فلسطين التاريخ / تاريخ

من روائع أوقاف المسلمين ( 8/10 ) المكتبات الوقفية

 

 

 

 

 

 

 

من روائع أوقاف المسلمين

( 8/10 )

 

عيسى القدومي

 

المكتبات الوقفية

 

اهتم المسلمون بالعلم لمكانته العظيمة في الشريعة الإسلامية ، وأوقفوا من أجل نشر العلم الكتب والمكتبات والتي ساهمت في بناء الحضارة الإسلامية ، وتلك المكتبات لم يكن اعتمادها في الدولة الإسلامية على الحكام والحكومات في كثير من الحيان ، بل كانت الأوقاف هي المورد الأساس لها حيث وفرت كل متطلبات العلماء وطلبة العلم والمبدعين من كتب نادرة منسوخة أو أصلية .

وقد انتشر الوقف على الكتب والمكتبات في أرجاء العالم الإسلامي منذ العصور الإسلامية الأولى ، وذاع صيتها،  وكان تقصد من طلبة العلم من بلدان قريبة وبعيدة ، وكانت مكتبات عامة وخاصة ، أما العامة فقد كان ينشئها الخلفاء والأمراء والعلماء والأغنياء، كانت تشيَّد لها أبنية خاصة، وأحياناً كانت تلحق بالمساجد والمدارس الكبرى.

أما الأبنية الخاصة، فقد كانت تشتمل على حجرات متعددة تربط بينها أروقة فسيحة، وكانت الكتب توضع على رفوف مثبتة بالجدران تخصص كل غرفة لفرع من فروع العلم، فلكتب الفقه غرفة، ولكتب الطب غرفة، ولكتب الأدب غرفة، وهكذا . وكان فيها أروقة خاصة للمطالعين، وغرف خاصة للنساخ الذين ينسخون الكتب، يلجأ إليها المطالعون للترفيه وتجديد النشاط وهذا مما تفردت به حضارتنا وفيها غرف لحلقات الدراسة والنقاش العلمي بين رواد تلك المكتبات.

وكانت جميعها تؤثث تأثيثاً فخماً ومريحاً، وكان في بعضها غرف لطعام روادها، ومنامة للغرباء منهم . كالذي قيل في مكتبة علي بن يحيى بن المنجم، فقد كان له قصر عظيم في قرية قريبة من بغداد (هي كركر من نواحي القفص) وفيه مكتبة عظيمة كان يسميها خزانة الحكمة، يقصدها الناس من كل بلد فيقيمون فيها ويتعلمون منها صنوف العلم، والكتب مبذولة في ذلك لهم، والأرزاق مغدقة عليهم، وكل ذلك من مال علي بن يحيى نفسه .

بل هنالك ما هو أطرف من ذلك مما لا نعلم له مثيلاً اليوم في أرقى عواصم الحضارة الغربية، فقد كان في الموصل دار أنشأها أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي، وسماها دار العلم، وجعل فيها خزانة كتب من جميع العلوم وقفاً على كل طالب علم لا يمنع أحد من دخولها، وإذا جاءها غريب يطلب الأدب وكان معسراً أعطاه ورَقاً ووَرِقاً (أي كتباً ونقوداً) !!

أما الموارد المالية التي كانت تقوم بنفقات المكتبات، فمنها ما كان من الأوقاف التي تنشأ من أجلها خاصة، وهذه حال أكثر المكتبات العامة، ومنها ما كان من عطايا الأمراء والأغنياء والعلماء الذين يؤسسون تلك المكتبات، فقد قالوا إنه كان عطاء محمد بن عبد الملك الزيات للنقلة والنساخ في مكتبته ألفي دينار كل شهر. وكان المأمون يعطي حنين بن إسحاق من الذهب زنة ما ينقله من الكتب على العربية مثلاً بمثل.

لقد أصيبت مكتباتنا بما قضى على ملايين الكتب منها بحيث فقدها العالم إلى الأبد، وهي من أثمن ما خلفه الفكر الإنساني في التاريخ. فنكبة التتار حين افتتحوا بغداد، أصابت هذه المكتبات قبل أن تصيب أي شيء غيرها، وكلنا يعلم أن التتار الهمج قذفوا بما وجدوا في دور الكتب العامة في نهر دجلة حتى فاض النهر بالكتب الملقاة فيه، فكان يعبر الفارس عليها من ضفة إلى ضفة، وظل ماء النهر أسود داكناً أشهراً طويلة من تغيره بمداد الكتب التي أغرقت فيه...

ونكبة الغزو الصليبي أفقدتنا أعز المكتبات التي كانت في طرابلس والمعرة والقدس وغزة وعسقلان وغيرها من المدن التي خربها الصليبون، وحسبنا أن نعلم أن بعض المؤرخين قدّر ما أتلفه الصليبيون في طرابلس وحدها بثلاثة ملايين مجلد.

ونكبة استيلاء الأسبان على الأندلس أفقدتنا تلك المكتبات العظيمة التي يتحدث عنها التاريخ بذهول، فقد احترقت كلها بفعل المتدينين المتعصبين، حتى أنه قد أحرق في يوم واحد في ميدان غرناطة ما قدره بعض المؤرخين بمليون كتاب (1).

وما تطور صناعة الورق والتجليد وانتشارها إلا بفضل الله تعالى ثم الأوقاف التي أوقفت على المكتبات العامة، لتطوير صناعة الورق والتجليد وأدوات الكتابة والخط ؛ وكانت صناعة الورق متميزة في بغداد ودمشق وطرابلس وفلسطين والأندلس .

المكتبة الظاهرية من أقدم المكتبات الوقفية :

في سنة 676 هـ أمَر الملك" السعيد أبو المعالي ناصر الدين محمد بركة خان ابن الملك الظاهر بيبرس ببناء مدرسة "الظاهرية" لتكون مدرسةً للشافعية والحنفية وداراً للحديث ، فابتاع دار "أحمد بن الحسين العقيقي"، وكانت قصراً للأيوبيين يقعُ من"دمشق" في حيِّ العمارة بين بابَي الفرَج والفراديس؛ تجاه المدرسة العادلية؛ بينهما طريقُ "باب البريد" المُفضي إلى "الجامع الأموي .

 ولعلَّهُ توخَّى من ذلك أن يجعل هذين الصَّرحين المتقابلَين مُنسجمَين كلَّ الانسجام كوحدة عمرانية يكمل جمال الأول روعةَ الثاني، وقد أفلَح في مسعاه فالمدرستان نهضَتا مَناراً للثقافة العربية والإسلامية، وربضَتا وجهاً لوجه بروعةٍ وجلال تروعان كلَّ ناظِر.

بدأت عَمارة الظاهرية سنة 676 هـ ، وافتُتِحت سنة 677 هـ قبل إتمام بنائها وبُدِئ التدريس فيها ؛ كان للمدرسة أوقافٌ كثيرة من القُرى والبساتين والعقارات التي مَكَّنَ رَيعُها الوفير من تمويلِها وتأمين احتياجاتها، وحاجاتِ القائمين عليها، وطلبةِ العِلْم المُقيمين فيها، الذين كَفَتهُم مؤونةَ العَيش، لِتستمرّ ردْحاً من الزمن مَثابةً للعِلْمِ وطُلاَّبه، وتتمكَّن - بسبب رَيْعِ هذه الأوقاف - من تقديم صُنوف العِلْم والمعرفة لبضعة قرونٍ امتدَّت من أواخر القرن السابع إلى أواخر القرن الثالث عشر من الهجرة .

في أواخر القرن الثالث عشر للهجرة تضاءل شأنُ المدرسة الظاهرية - بعدَ عِزٍّ وبُعْدِ صِيت - بسبب ضياع أوقافها ونقْصِ مَوارِدها، وساء حالها، وبخاصةٍ بعد أن أقامت الحكومة التركية فيها مدرسةً ابتدائية رسمية، وكادت تلفظ أنفاسَها لولا أن تدارَكَتها العنايةُ الإلهية بثُـلَّةٍ من العُلماء أعضاء (الجمعية الخيرية) التي أسسها الوالي العثماني مدحت باشا وأسنَدَ إليها أمْرَ العناية بالتعليم والمدارس في البلاد، إذ أشاروا عليه بجمْعِ كنوز المخطوطات الموقوفة على مدارسِ "دمشق" صَوْناً لها من الاختلاس والسرقة والضياع، فكَتَبَ بذلك إلى السلطان "عبد الحميد" وحصلَ منه على مرسومٍ في شباط سنة1295م بِجمْعِ المخطوطات في مكتبةٍ عامة يكون مَقرُّها ضمن المدرسة "الظاهرية" لِمتانتها ولياقتها لتلك الغاية.

وفعلاً شمّر الشيخ "طاهر الجزائري وصَحْبهُ عن ساعد الجِدِّ وانطلقوا إلى مكتبات "دمشق" يجمعون ما فيها، ولقي الشيخ طاهر" وصحبه ما لقوا ممن استحلَّوا أكْل الكتب والأوقاف، وتحمَّلوا منهم مقاومةً شديدة حتى هدَّدوا الشيخ بالقتل إن لم يرجِع عن قصْدهِ فما زادوهُ إلا مَضاءً، وجمع وصحبه نفائس الكتُب المخطوطة والمطبوعة من تراثنا العربي والإسلامي من عشْرِ مكتبات أساسية ومما زُوِّدت به المكتبة من المؤسسات الرسمية، ومن العلماء الخيِّرين الغيورين.

وأُحْصِيَت المخطوطات والكتب وصُنِّفت وفُهرِسَت، وتحوَّلت إلى مكتبةٍ عامة سُمِّيت بـ (المكتبة العمومية)، وفتَحَت أبوابها للمُطالِعين سنة (1881م)؛ وأينَعت في دوحتها ثمار العِلْم والمعرفة .

وظلَّت الظاهرية مثابةً للعلم وطُلاَّبه؛ تؤدِّي رسالتها العلمية والثقافية وظلَّ ينبوعها الفيَّاض على رُوّادها بالعلم والعطاء والمعرفة، ورفَدَت مكتبةَ الأسد الوطنية - حين تأسَّست - بجميع مخطوطاتها، وبالكثير الجمِّ من عيون كتُبها ودورياتها، فنقصت خزائنها، وشحَّت مواردُها.

في الآونة الأخيرة قُيِّض للمكتبة الظاهرية مَن يُحْيي عمارتها، إذ عرَضَت جمهورية كازاخستان - تقديم منحةً لإجراء أوسع وأدقِّ عملية ترميمٍ لمبنى الظاهرية، لإعادته إلى أصول عمارته التراثية الأولى. وبدأت أعمالُ التدعيم والترميم فيها في التاسع عشر من نيسان من عام 2007م، والمرجو- حسب عقد الترميم المُبرم مع المقاول- أن تنتهي أعمال الترميم نهاية عام 2009م

هذا وقد وضَعت إدارة المكتبة خطةً شاملةً لإحياء المكتبة الظاهرية، وتحقيق الغايات المأمولة منها على الوجْهِ الأمثل، والارتقاء بمديريّاتها ووسائلها وأجهزتها وأنظمة تصنيفِ وفهرسةِ كتُبها؛ بما يتلاءم مع رُقيِّ الطراز المعماري الرفيع الذي سيؤول إليه صَرْحُها بعد .

الشيخ المحدث محمد ناصر الدين  الألباني "رحمه الله" وقصة الورقة الضائعة في المكتبة الظاهرية :

يقول الألباني - رحمه الله - في مقدمة كتابه"فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية":

"لم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة "تصليح الساعات" مقدار ستة أشهر.

فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها "ذم الملاهي" للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع) ، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!

وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات المجاميع البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل .

ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.

وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظى بها!

ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.

وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.

فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.

ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" .

وما سبق يؤكد أن انتشار العلم والعلماء وحركة التأليف والاجتهاد والإبداع ، كان له مقوماته التي ساعدت على ذلك ، وقد أحصى ابن الجوزي عدد الكتب الموقوفة في مكتبة واحدة هي المدرسة النظامية في وقته ، فبلغ ستة آلاف كتاب .

فالمكتبات الوقفية حفظت الكتب والمخطوطات ويسرتها للمطلعين من غني وفقير ورجال ونساء وأحرار وعبيد ومماليك ، حتى حراس المكتبات وعمال نقل الكتب سهلت لبعضهم القرب من الكتب الإطلاع والارتقاء حتى ذاع صيتهم بين الأمصار . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع :

 

  1. من روائع حضارتنا ، مصطفى السباعي .
  2. مجلة أوقاف ، الأثر الثقافي للوقف في الحضارة الإسلامية ، العدد 11-2006م .
  3. فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية ، للشيخ محمد ناصر الدين لألباني .


1- أنظر : من روائع حضارتنا ، مصطفى السباعي ؛ ص 244-257

 

.