فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

تعثر الفلسطينيين ... ولا عمر

 

 

 

تعثر الفلسطينيين ... ولا عمر

 

 

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية _فرع غزة_ الشيخ محمود المشهدي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية دار الكتاب والسنة.

 

 

هكذا حال الفلسطيني في بلاد الغربة يعاني ما يعانيه الغرباء ويزيد عنهم بأنه يُنظر إليه كأنه الجمل الأجرب الذي يجب أن يعزل عن باقي الجمال لكي لا يصيبها بالعدوى.

فلقد كان للفلسطيني السني في العراق نصيب أوفر من التعذيب والقتل والتشريد على أيدي الروافض الحاقدين وقد نشرت فضائية صفا ألوانًا من هذه المعاناة لتكشف للعالم ولو شيئاً مما يمكر هؤلاء ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

ولا أريد أن أسرد مسلسلات القهر والتعذيب التي تسلطت على رقاب أهلنا في المهجر ، فهو يفر من قهر إلى قهر ومن ظلم إلى ظلم متقلب بين بطش الصهيونية في داخل وطنه وبين نار الغربة ولظى مسعريها.

ونحن إذ نقف على أبواب إحدى مستشفيات صيدا في جنوب لبنان نرى مأساة تنضم إلى تلك المأساة المروعة التي يكتوي بنارها فلسطينيو الشتات الذي لم ترحم طفولة أطفالهم وهم في أشد الحاجة لتقلي العلاج الإنساني لطفل ظل يعاني من نقص الأكسجين في حين يتنفس الآخرون البترول.

ليسجل هذا الطفل الفقير وصمة عار في وجه أغنياء العالم ووصمة أخرى في جبين المسئولين من وكالة اللاغوث ليدرك الجميع حقيقة "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"  ليقول هذا الطفل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة عند مدخل المشفى غير قادر على تكاليف العلاج : " بئست هذه الأمة التي تنعم بكل هذه الخيرات وهي تعجز أن تعالج طفلا ًسجل أسطورة أمام أنظار العالم بأن أطفال فلسطين هم أبطال التصدي لأبشع وأعتى قوة عرفها البشرية الذين وقفوا بصدورهم العارية ليروا العالم أجمع أن الطفولة قد تفوق الرجولة في كثير من الأحيان " حتماً سيقف هذا الطفل أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ليقول لأصحاب العروش المتهاوية إن الدراهم التي تكلفها عمليتي الجراحية لن تؤثر في ميزانيتكم شيئاً ولا تساوي شيئاً مقابل المليارات التي تنفق في طريق الشيطان ولإرضاء الشيطان.

إن مخيم عين الحلوة التي احتضن هذا الطفل وأسرته تبكي دمعة مرة بدل الحلوة وعلقماً على ما وصل إليه حال أمتنا وهي تعاني الأمرين وقد تردد في أجوائها قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لو عثرت بغلة في العراق لسئل أمير المؤمنين لم لم تصلح الطريق لها يا عمر!" فكم تعثرنا ولم نجد من يقيل عثرتنا ويسمع كلمتنا، وواجب على كل من سمع بمثل هذه الأحداث أن يحاول نصرة هؤلاء المستضعفين بما يستطيع امتثالاً لقول الله تعالى: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير".

 

 

.