ودبلوماسي واسع هدفه القضاء على الإرهاب الدولي .
ويقول لقد ألفت كتاباً في عام 1986م بعنوان " الإرهاب : كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟ " اقترحت فيه استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي ، وتبنت الولايات المتحدة الكثير من المبادئ التي وردت في ذلك الكتاب .
ويحذر من الجهاد الإسلامي ضد الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك يحذر الولايات المتحدة من هدم مباني كاملة !!
ويضيف : إن محاربة الإرهاب ليست " أحد الخيارات السياسية " إنها شرط ولا بد منه لبقاء المجتمعات الديمقراطية وحرياتها ، ويقول : سنحاول في هذا الكتاب أن نوضح كيف يمكن الانتصار في هذه المعركة .
الفصل الأول :
وفيه حرص الكاتب على أن يبين خطر " وباء الإرهاب المحلي " بكلام لا يختلف عليه في تبيان خطر الإرهاب وفظاعته وهو نموذج للحق الذي يراد به باطل ويوحي للقارئ أن الكيان اليهودي " إسرائيل " دولة مغلوبة على أمرها مستهدفة من الإرهابيين – كما هو الغرب المستهدف .
ويقول : " الإرهاب يمثل عدواناً متعمداً ومنهجياً على مواطنين من أجل إشاعة الخوف لتحقيق هجوم متعمد على أبرياء والذين لا يستطيعون في معظم الأحيان الاشتراك في الحرب ولا يشاركون بصفة شخصية في أي نزاع "[2]
ويضيف : " يجب أن نقول ونكرر لمواطني المجتمعات الحرة بأن الإرهابيين حيوانات مفترسة متوحشة ويجب معاملتهم تبعاً لذلك "[3] .
الفصل الثاني :
وتحت عنوان مسألة حريات المواطن ، حمل الكاتب الأنظمة الديمقراطية مسئولية التردد في العمل ضد الإرهاب – حسب الرؤية التي خطها – ويقول :
" فليس هناك من خيار سوى تبني موقف إيجابي ضد الإرهاب " .
ودعا إلى مراجعة شاملة للحريات في الديمقراطية الغربية والتي قد يتنامى في ظل قوانينها الإرهاب المحلي والعالمي ، وفي مقدمتها حرية التعبير والعبادة ، ويحمل الولايات المتحدة مسئولية السماح " لعمر عبد الرحمن " وهو أحد قادة الجماعة الإسلامية من دخول أمريكا – والذي استغل حق الهجرة وحرية التعبير وحرية العبادة في الدعوة لارتكاب القتل ويضيف : أن تلك الحقوق لم تسحب إلا بعد أن قتل أعوان الشيخ عمر عبد الرحمن خمسة أشخاص وأصابوا مئات آخرين بجراح في المركز التجاري العالمي في مانهاتن .
ويدعوا لكاتب الولايات المتحدة إلى تعديل الدستور الأمريكي بما يتمشى مع الإجراءات الصارمة ضد الإرهاب التي اتخذتها بريطانيا وألمانيا ودولاً ديمقراطية أوروبية أخرى .
ويطالب بعدم تقييد الحريات للجهات الرسمية الملاحقة للإرهاب وإعطائها حقوق واسعة وصلاحيات غير محدودة ، حيث الظروف الحالية تستدعي هذا التوسع ، وأن على القضاء الأمريكي التمييز بين الظروف الطبيعية لأيام السلم ، وبين الظروف التي يكون فيها أمن المواطنين الأمريكيين مهدداً بالعنف المنظم "[4]
الفصل الثالث :
وتحت عنوان " نجاحات ضد الإرهاب الدولي " يقول : " إنه في سنة 1979 م نظم هو وزملاءه أحد المؤتمرات الأولى التي اهتمت بالإرهاب الدولي " ويقول : في ذلك الوقت : " كان لا يزال هناك الكثيرون الذين لم يعترفوا بأن هناك شيء يمكن وصفه بأنه " إرهاب دولي ".
ويضيف :" كان الكثيرون من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر وكذلك بعض المشاركين على اقتناع في ذلك الوقت بأن مساندة الدول للإرهاب تمثل ظاهرة ثانوية وأن الإرهاب يكمن بشكل عام في ظروف إجماعية أحدثت عنفاً تلقائياً" .
ويقول : في أول مؤتمر دولي عن الإرهاب والذي عقده " معهد جوناثان " في القدس عام 1979 م تقرر بأن الإرهاب أصبح شكلاً من أشكال الحرب السياسية التي تشنها أنظمة دكتاتورية ضد الأنظمة الديمقراطية في الغرب ، وقدم المشاركون في المؤتمر ، ومن بينهم السناتور هنري جاكسون ، وجورج بوش والذي كان في ذلك الوقت مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة أدلة على المشاركة المباشرة من الكتلة الشرقية والأنظمة العربية في نشر الإرهاب في العام .
ويؤكد : أن تلك الاكتشافات قوبلت بمعارضة شديدة من الصحفيين وغيرهم في مؤتمره الأول ، والذي كانت الفكرة أكبر من تصورهم بأن الإرهاب حرب متعمدة تشنها دول ومنظمات دولية .
وفي المؤتمر الثاني الذي عقده " معهد جوناثان " في واشنطن عام 1984 م- صرح الكاتب بأنه : دعا المشاركون ومن بينهم شخصيات بارزة في السياسة الأمريكية لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية ضد الدول التي تساعد الإرهاب ويقول وقد دونت مناقشات المؤتمر في كتاب بعنوان : " الإرهاب : كيف يمكن للغرب أن ينتصر "
ويكتب عن نفسه بأنه " ومنذ بداية اشتراكي في "
معهد جوناثان " وبعد ذلك في مناصبي الدبلوماسية كنت مقتنعاً بأن
السبيل إلى تصفية الإرهاب الدولي يكمن في وقوف الولايات المتحدة في مقدمة الصراع ،
وأن تجرف هذه القيادة الأمريكية من ورائها دول العالم الحر كما يجر قطار قوي وراءه
حافلات القطار . ولكن لم يكن من السهل
والبساطة بالمرة تغيير أفكار
وآراء واضعي السياسة الأمريكية في هذا الموضوع .
" وحيث أن الرأي السائد في الولايات المتحدة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات هو أن الإرهاب كان نتيجة لقمع سياسي واجتماعي . فقد كان الاستنتاج المحتمل النابع من ذلك أنه لن يكون من الممكن القضاء أولاً على الظروف التي خلقته ورفضت أنا وزملائي هذا الرأي رفضاً قاطعاً ، وكنا نؤمن بأن الموقف الأمريكي ليس منقوشاً على حجر ، ويمكن تغييره ، عن طريق بذل جهد نشط ، وقد لعبت "إسرائيل" دوراً هاماً في إقناع الولايات المتحدة بأنه يتعين عليها تبني هذا الموقف ".
ويقول : كان من الأوائل المؤيدين لاتباع سياسة أمريكية إيجابية ضد الإرهاب الدولي وزير الخارجية جورج شولتس ، وأنه أول من اقترح نقل الحرب ضد الإرهابيين إلى قواعدهم في الخارج وإلى الدول المساندة لهم .
ويضيف : ومن أهم النجاحات عقد الولايات المتحدة سنة 1987 م مؤتمر قمة لزعماء الدول الغربية في طوكيو واتخذت فيه قرارات حازمة لاتباع الدول الغربية سياسة الدفاع الإيجابي ضد الإرهاب الدولي .
ومن النجاحات التي يقررها أنه : وفي سنة 1987 م أصدر الكونجرس الأمريكي أشد قانون مناهض للإرهاب وأمر بإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية وقد نص القانون على أن " منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر منظمة إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
وهكذا نجح اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة من فرض هيمنته وإملاء وصاياه على السياسة الأمريكية ، وإقناع الأمريكيين بأن المقاومة الفلسطينية ليست سوى جزءًا من تلك المؤامرة الإرهابية الدولية المزعومة .
الفصل الرابع :
" ظهور الإسلام المسلح وبروزه " بدأ ذلك الفصل بقوله : " إن ردع العنف الإرهابي يتطلب يقظة دائمة شأنه في ذلك شأن النضال ضد أي نوع من أنواع العنف .
واعتبر أن الأحزاب السياسية الإسلامية قد احتلا مكان الشيوعية والفاشية ، وأن كراهية المسلمين للغرب أصلية ، ومن العبارات الخبيثة التي أوردها قوله : " إن دعاة التطرف الإسلامي والقومية العربية لا يكرهون الغرب بسبب تأييده لإسرائيل وإنما يكرهون إسرائيل بسبب الغرب ، أي بسبب أنها واجهة للحضارة والديمقراطية الغربية ! وهي إشارة أراد بها أن يوحي للغربيين أن الكيان اليهودي يدفع الكثير لقاء انتمائه للغرب !!.
ولم يكتفي بذلك بل وسع دائرة التحريض والدس ، فوجه أسهم الاتهام للمسلمين المقيمين في العالم الغربي ، وقال : " إن أنشطتهم ليست سوى مراكز للإسلام الحربي ، وأن جموعهم تعد جسراً للإرهاب وامتداداً له" .
الفصل الخامس :
"عرض غزه" استنكره بقوله : إن أكبر دعم وأهم تعزيز تلقاه الإرهاب الإسلامي هو قيام الحكم الذاتي برئاسة منظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب اتفاقات أوسلو التي تم التوصل إليها منذ عام 1993 م بين إسرائيل ومنظمة التحرير .
ثم بين بأكاذيب واضحة بأن احتلال اليهود لقطاع غزة في حرب 1967م قد ساهم في إخراج القطاع من حالة التخلف في التنمية حيث – كما يصف – استطاع أن يرفع من اقتصاد القطاع نمواً وازدهاراً 400 % !! ، وهل بعد هذا الكذب كذب ، فالناظر لأحوال أهل غزة يعرف ما هم فيه !.
وركز في حديثه على المخيمات الفلسطينية داخل القطاع ومحاولتهم لإزالتها لأنها تغذي وتنمي الكراهية ضد " إسرائيل " على حد وصفه . ويصف قطاع غزة بأنها "تاريخ يهودي ثري "، وتلك دلالة واضحة على عدم التفريط فيها .
ويقول إن اتفاق غزة قد أعطى المنظمات الإرهابية الفلسطينية " حفلة " قتل واغتيالات لا مثيل لها ضد إسرائيل .
ولخص الفصل الخامس بقوله : أن اتفاق غزة الذي أبرمته حكومة حزب العمل أقامت بأم يديها المكان الوحيد في العالم الذي تتوفر فيه للإرهابيين الإسلاميين الحصانة ضد الانتقام "الإسرائيلي"!!
الفصل السادس :
"شبح الإرهاب النووي" : بدأه بهجوم شامل على كل القوى الإسلامية وخطورة امتلاكها للأسلحة النووية التي تهدد – على حد زعمه – الغرب .
وحذر الولايات المتحدة من هجمات انتحارية ( وهي كما يقول – الظاهرة التي لم ينسها الأمريكيون إطلاقاً من طياري الكاميكازا اليابانيين في الحرب العالمية الثانية ) وتلك محاولة ناجحة لإثارة مشاعر الأمريكيين !! .
ويضيف : لم يعد هناك خيار اليوم سوى الوقوف بصورة واقعية لمواجهة احتمال امتلاك الدول العربية العدوانية " بالشرق الأوسط " سلاح نووي في المستقبل القريب .
ويصف التجمعات الإسلامية بالغرب بأنها مسلحة ويقول بالنص " يمكن أن تظهر فجأة في أي مكان بالمستنقعات الإسلامية المسلحة في كافة أنحاء الغرب " محذراً من وجود قوة إسلامية نووية في تلك التجمعات .
الفصل السابع :
" ما ينبغي عمله " : وفيه يصل نتنياهو إلى بيت القصيد مجيباً على السؤال :
ما الذي ينبغي عمله ؟
وقال لا بد من أمرين في البداية لمحاربة الإرهاب :
الأول : فهم نوعية هذا التهديد وطابعه .
الثاني : العلم بأنه من الممكن القضاء عليه .
ويقول : إن هذا الكتاب يعد بمثابة دعوة للقيام بعمليات إذا ما نفذت بقرار صلد وبإصرارية فإنها سوف تزيل هذا التهديد .
وأضاف : وسوف أورد سلسلة من الوسائل التي يمكن للأنظمة الديمقراطية اتخاذها للقضاء على الإرهاب وإبادته : ( وبدأ الشيطان يعظ!! )
فرض عقوبات ( المقاطعة والحصار ) على موردي التقنية النووية للدول الإرهابية .
فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الدول الإرهابية ذاتها.
محاربة وتحييد جيوب الإرهاب ، كحماس والجهاد الإسلامي وكشمير..
تجميد ثروات الدول الإرهابية المودعة بالغرب وأن يشمل التجميد ثروات المنظمات الإسلامية العربية التي تودع أموالها في الولايات المتحدة والغرب .
التعاون الاستخباراتي وأن ترفع القيود على تلك المعلومات ليتسنى ضرب المواقع الإرهابية في العالم .
إدخال تغييرات على القوانين والتشريعات تمكن من متابعة والقيام بعمليات أكثر شمولية ضد المنظمات المحرضة على العنف ، وذلك بإعادة النظر في الوسائل القانونية التي تنظم عملية مكافحة الإرهاب وإعطاءها صلاحيات أوسع من غير حدود وذلك باعتبار :
أ.اعتبار جمع الأموال وتحويلها إلى منظمات إرهابية خروجاً عن القانون وجريمة يعاقب عليها القانون ، ويحذر من صناديق الزكاة في العالم الإسلامي والغربي .
ب.السماح بالتحقيق مع الجماعات التي تنادي بالإرهاب ويقصد بذلك كل الجماعات الإسلامية والأفراد .
ت.تخفيف الشروط لتنفيذ الاعتقالات بدون أمر محكمة .
ث.يجب وضع قيود على حق الاحتفاظ بسلاح .
ج.يجب تشديد قوانين الهجرة – ويضيف - فمن المعروف جيداً حالياً أن إرهابيين من الشرق الأوسط قد حولوا الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا ودولاً أخرى إلى بلاد بلا مأوى بسبب قوانين الهجرة الضعيفة فيها.
ح.مطاردة إيجابية للإرهابيين ، بمعنى أن تترادف الصلاحيات القضائية مع السلطة التنفيذية وأجهزة الأمن وأن يكون الهدف الأول اقتلاع المنظمات الإرهابية من جذورها .
خ.عدم الإفراج عن الإرهابيين المسجونين ورفض الإفراج عن إرهابيين أدينوا بصورة قانونية من السجون . ويصف الكيان اليهودي بأنها الدولة الرائدة في السياسة المناهضة للإرهاب.
د.تدريب قوات خاصة لمكافحة الإرهاب وتحديث العناية بتدريب وتأصيل وحدات خاصة تجهز بأسلحة حديثة ومتطورة لمحاربة الإرهاب . ويقول لقد حققت إسرائيل في هذا المجال نجاحات مثيرة .
ذ.تعليم الشعب على معارضة الإرهاب من خلال إبراز الجانب غير الأخلاقي في أساليبهم وأن الإرهابي له طبيعة قاسية ووحشية .
وبهذه التوصيات والقرارات أنهى بنيامين نتنياهو كتابه محاربة الإرهاب والتطرف التي
أخذ بها ونفذ معظمها سواء عن طريق ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ، والقرارات
الصادرة من الأمم المتحدة أو فرض تلك الوصايا بالقوة كما هو الحال الذي نعيشه .
والله المستعان .
--------------
[1] السلام بمفهومه القائم على الردع . فمن أقوال نتنياهو في كتاب آخر وهو يشرح عن الإرهاب ومفهومه عن السلام : " أؤمن بالسلام القائم على الخوف من الردع " ويقول : " كلما ارتسمت إسرائيل في أعين العرب وظهرت بمظهر أقوى كلما قبل العرب ووافقوا على إبرام سلام حقيقي وصادق معها ، أما كلما ظهرت بمظهر الضعف والتردد والتوجس كلما ازدادت فرص نشوب الحرب .
[2]- وما رأي نتياهو بمذبحة جنين ونابلس ومخيم طولكرم ومخيم خان يونس وغيرها الكثير الكثير وماذا نسمي ما حصل في مدرسة بحر البقر في مصر ؟ وماذا نسمي مذبحة قانا بلبنان ؟ وماذا نسمي ما حصل في مذبحة صبرا وشاتيلا ؟
وماذا نسمي الاعتداءات اليومية المستمرة على شعب أعزل لا يملك إلا أدوات بسيطة من المقاومة ؟ وماذا نقول حين توضع الألغام في طريق طلبة المدارس ؟ ألا يعد هذا إرهاباً ، والجواب أننا نشهد ونقر لك بأنك يهودي حتى النخاع فبراعتك في تلبيس الحقائق وفنك في تشويه التاريخ ليشهد بأنك يهودي أصيل.
[3]- والدليل على أنهم يعاملون كحيوانات مفترسة ، أنظر كيف يعَامل الأسرى من العرب وغيرهم في معتقلات كوبا ( غوانتينامو ) .
[4]- مهد الكاتب في الفصل الثاني لمطلب في غاية الخطورة ألا وهو مطالبة الدول الغربية بالتدخل لقمع أنشطة المسلمين المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية فهذه عنده أنشطة إرهابية أما جمع الأموال للمستوطنين ولمشروع طرد الفلسطينيين من بيوتهم وهدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد المزعوم هذه كلها ليست أنشطة إرهابية ولكنها إنسانية وخيرية !!
العدد الأول – مجلة بيت المقدس للدراسات
.