فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
ماذا قدمت المفاوضات للقضية الفلسطينية
ما زال العدو الصهيوني مستمر في عنجهيته وهي تلقي بظلالها على مسار السلام المزعوم ، وما زال العرب اللاهثون وراء أوهام السلام يتلقون ضرباته الموجعة ومواقفه التشنجية ، لا سيما لاءاته: لا لعودة القدس.. لا للدولة الفلسطينية.. لا للانسحاب من الجولان لا لعودة اللاجئين.
جاءت هذه اللاءات وكأنها مصمّمة على مقاس اللاءات العربية الشهيرة التي ولدت ولادة قيصرية في قمة الخرطوم عقب هزيمة 1967م: لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض والتي صارت أسطورة رجعية.
أدركنا من شعاراتهم تلك حجم الاسـتـخفـاف والاستغفال للشعوب المسكينة التي طالما دغدغت وسائل إعلامهم مشاعرها باللاءات، والتي تـمنــت تحقيق شيء منها ، فالناس تلهث وراء من يحقق أحلامها.. ولو بالشعارات وستأتي الانتخابات الفلسطينية وسيفعلون نفس المسرحية.
وحين كان الوطيس حامياً لم يعلم كثير من الناس ما يدار من وراء الظهور ، فقد كان هناك بقية من حياء ، أو قل ـ في حقيقة الأمر ـ: لم يكن من السهل على الشـعـوب تقبل هذا الكيان الدخيل كجار ـ له حق الجوار ـ بعدما فعل ما فعل ، لم تكن هناك وسيلة يومها للحفاظ على مكاسب الحكم إلا بهذه اللاءات.
لم يكن من السهل يومها أن تتنازل منظمات وجبهات عن خطاباتها »الاستراتيجية« أو عن «الأيديولوجيا« التي تربت عليها نخبها الفكرية والمسلحة.
لم يكن هذا ولا غيره ممكناً وقوميتهم العربية! تدرّس للفتيان والفتيات في المراحل المتوسطة على أنها دين جديد.
لكن ما كان مثبتاً صار منفياً، وكان لهم كثير مما أرادوا، انجلت الحقيقة وأعلنوها بكل عنترية ومن »موقف القوة«: إننا ننادي بالسلام!! وبالمطالبة بالقدس الشرقية عاصمة فقط وأراضي 67 فقط والاعتراف بإسرائيل.
ونرى القوم اليوم وقد تعالت لهم لاءات أخرى رنانة ، يثبتون وينفون ، ولكن ما عادت الشعوب هي الشعوب ، فصاروا هم في واد ، والناس في وادٍ آخر.
سقطت كل الأقنعة، وفتحت »كل الأبواب« الموصدة بمبادئ »الكفاح حتى التحرير« و »الخنادق لا الفنادق«.. فتحت علـى مصراعيها للسلام والمفاوضات ، وتبارى القوم في إثبات الأحقية بلقب كبير المفاوضين مع بني صهيون.
ويذكرنا ذلك بقصة ذكرهــــا حسنين هيكل في كتابه »أكتوبر.. السلاح والسياسة«: أن »هنري كيسنجر« (اليهودي الألماني الأصـل) وزير خارجية أمريكا الأسبق ، عندما تردد على مصر أكثر من مرة ، كان الساسة الحضور يتبارون في احتضانه وتقبيله؛ ليثبت كل منهم للآخر أنه على معرفة به ، مما حدا بـ »كـيـسـنـجـر« أن يُخْبِرَ الرئيس »نيكسون« بشكه في نفسه من كثرة المقبِلين له من الرجال..!! [ص 726].
والعجيب أن اللاءات القديمة كانت تعيش دهراً حتى يأتي زمان انقلابها.. أما اليوم: فـ (لا) الصباح هي (نعم) المساء.
ونأتي الآن على هــذه القواميس الجديدة، وهي نصوص حرفية لتصريحات صحفية لم نُحرف فيها حرفاً..
ولنبدأ بـ »أصحاب القـضـية« ، ثم »مملكة السلام الدافئ جدّاً« ، ثم »أرض السلام البارد« ، ثم نأتي على أصحاب »التطبيع الاقتصادي« المتواري!!.
ثم نأتي على العموميات للخطاب الظاهر والباطن في دفتر التنازلات لبني صهيون، ولننظر: ما الذي يبقى من فلسطين بعد كل ذلك؟!.
أصحاب القضية:
أ - العرفاتيون ينقضون الميثاق:
ـ لا أريد أن أستبق الحديث عن خطر نقض الميثاق الوطني الفلسطيني ، وعن محو ذاكرة شعب بأكمله ، وتحويل الجهاد بمحاربة يهود إلى تطرف وإرهاب ، ولكن سنترك للميثاق نـفـســـه الحديث ، وسنذكر نص المواد التي تضمنها الميثاق الذي أُلغي ، ثم نذكر بعدها النصوص التي نُقض بها بُنْيان الأول ، ثم... التهديد مرة أخرى للعودة للميثاق القديم!! فلا عجب ، ولنجري بعدها المقارنة بين »استراتيجيات الأمس« و »تكتيك اليوم«!!.
ـ من نصوص الميثاق القديم:
ـ المادة (1): »إن فلسطين بحدودها التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني وحدة لا تتجزأ«.
ـ المادة (9): »إن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ، وهو بذلك »إستراتيجية« وليس »تكتيكاً««.
ـ المادة (19): »إن تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947م وقيام دولة إسرائيل باطل من أساسه ، مهما طال عليه الزمن؛ لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ، ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة ، وفي مقدمها: حق تقرير المصير«.
ـ المادة (20): »باطل كل من تصريح بلفور ، وصك الانتداب ، وما ترتب عليهما ، وإن دعوى الترابط التاريخي والروحي بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح ، وإن اليهودية بوصفها ديناً سماويّاً ليست قومية ذات وجود مستقل ، وكذلك: فإن اليهود ليسوا شعباً واحداً له شخصيته المستقلة ، وإنما هم مواطنون في الدول التي ينتمون إليها«.
ـ المادة (21): »إن الشعب العربي الفلسطيني معبراً عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً ، ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية أو تدويلها«.
كانت هذه بعض بنود الميثاق الذي أُقر في العام 1964م ، وتم تعديله في العام 1968م.. لم يمر عليه إلا ثلاثة عقود فقط حتى انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في غزة مرة أخرى يوم 22 إبريل 1996م، وقرر ما يلي:
»يؤكد المجلس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية في اتفاق إعلان المبادئ »أوسلو/1« والاتفاق المؤقت في القاهرة ، ورسائل الاعتراف المتبادل الموقعة في 9 سبتمبر (أيلول)1993م، والاتفاقية الإسرائيلية المرحلية حول الضفة وقطاع غزة »أوسلو/2« الموقعة في 28 سبتمبر (أيلول) 1995م ، وقرار المجلس المركزي الموقع في 28/10/1993م ، الذي وافق على المشاركة في مؤتمر مدريد ، وإذ يستند إلى المبادئ التي انعقد على أساسها مؤتمر مدريد للسلام ، ومفاوضات واشنطن.. يقول:
أولاً: يُعدّل الميثاق الوطني الفلسطيني بإلغاء البنود التي تتعارض مع رسائل الاعتراف بين منظمة التحرير وحكومة إسرائيل يومي 9 ، 10/9/1993م.
ثانياً: يكلف المجلس الوطني الفلسطيني اللجنة القانونية بإعادة صياغة الميثاق الوطني ، وعرضه على المجلس المركزي في أول اجتماع له«.
فبين الميثاق، وتعديل الميثاق... لا تعليق.
ـ إن الأساس الإلزامي لإلغاء أو حذف بنود الميثاق الوطني وردت أساساً في رسالتي التعهدات اللتين قدمهما ياسر عرفات باسم المنظمة في 9 سبتمبر 1993م إلى كل من رئيس وزراء إسرائيل »رابين« ، ووزير خارجية النرويج ، واللتين يسميهما المجلس الوطني: »الرسائل المتبادلة«!!.
ولقد تضمنت الرسالتان تعهدات رئيسة ، هي:
1- الاعتراف بحق »إسرائيل« في الوجود.
2- قبول قراري مجلس الأمن الدولي: 242 ، 338.
3- الالتزام بعملية السلام في الشرق الأوسط ، وبتسوية سلمية للنزاع مع إسرائيل.
4- التخلي عن اللجوء إلى »الإرهاب« وغيره من أعمال »العنف« ، وتحمل مسؤولية ضبط جميع عناصر المنظمة وأفرادها ، والتأكد من امتثالهم ، ومنع أي مخالفات ، و »معاقبة المخالفين«.
5- التعهد بأن يقوم المجلس الوطني الفلسطيني بتعديلات في ميثاق المنظمة؛ لإلغاء البنود التي تنكر على »إسرائيل« حقها في الوجود.
وفي تلك الآونة: صدرت تصريحات لكبار القادة (من أصحاب القضية والكفاح المسلح) ـ نقف على بعضها الآن ـ ، فيها النفي ، وفيها الإثبات ، ولكن في القاموس الجديد للنفاق السياسي:
ـ ياسر عرفات: إن هذا الميثاق ليس ميثاقي، ولا ميثاق الثورة الفلسطينية، ولم يكن ميثاق حركة فتح، لأن ميثاق فتح وميثاقي هو الدولة الديمقراطية العلمانية!! ، وهو الذي انتخبت على أساسه رئيساً لمنظمة التحرير، وليس بناءً على الميثاق السابق. [الشرق الأوسط ع/6362ـ 29/4/1996م ، مقال بلال الحسن عضو المجلس الوطني].
ـ ويقول عرفات –أيضا-: فقرة تدمير إسرائيل لاغيه، وباطلة، وعفا عليها الزمن [الخليج ع/6104 ـ 1/2/1996م].
ـ وفي باريس ، في عام 1988م ، استقبل الرئيس الفرنسي السابق (ميتران) ياسر عرفات ، مما اعتُبِر اعترافاً بمنظمة التحرير ، واجتمع وزير خارجية فرنسا وقتها (آلان دوما) وعرفات، وتكلم معه »كصديق« ، وقال: إنك لا تتصور كم سوف تكلف هذه المقابلة الرئيس (ميتران) سياسيّاً أمام الرأي العام ، وإذا سمحت ، فإنني أقترح عليك أن تقدم له شيئاً في المقابل ، إنك أعطيت كثيراً لـ (جورج شولتز) ـ وزير خارجية أمريكا وقتها ـ ، ومن حق (ميتران) أن تساعده.. ثم اقترح عليه (آلان دوما) أن يعلن تخليه عن مواد الميثاق الوطني التي تختص بإسرائيل (عدم الاعتراف بها وتدميرها.. إلخ) ، فرد عرفات بأنه مستعد لذلك ، والآن ، وللصحفيين الواقفين في انتظار أمام مكتب وزير الخارجية.. ثم سأله عرفات عن كلمة بالفرنسية تؤدي المعنى الذي يريده وزير خارجية فرنسا ، فاقترح عليه أن يقول للصحفيين: إنه يعتبر ميثاق منظمة التحرير: »كذا« ، أي: ملغٍ ، وليس له مفعول!!!« [القنوات السرية ـ العالم اليوم ع/1716 ـ 23/9/1996م].
ـ نايف حواتمة: »الميثاق ليس مقدساً وبعض بنوده شاخت ، وعفى عليها الزمن« [الخليج ع/6109ـ 6/2/96م].
ـ محمود عباس »أبو مازن«: »عدلنا الميثاق سنة 1988م(!) ، والمطلوب: إشهار التعديل« [حوار للاتحاد ، ع/7673 ـ 29/1/296].
وتقول السيدة (ماري كلير) ـ أرملة رئيس وزراء فرنسا الأسبق (بيير فرانس) ـ الذي عقد في بيتها أول لقاء سري ـ على حد قولها ـ بين اليهود والفلسطينيين (مَثّلهم فيه عصام السرطاوي، الذي قتل في البرتغال عام 1984م) وكان ذلك في باريس عام 1976م ، تقول: »إنه بعد وفاة زوجها التقت عرفات في تونس عام 1989م ، وأبلغته ـ بعد زيارتها لتل أبيب ـ أن العثرة القائمة أمام قيام حوار فلسطيني/ إسرائيلي هي: ميثاق المنظمة الذي يدعو لرمي إسرائيل في البحر ، وأبلغته: أن عليه أن يشطبها من الميثاق؛ لأنهم ـ أي: الفلسطينيون ـ غير قادرين على ذلك ، فأخبرها عرفات بأن تلك المقولة أصبحت لاغية وباطلة المفعول« [حوار لعكاظ ع/10946 ـ 1/8/1996م] ، هذه السيدة اسمها الأصلي (ليلى شكوريل) ، يهودية من أسرة شكوريل المصرية الشهيرة ، وهي لا تزال مهتمة بقضايا إسرائيل/فلسطين ، من تأثير اهتمام زوجها بها ، وقد كان يهوديّاً أيضاً.
وعليه: فقد صَدَق أبو مازن فيما قاله ، لقد كان الثمن ـ الذي يدّعيه الفلسطينيون ـ لقاء الاعتراف ونقض الميثاق هو: وعد من يهود بقيام دولة فلسطينية ، ومع رحيل الواعد والوعد ، وتشدد الخلف (نتنياهو ) و(شارون): حاول القوم النكوص مرة أخرى ومحاولة رمي إسرائيل في »...«(!) ، فهذا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (سليم الزعنون) في حوار أجرته معه صحيفة (العالم اليوم) في23/7/1996م يجيب على السؤال الآتي:
س: هل هناك خيارات أخرى بعد إلغاء نص القضاء على إسرائيل؟.
ج: عندما قررنا إلغاء الميثاق الوطني كان مقابل اعتراف »شيمون بيريز« وحكومته بقيام دولة فلسطينية ، وإذا لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة معها ، فسوف نعيد نص الميثاق الخاص بالقضاء على إسرائيل!.
س: ما هي البدائل المتوافرة لدى السلطة الوطنية لاستخدامها في حال استمرار »نتنياهو » في تشدده ورفضه تنفيذ الاتفاقيات؟.
ج: نحن نراهن على استنهاض القوى المحبة للسلام والمؤيدة له داخل إسرائيل ، وهي ـ بالمناسبة ـ قوى مهمة ومؤثرة في الوقت نفسه ، وسنظل نخاطب المجتمع الدولي لهدف مساعدتنا في استرداد حقوقنا المشروعة ، وسنحافظ على ما حققناه على الأرض بكل الوسائل ، حتى إذا استدعى الأمر أن نتحلى بالصبر طوال السنوات الأربع القادمة مدة حكم نتنياهو [يا لها من وسائل] مع الاستمرار في النضال على كل الجبهات.. [العالم اليوم ع/1662 ـ 23/ 7/1996م].
كان هذا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، أما رئيس المجلس التشريعي آنذاك (أحمد قريع) ، الذي يمثل مع الزعنون ـ على حد قول عرفات ـ هيكل الدولة ، فقد سُئل من قِبل محطة »بي. بي. سي« عن: ماذا ستفعلون إذا استمر »نتنياهو »في مواقفه المتشددة؟ ، فأجاب: سنفعل كل شيء.. ما الذي لا نستطيع أن نفعله؟! ، إنها ستكون مواجهة بمعنى الكلمة ، مواجهة سياسية ، مواجهة دبلوماسية.. الانتفاضة!!.. [مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ـ 26/2/1417هـ ، 12/7/1996م].
فيا معشر العقلاء.. من نصدق من أولئك الساسة العظام.. حَمَلة »القضية«؟!.
ب: الدولة الفلسطينية وعاصمتها.. »القدس«(1):
قبل البدء في عرض تصريحات القوم حول الدولة والعاصمة: نلقي نظرة سريعة حول هذه الدولة والقدس العاصمة الأبدية لها ، ولننظر: هل تصلح هذه التصريحات مع هذا الواقع.. أم هي جعجعة كلامية؟!.
- مساحة الأرض:
بعد عقود من الحروب والتشتت والمعاناة نجري مقارنة بين حقوق الفلسطينيين المشروعة ، وبين ما قدمته لهم إسرائيل من »تنازلات« من خلال اتفاقيات السلام!!.
ـ تبلغ مساحة الأرض الفلسطينية ـ وهي جوهر الصراع ـ (26.320.000) دونم ، وذلك في عام 1917م ، وعندما أنشئت الدولة اليهودية عام 1948م كانت مساحة الأرض اليهودية (1.491.699) دونماً ، أي 5.7% من مساحة فلسطين ، ومنها انطلق الجيش الصهيوني ليحتل باقي فلسطين وأجزاء من مصر والأردن وسوريا ولبنان.
والآن أعطت اتفاقية السلام السلطة الوطنية الفلسطينية ما مساحته (1.860.000) دونم ، والعجيب: أن هذه المساحة ـ وهي غــزة والضفة ـ تساوي تقريباً مساحة الأرض اليهودية عام 1948م ، فكأنما تبادل الفلسطـيـنـيـون واليـهـــود أراضيهم ، فأخذ الفلسطينيون 6% وأعطوا اليهود 94% من فلسطين!.
- المياه:
تبلغ مصادر المياه في الضفة الغربية وغزة 700 مـلـيـــون م3/سنة ، تأخذ منها يهود 420 مليون م3/سنة ، والفلسطينيون (1.500.000) نسمة يحصـلـون على 115 مليون م3/سنة ، والـمـستوطنون (130.000 نسمة) يحصلون على 50 مليون م3/سـنـــة ، أي: إن نـصـيـب المستوطن من المياه خمسة أضعاف نصيب الفلسطيني.
- عدد السكان:
يبلغ عدد الفلسطينيين الآن (7.700.000 نسمة) ، منهم حوالي مليون (12%) في أرض 48 ، و2.255.000 نسمة (29%) في الضفة وغزة ، ويبقى4.500.000 فلسطيني في الشتات يمثلون أكثر مـــن ثـلـثــــي الـشــعـب ، بينما يبلغ عدد السكان اليهود في إسرائيل الآن 4.500.000 نسمة ، كان عددهم عند احتلالهم فلسطين 605.900، مـنـهــــم 250.000 يحملون الجنسية الفلسطينية ، والباقون أغراب ، وبالزيادة الطـبـيــعـية أصبح عدد يهود 1948م في العام الماضي (1995م) 1.682.000 ، وهذا يـعـنـــــي أن 2.800.000 يهودي استُجلبوا من الخارج ، لإحلالهم محل4.500.000 فـلـسطيني طردوا من ديارهم ، بمعنى أن اتفاقية السلام أسبغت الشرعية على حقـــــــوق2.800.000 مستورد ، وحرمت حقوق 4.500.000 فلسطيني من العودة لوطنه.
بهذه الانجازات ستخوض حركة فتح الانتخابات الفلسطينية وأخشى أن تتحول فلسطين التاريخ إلى فاتيكان جديدة في إطار الدولة التاريخية (اللقيطة).
عبد الرقيب العزاني
.