فلسطين التاريخ / تقارير
خسائر الكيان اليهودي.
أجبرت المقاومة الفلسطينية الباسلة الكيان اليهودي على الاعتراف بخسائره وبأثرها عليهم ، وأُبْعِدَتْ أُسطورة الجيش الذي لا يقهر !! والذي غدا وبدا مهزلة أمام أطفال ورجال ونساء يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم ، فهاهو يضرب في الصميم ، ويجبن عن المنازلة والمواجهة حتى في مواقعه المحصنة .
ويكفي شاب فلسطيني واحد لم يبلغ السابعة عشر من عمره لكي يربك أداء العدو ويقتحم حصونه ، موقعاً في صفوفه العديد من القتلى وعشرات الجرحى .
فعندما يفقد المواطن الفلسطيني الأمل ، ولم يعد يثق بالمفاوضات ، ولا بالمبادرات، ولم يعد يضع في حسابه موازين القوى المادية ، فإنه يصنع ما لا تصنعه جيوش مدججة بالسلاح .
فاليهود لا يعرفون إلا لغة القوة ، القوة بمعناها الحقيقي ، وعندها فقط يتهاوى صمود شتات اليهود على الأراضي المغتصبة ، وتظهر عللهم وعيوبهم وجبنهم ، ويبدأ صراخهم وعويلهم ، وتتحرك ما تسمى "الدبلوماسية العالمية" ، من الأمم المتحدة ، والمبعوثين لإخراج هذا الكيان الغاصب من مأزقه !!.
وإليك أخي القارئ بعض كتاباتهم وأقوالهم ، والتي تعكس الحالة التي يعيشها اليهود على أرضنا المغتصبة من خوف ورعب ، وحجم الخسائر التي تكبدوها من جراء استمرار المقاومة والجهاد بعد أن رددوا جيلا بعد جيل ، أنه الجيش الذي لا يقهر ، وأن صمود الشعب الفلسطيني سرعان ما يتلاشى أمام الآلة العسكرية اليهودية المدعومة من قوى الظلم والعدوان :
كتب ناحوم بريناع المحلل الرئيس للصحيفة اليهودية " يديعوت أحرونوت " معلقاً على العمليات الاستشهادية التي وصلت مشارف منزل شارون في القدس : " إنه لا بد من الخروج من دائرة الدم ، ولو بقرارات صعبة ، وأن لدينا ما يكفي من نقاط الضعف ، وللفلسطينيين ما يكفي من الاستشهاديين من أجل أن يردوا ضربة على ضربة ".
وجاء في تحليل آخر للمحلل سيفر بلوتسكر لـ " يديعوت أحرونوت " تحت عنوان " حلم رعب يومي " كتب فيه : " الناس يُقتلون ، الناس يموتون ، الناس ينزفون ، الناس يخافون ، الناس يتحدثون عن الكارثة ، والنهاية ، والضياع ، في الثالثة فجراً يعلن الراديو على العملية الأولى في اليوم ، وفي منتصف الليل يعلن عن العملية الأخيرة ، وبين هذه وتلك كم عدد الموتى ؟ كم عدد القبور ؟ من يحصي ؟ من يتذكر ؟ الناس ينتظرون أن يحدث شيء ما يوقظهم من حلم الرعب اليومي ، والناس يعرفون أنهم ينتظرون عبثاً ".
وقال وزير الخارجية للكيان اليهودي الأسبق شلومو بن عامي : " إن الفلسطينيين قد أثبتوا أنهم مقاتلون أشداء لا يمكن الاستخفاف بهم مطلقاً ، ويضيف بن عامي " لقد علمنا ما كان يجب أن نعلمه منذ زمن أن تصميم الشعب الفلسطيني على رفض العيش تحت الاحتلال سيدفع أبناءه إلى الاستبسال من أجل التخلص من واقع بائس ، من الطبيعي أن يسعوا للتخلص منه " .
وينوه رئيس الكينست اليهودي " ابراهام بورغ " إلى عامل آخر ساهم في انهيار الإجماع اليهودي ، وهو عدم وجود قضية عادلة تقنع اليهود بالتضحية من أجلها حيث قال : " لا يمكن للجمهور في إسرائيل أن يقبل على التضحية بأبنائه من أجل الدفاع عن مستوطنات يقطنها أناس محشوون بأيدلوجيات عنصرية وعفنة " .
ويحُمل "يعكوف بيريس" رئيس المخابرات اليهودية العامة " الشاباك " في الانتفاضة السابقة ، شارون مسئولية التفاف جميع الفلسطينيين حول خيار المقاومة ويضيف بيريس : "لقد قاتلت الفلسطينيين عقوداً من الزمن لم ألحظ خلالها كل هذا العزم الذي يبديه المجتمع الفلسطيني حالياً استعداد لتقديم التضحيات من أجل التخلص من الاحتلال ، إن هذا وحده يكفي لخسارة إسرائيل المعركة ".
وقالت صحيفة " هآرتس اليهودية " إن الإسرائيلين الذين هاجر آباؤهم من بلدان كفرنسا ( أو مستعمراتها ) وألمانيا ، والنمسا وبريطانيا ، وكذلك في دول مثل بولندا والتشيكيا يسألون في سفارات هذه الدول عن مدى أحقيتهم في الحصول على الجنسية " .
وتشير الدكتورة "عيديت زرتال" من معهد الإدارة في "هرتسليا" إلى أن " الإسرائيليين يرون في جواز السفر الأجنبي حلا لليوم الأسود " .
وتحت عنوان " الفلسطينيون يقاتلون معركة وجودهم " كتب أوري أفنيري في صحيفة معاريف بتاريخ 13/3/2002 م : " إن الفلسطينيين يعرفون جيداً أنهم يقاتلون الآن على حقيقة وجودهم ذاتها ، والإسرائيليون يعرفون أنهم يقاتلون من أجل المستوطنات، ومن أجل السياسيين المفلسين ، وحكومة "إسرائيل" لا تستطيع أن تنتصر في هذه المعركة بعد الثمن الفظيع من الموت والدمار " .
وكتب مارتن آسر في موقع بي بي سي أونلاين في 13/3/2002 م " إن شوارع " إسرائيل " أصبحت خاوية ، وخلت المقاهي والمطاعم إلا من العاملين فيها وكل إسرائيلي يخشى من أن يفقد حياته في أي لحظة " . "وينطبق نفس الشيء بطبيعة الحال على السياح ، فلم يعد يجرؤ على المجئ سوى عدد قليل للغاية من المغامرين بحياتهم" ، ونتيجة لندرة السياح وخوف الإسرائيليين من مغادرة منازلهم صارت شوارع تل أبيب في المساء خاوية بعد أن كانت في الماضي تعج بالمارة والمتنزهين ".
وتحت عنوان " دولة في خطر " انتقدت صحيفة ها آرتس اليهودية أعمال قيادة الكيان اليهودي، وقالت : " إن أعمال الحكومة وإخفاقاتها أظهرت أن مصير الدولة صار إلى حد بعيد في أيدي أشخاص غير متوازنين، واستمرار حكمهم سيضع أمن واستقرار الدولة في خطر !! .
هذا ما خطته أيديهم من معاناة وألم وخوف وذُعر واختلاف داخلي أوقدته المقاومة على الأرض المباركة ، والتي أيقظت روح الجهاد في الأمة الإسلامية وأوصلت رسالة للعالم أجمع أن لا أمن ولا أمان لليهود الغاصبين على أرض فلسطين .
عيسى القدومي
.