فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

قائد إسرائيلي:المستوطنات في الضفة من أجل أمن إسرائيل خرافة

الاربعاء 25 مايو 2011

مفكرة الإسلام : نشر القائد الإسرائيلي "دان سيمن"  أحد ضباط الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي مقالاً صحفياً في صحيفة لوس أنجلوس تايمز قال فيه أن الإبقاء على المستوطنا في الضفة الغربية من أجل أمن إسرائيل هو خرافة إسرائيلية .

ويرى سيمن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ببنيامين نتنياهو رفض الخلاف في الرأي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما قال إن حلم إقامة الدولة الديمقراطية اليهودية غير متوافق مع الاحتلال الدائم للضفة الغربية.

 وأشار "سيمن" إلى اقتراح أوباما في خطابيه الأخيرين من أن مفاوضات السلام ينبغي أن تهدف إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وغير عسكرية على أساس حدود ما قبل عام 1967، مع مبادلات متفق عليها بصورة متبادلة.

 وأضاف سيمن أنه بالرغم من اقتراح أوباما فإن نتنياهو أصر أمس في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي على أن الدولة اليهودية وضعت طبقاً الحدود 67 وأنه لا عودة إليها من أجل الدفاع عن دولة إسرائيل ، مشيرا إلى أن نتنياهو ليس وحده الذي يصر على ذلك ، بل إن هذا الرأي هو الراي السائد في الفكر الإسرائيلي ، كما أن العديد من الشعب الأمريكي يدعم رأي نتنياهو أيضا.

واشار القائد العسكري الإسرائيلي إلى أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية " ميت رومني" اتهم أوباما بأنه يرمي إسرائيل في الهلاك . 

ويرى سيمن أن بقاء قوات الاحتلال العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية لن يمنحها الأمن ، كذلك المستوطنات المتنازع عليها لن تكون ضرورة من أجل أمن إسرائيل أيضا. 

ويرجح سيمن أن الهدف من إنشاء هذه المستوطنات في الضفة الغربية هو أن إقامة اليهود في هذه المستوطنات يستخدم بمثابة جهاز إنذار أمام أي غزوات عسكرية أجنبية ،مضيفا أن التاريخ أكد على هذا المفهوم . 

وأشار سيمن إلى أن إسرائيل سارعت بشكل مندفع لإجلاء المستوطنين اليهود بعيدا عن إلحاق الضرر بهم عندما عبرت الدبابات السورية خطوط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان عام 1973  

وأكد سيمن أن إسرائيل لا يمكنها التخلي عن مواطنيها بكل بساطة، ولكنها تقيم المستوطنات المدنية باعتبار أنها مسئولية دفاعية عن بقية الدولة اليهودية. 

وأضاف القائد العسكري أنه  بالرغم من أن التهديد الإسرائيلي يأتي من دول الجوار إلا أن الدولة اليهودية تخصص موارد ثمينة من أجل حماية المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.

 وأشار إلى أن إسرائيل لم تقم ببناء الكثير من المستوطنات في بداية الأمر، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية أنشأت تلك المستوطنات كبؤر استيطانية منشقة استهلت فكرتها حركة جوش إيمونيم اليهودية المسيحية التي أنشأت عام 1974 ، وهي حركة تهدف إلى تحقيق الوعد التوراتي للسيطرة اليهودية في أرض إسرائيل بالكامل، وبعبارةٍ أخرى أدي تهميش إسرائيل سياسياً ودينياً إلى التبريرات العسكرية والدعم السياسي للمستوطنات. 

ويرى "سيمن" أن اقتلاع المستوطنين اليهود أو التخلي عنهم داخل الدولة الفلسطينية هو أصعب الخيارات التي تواجه إسرائيل حاليا ،هو احتمال لا يريد أي سياسي أن يدعو له، كما أن المستوطنين على علم بان الأمر سيكون كذلك، ويكون نتنياهو في موقف أفضل لمعالجة مشكلة المستوطنات باعتباره المرشح القوي المحافظ ، ولكن عليه أن يرى أن مشكلة المستوطنات يجب أن تعود في مصلحة إسرائيل.

ويطالب سيمن إسرائيل بأن تكتسب قبول الجماهير العربية خاصة بعد التطورات التي تشهدها المنطقة ، محذرا إياها أنها لن تستطيع الاستمرار على سياستها السابقة والتي كانت الانظمة الديكتاتورية تقبله بشكل ضمني. 

ويرى الكاتب بالرغم من أن الشارع العربي يرى أن إسرائيل مسئولة عن الكثير من الأزمات في العالم العربي إلا أن إسرائيل لديها بعض الأمور التي يمكن من خلالها أن تعيد إصلاح ما مضى ،وذلك من خلال إيجاد حل للقضية الفلسطينية ،فإن ذلك قد يقنع الكثير من الدول المجاورة في أن تعيد تقييم أمور الديمقراطية والعدالة.

 وأضاف الكاتب أن إسرائيل بذلك ستكون أكثر المستفيدين من التعاون مع دول الجوار في مجال التنمية الاقتصادية والسياسية بدلاً من الرغبة القوية في مسألة احتلال شعوب غير راغبة بها.  

ويصف الكاتب في نهاية مقاله التواجد المدني الإسرائيلي في الضفة الغربية  وموقف نتنياهو حياله بأنه شيء خرافي، فتفكير نتنياهو في ذلك يعد تناقضاً مع رؤية أوباما فأحد هذا النهج يعتمد على تواجد قوة عسكرية هناك، والنهج الآخر يعتمد على التعايش السلمي في منطقة صعبة باعتراف الجميع.

 

.