فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

كسر الصمت: شهادات لجنود إسرائيليين خلال حرب غزة

الاحد 12 ديسمبر 2010

مفكرة الاسلام: كشفت شهادات لجنود "لإسرائيليين" شاركوا في العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009 عن عمليات قتل لمدنيين فلسطينيين بدم بارد، خلال الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 1500 فلسطيني بينهم عدد كبير من المدنيين يشكل النساء والأطفال القسم الأكبر بينهم.

جاء ذلك في سياق كتاب لمنظمة "كسر الصمت" التي تضم في عضويتها الجنود السابقين في الجيش "الإسرائيلي"، تحت عنوان: "احتلال الأراضي"، ويسرد فيه هؤلاء الجنود التأثيرات التي تركتها عليهم الحرب ويدلون بشهاداتهم حول العمليات العسكرية، بشكل يتناقض مع الادعاءات الرسمية.

الكتاب الذي نشرته صحيفة "الاندبندنت اون صنداي" على صفحتها على الإنترنت، يتحدث فيه الجنود السابقون عن تجربتهم خلال الحرب العدوانية والشهادات التي تكشف عن بعض التجاوزات لجنود الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن تلك الوقائع التي وردت فيه، تلك التي يتحدث عنها جندي شارك في الهجوم على قطاع غزة في 2008 حيث قال إنه سمع جنودا يتحدثون خلال تناول وجبة العشاء حول ما حصل صباح ذلك اليوم.

وأضاف أن الجنود قالوا إنهم طرقوا باب أحد المنازل، ولم يسمعوا أي جواب، فقاموا بوضع قنبلة تستخدم في العادة لدك الأبواب وتسهيل دخولهم، لكن وفي اللحظة التي كان سيتم فيها تفجير القنبلة، فتحت سيدة الباب ما تسبب في تعرضها للانفجار وتطاير أشلائها على الحائط.

وأشار الجندي، إلى أن زملاءه واصلوا سرد القصة، حيث قال أحدهم إن أطفالا خرجوا عبر الباب بعد الانفجار ليشاهدوا أشلاء والدتهم، إلا أن أحد الجنود أدلى بتعليق هو أن ذلك الحدث كان أمرًا مضحكًا، وأعقب هذا التعليق بضحكة عالية، وفق ما أورد موقع هيئة الإذاعة البريطانية نقلاً عن رواية الجندي.

الكتاب يروي ذات القصة، لكن على لسان أحد أطفال تلك العائلة الفلسطينية وهي الطفلة سميرة التي كانت تبلغ من العمر 13 عاما وقت وقوع الحادثة، وكانت في المنزل آنذاك برفقة والدتها التي تعمل لمدرسة تابعة للأمم المتحدة في خان يونس إلى جانب أخت أخرى هي ربى، وتبلغ من العمر 4 أعوام وأخيرا قصي، ذو العامين.

إذ تقول إن والدها كان خارج المنزل عندما جاء الجنود "الإسرائيليون" وطرقوا باب المنزل. وتقول الطفلة إن الأم طلبت من الأولاد التوجه إلى غرفة النوم، ريثما تقوم هي بوضع غطاء الرأس وتفتح الباب، إلا أن انفجارا وقع في تلك اللحظة، وتضيف أنها لم تتمكن من مشاهدة والدتها حية بعد ذلك.

وتقول الطفلة إن الجنود قاموا بعد مرور بعض الوقت بتغطية جثة والدتهم بسجادة. وأضافت إنها حاولت الاتصال بوالدها عبر الهاتف المحمول الخاص بوالدتها، ولكن دون جدوى لمدة ساعات عدة.

ويشير الكتاب الذي تقول الصحيفة إنه سينشر في 21 ديسمبر الجاري إلى تبني الجيش "الإسرائيلي" لسياسات "استباقية" تسوغ القيام بأي عمل دفاعي كان أم هجومي لتلافي تعرض "إسرائيل" لهجوم.

كما يشير الكتاب، إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يتبع سياسة أخرى تقوم على "الفصل"، أي عزل الفلسطينيين ليس فقط عن "الإسرائيليين"، بل أيضا عن بقية الفلسطينيين في المناطق الأخرى سواء في الضفة الغربية أو في غزة.

 

.