فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مقابر غزة لا تتوقف عن دفن الشهداء والجنازات في كل مكان
الأحد 1 من محرم1430هـ 28-12-2008م
مفكرة الإسلام: صرح حماد الرقب الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في محافظة خان يونس بأن السلسلة المتواصلة من الحصار والتضييق وما تطورت إليه من شلال الدم المتدفق في غزة الآن لا يعني إلا شيئًا واحدًا، وهو محاولة تركيع شعبنا وكسر إرادته، ونزع مواقف استسلامية منه.
وقال الرقب: "في ظل الوضع الفلسطيني الممزق، وتخاذل العرب والمسلمين عن نصرة إخوانهم في فلسطين؛ لذلك فإن الثمن سيكون كبيرًا، وستكلف غزة بدفع فواتير الأمة مجتمعة".
وأضاف الناطق الإعلامي باسم حماس: "قد يعتقد العدو أن بإمكانه الوصول إلى تصفية غزة ودخولها وإخضاعها، فأما التصفية فهو أعجز عنها وفي الوقت الذي يمكن لدبابة إسرائيلية أن تتجول في شوارع غزة فستكون تل الربيع المحتلة مكانًا يحظر على الصهاينة التجول فيه، أما إخضاعها فلقد جربتمونا منذ زمن بعيد فهل وقع منا أن تعرضنا لمحنكم ولم نقابلها بأضعاف أمثال التحدي عما كان قبل تضييقكم علينا؟!!".
وأردف الناطق الإعلامي: "نحن لا نملك ترسانة عملاقة، ولا طائرة نفاثة، ولا أسلحة فتاكة، ولا جيش مليوني، والقسام لا يملك إلا القليل من السلاح والعتاد وكثير من الإيمان والتوكل ..التوكل على القوي الذي لا يهزم".
وقال حماد الرقب: "إننا في حماس نقول إيمانًا منا بأن الله ناصر أوليائه ومذل أعدائه فإن النصر موعدنا، ونشير إلى أن الوقت الآن لا يتسع إلا لحمل السلاح للقادرين، والدعاء والصلاة والمصابرة من الذين منعهم الظرف من حمل السلاح "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
وأضاف أن ضريبة الإسلام وكرامة الأمة وتحرير فلسطين تحملها حماس اليوم بكل الأثمان، وهي تأمل أن تتغير المواقف العربية لتصبح قادرة على نفض العجز، وقال: "أمتنا لا تستحق المهانة وهي أمة قادرة على تغيير وجه التاريخ لو عادت لمصدر عزتها، وغزة تدفع الثمن اليوم فانتهزوا فرصة ثباتها وقوتها، فهي قاهرة الغزاة، وأم الأبطال".
لجان المقاومة الشعبية: العار يكلل من يتفرجون على شعبنا يقتل
وفي تطور آخر، قال أبو مجاهد الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية في فلسطين: "الحرب العدوانية الصهيونية على شعب المقاومة في قطاع غزة لن تكسر إرادة المجاهدين ولن تركع جماهير شعبنا الصامدة رغم الحصار وموجات القتل العنيف في كل ساعة بفعل الطائرات الصهيونية المجرمة".
وأضاف أبو مجاهد: "العار كل العار يكلل جبين كل المتفرجين على جماهير شعبنا وهي تواجه آلة الحرب الصهيوأمريكية ومشاهد القتل العشوائي الذي يمارس في قطاع غزة الصامد علامة فارقة في تاريخ الأمة تكشف عورتها القبيحة وهي تخشي عاصمة الكفر أمريكا وربيبتها الصهيونية التي تغتصب مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم".
وأردف الناطق الرسمي لجان المقاومة الشعبية: "هذه الجرائم الصهيونية والصمت والتواطؤ العربي والدولي لن يصنع فينا لحظة انكسار بل يزيدنا تمسكًا بخيار المقاومة والجهاد كخيار استراتيجي عقائدي لتحرير فلسطين كل فلسطين".
وتابع: "شعبنا يريد المزيد من الالتفاف حول خيار المقاومة وتوجه بالتحية إلى كل المقاومين والمجاهدين وجميع أبناء شعبنا الفلسطيني الصامدين المدافعين عن كرامة الأمة في هذه الحرب المفتوحة على كل ما هو حر وشريف ومقاوم في فلسطين المحتلة، ونحن نتقدم الناطق باسم لجان المقاومة بالتهنئة لأهالي الشهداء الذين ارتقوا نتيجةً للقصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة داعيًا الله العلي القدير أن يتقبله, ونؤكد أن دماءهم الزكية الطاهرة ستنفجر حممًا في وجه المحتل في كافة أماكن تواجده".
المقابر بغزة لم تتوقف عن دفن الشهداء والجنازات في كل مكان:
وعلى صعيد الوضع الميداني فلم تتوقف حتى اللحظة من دفن جثث الشهداء المتوقع زيادة عددهم بشكل يفوق المتوقعات.
وقال مواطنون فلسطينيون إن مقبرة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لم تتوقف حتى اللحظة من دفن جثث الشهداء الذين يتم التعرف عليهم تباعًا في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح حيث أكوام من الجثث خارج ثلاجة الموتى في تلك المستشفى بانتظار التعرف عليها من قبل ذويهم وغالبتهم وقعوا أثناء القصف الصهيوني الغاشم لموقع شرطة أبو مدين ومركز التدريب بجواره واستهدافه بعشرات الأطنان من الصواريخ التي حملتها طائرات الكيان الصهيوني".
ولم تخل تلك المقبرة من المشيعين ولأول مرة منذ في تاريخ غزة حيث يتوافد بين الفينة والأخرى المئات من المشيعين الذين يحملون جثث الشهداء فور التعرف على صاحبها.