فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

تقرير حقوقي: العام 2008 الأكثر دموية فلسطينيًا منذ النكبة

 

السبت 1 من جمادى الأولى 1430هـ 25-4-2009م

 

مفكرة الإسلام: أعلن تقرير حقوقي سنوي أن العام 2008م هو الأكثر دموية في تاريخ الصراع مع "إسرائيل" منذ النكبة عام 1948م, مؤكدًا أن الاحتلال يمارس انتهاكات غير مسبوقة بحق الفلسطينيين.

وقال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم السبت: "إن العام 2008 هو العام الأكثر دموية على مدار 60 عامًا من النكبة الفلسطينية عام 1948 على الأجندة الإسرائيلية لانتهاك حقوق الإنسان".

وذكر التقرير أن إجمالي عدد الضحايا الفلسطينيين خلال العام 2008 بلغ 868 فلسطينيًا على أيدي القوات "الإسرائيلية" والمستوطنين، سقط غالبيتهم في قطاع غزة بما مجموعه 820 شخصًا، بمعدل 94.5%، بينما سقط في الضفة الغربية 48 شخصًا، بمعدل 5.5%.

وبحسب المركز فمن بين مجموع القتلى الذين سقطوا في الأراضي الفلسطينية خلال العام الماضي كان هناك 414 مدنيًا فلسطينيًا بمعدل 47.6% سقطوا جميعًا في ظروف لم ينشأ عنها تهديد حقيقي على حياة القوات "الإسرائيلية". وفقًا للقدس.

السجون "الإسرائيلية" مكتظة بالفلسطينيين الأبرياء:

وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة لإعلان التقرير السنوي للمركز قال الصوراني: إن "العام الماضي شهد اعتقال "إسرائيل" المزيد من الفلسطينيين وزجهم في سجونها المكتظة بآلاف الأسرى في أوضاع مزرية، الغالبية العظمى من هؤلاء المعتقلين يجري اعتقالهم أثناء اجتياح المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأوضح أنه "جرى اعتقال ما يزيد عن 2500 فلسطيني خلال عام 2008 منهم 2433 معتقلاً من الضفة الغربية و68 معتقلاً من قطاع غزة, كما لا يزال أكثر من 9 آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال ومراكز اعتقاله".

التوسع الاستيطاني في تزايد مستمر:

وحسب التقرير فقد "واصلت الحكومة "الإسرائيلية" وجنودها والمستوطنون اقتراف المزيد من جرائم التوسع الاستيطاني ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، كما واصل المستوطنون المسلحون اقتراف المزيد من جرائمهم واعتداءاتهم المنظمة" ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وأشارت حصيلة توثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن القوات "الإسرائيلية" ومنذ بداية عام 2008 دمرت 216 منزلاً بشكل كلي في الأراضي الفلسطينية من بينها 107 منازل في الضفة الغربية و109 منازل في قطاع غزة.

وانتقد التقرير حالة الاحتقان السياسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بسبب المناوشات التي تقع بين الحين والآخر بين السلطة الفلسطينية في رام الله وسلطة غزة, داعيًا كلا الطرفين إلى التزام الهدوء والسيطرة على الأوضاع الداخلية.

وحشية "الإسرائيليين" تحركها عقد نفسية:

من جانبه، وجّه أديب ياباني بارز انتقادات حادة "لإسرائيل" على معاملتها الوحشية وسياستها القمعية ضد الشعب الفلسطيني، مرجعاً ذلك إلى عقدة نفسية يعاني منها اليهود منذ "المحارق النازية" التي وضعهم فيها الزعيم النازي المعروف "أدولف هتلر".

وقال الملحق الثقافي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن الأديب الياباني الشهير "هاروكي موركامي" وجه انتقادات حادة غير مسبوقة لـ"إسرائيل" رغم حصول على جائزة أدبية مرموقة منها قبل نحو شهرين، خلال المعرض الدولي للكتاب، الذي أُقيم مؤخرًا في القدس المحتلة، مضيفاً أنه عقب عودته نشر مقالاً شاملاً في إحدى المجلات الثقافية اليابانية الشهيرة، استعرض فيه زيارته لـ"إسرائيل" وكشف من خلاله كيف لمس بيديه الممارسات الوحشية لـ"الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين العزل.

إلغاء حق العودة:

ونقلت الصحيفة العبرية مقتطفات من مقال "موركامي" ومن بينها: "إنني أتابع النزاع الفلسطيني - "الإسرائيلي" منذ أيام موشيه ديان، وأعرف كل تفاصيله. فـ"إسرائيل" تمارس سياسة عزل وحبس الفلسطينيين في منطقتين فقط، هما الضفة الغربية وقطاع غزة، وتلك السياسة العنصرية تجرد اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى أراضيهم مرة أخرى". مضيفاً بأن "إسرائيل" تقوم بممارسة تلك السياسة بزعم حماية مصالح الشعب اليهودي، وهو أمر ليس له مبرر منطقي على الإطلاق.

كما انتقد الأديب الياباني الشهير المعاملة الوحشية للصهاينة تجاه الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه شعر بأسى وحزن شديدين عندما شاهد جنديًا صهيونيًا صغير السن في القدس المحتلة وهو يخرج أسرة فلسطينية من سيارة، ويقوم بضرب الأب أمام أولاده.

كما روى "موركامي" موقفًا آخر لمسه خلال زيارته لـ"إسرائيل" يعكس مدى عنصرية الصهاينة وتعصبهم، قائلاً: "عندما استقليت سيارة أجرة، سألت السائق عن فائدة الجدار الأمني الذي تبنيه "إسرائيل" على طول الطريق السريع، فأجابني في عنجهية: إننا نشيده لكي نمنع الحيوانات (في إشارة للفلسطينيين) من عبور الحدود".

عقدة نازية:

وأرجع الأديب الياباني هذه المعاملة الوحشية للصهاينة ضد الفلسطينيين إلى عقدة نفسية تراكمت لديهم منذ أيام "المحارق النازية" ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية على يد "هتلر"، مؤكدًا أن "إسرائيل" ما زالت تعاني من تلك العقدة النفسية حتى الآن، وأن "الإسرائيليين" يستخدمون القوة المفرطة بزعم الدفاع عن النفس، بعد أن فشلوا في حماية أنفسهم أيام المحارق النازية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": إنه رغم الامتداح الذي ناله ""موركامي" خلال زيارته لـ"إسرائيل" وثناء "شميعون بيريز" رئيس الكيان الصهيوني على كتبه وإنتاجه الأدبي، لكن كلمته التى ألقاها خلال تسلمه لجائزته الأدبية، والتى انتقد فيها السياسات الوحشية الصهيونية تجاه الفلسطينيين، لا سيما خلال العدوان على قطاع غزة، أثارت استياء وغضب عدد كبير من "الإسرائيليين" وعلى رأسهم "بيريز" الذى أعرب مكتبه عن عدم ارتياحه من المقال الذى نشره "موركامي" فى المجلة اليابانية.

أما الخارجية "الإسرائيلية" فقد وجهت انتقادات حادة لمقال "موركامي" لكنها فضلت عدم افتعال مشكلة مع اليابان على خلفية هذا المقال.

 

.