فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
عصابات يهودية: اقتحمنا الأقصى بالمئات وقرأنا التناخ جماعياً بصوت عالٍ.
التاريخ: 17/10/1429 الموافق 18-10-2008
القدس ـ المركز الفلسطيني للإعلام / بلغت موجة التدنيس الصهيونية للمقدسات الإسلامية في القدس، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، ذروة غير مسبوقة بإعلان جماعات يهودية متطرفة أنها نجحت في اقتحام المسجد الأقصى المبارك بالمئات وقرأت نصوصاً دينية يهودية بشكل جماعي وبأصوات عالية، برعاية سلطات الاحتلال وتسهيلات قواتها.
وحذّرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، على لسان رئيسها المهندس زكي إغبارية، من تصاعد ظاهرة تنظيم جماعات يهودية لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك يكون برنامجها الأساسي إقامة شعائر دينية يهودية وتلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك.
ودعت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، "الأهل جميعاً، إلى مزيد من التواصل وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الصلوات في جميع أنحاء المسجد الأقصى المبارك"، حسب مناشدتها.
وجاء التحذير الصادر عن المؤسسة، بعد أن قامت مجموعات يهودية بتعميم بيانات وأخبار صحفية وصور فوتوغرافية، تتباهي من خلالها أنّ عناصرها قاموا يوم الأربعاء (15/10) باقتحام جماعي للمسجد الأقصى بالمئات، وأنهم قرأوا مقاطع من "التناخ" اليهودي بشكل جماعي وبصوت عالٍ. وورد أنّ من ضمن هؤلاء بعض أعضاء وقيادات جماعات يهودية كانت قد خططت لتفجير المسجد الأقصى في سنوات الثمانين، من بينهم المتطرف يهودا عتصيون، أو من كان يطلق عليهم أعضاء "العصابة اليهودية".
وفي التفاصيل؛ قالت مصادر وتصريحات صحفية واردة من تلك العصابات اليهودية، إنه وتحت غطاء من السرية؛ قام عدد كبير من أعضائها باقتحام المسجد الأقصى يوم الأربعاء، ومنهم من أقدموا على ذلك لأول مرة مصطحبين معهم "الأنواع الأربعة"، وهي أحد شعائرهم الدينية فيما يسمى عندهم بعيد العرش اليهودي. وجاء من أنّ من بين هؤلاء المتطرف يهودا عتصيون. وأضاف خبر الجماعات اليهودية أنه بعد اقتحامهم المسجد الأقصى قاموا بقراءة فقرات وطقوس من "التناخ"، بصوت عالٍ وجماعي، حيث تم إدخال أجزاء مصوّرة من "التناخ" من سفر "أمور – دفريم". وقام قسم من المشاركين في الطقوس الدينية أيضاً بحمل أجزاء من "الأنواع الأربعة".
وبحسب ما ورد في خبر الجماعات اليهودية؛ فقد أبقت شرطة الاحتلال الأمر سراً حتى لا يطلع المسلمون على الأمر ، حيث تمّ إدخال عشرين مجموعة خلال يوم واحد قوامها ستمائة وخمسين شخصاً، أربعمائة قبل الظهر ومائتان وخمسون بعد الظهر، بمشاركة شخصيات تلمودية. وقد اقتحم هؤلاء الأقصى بعد تحضيرات وطقوس دينية وتلمودية يهودية لمن يريد أن يدخل الهيكل، بحسب ما ورد في أخبار وتصريحات الجماعات اليهودية.
هذا وقامت الجماعات اليهودية بتوثيق الحدث، وعمّمت صوراً فوتوغرافية تظهر الوقائع، وكيف أنّ هذه الجماعات اليهودية قامت باقتحام المسجد الأقصى، وأدّت شعائر توراتية في أنحاء متفرقة من المسجد المبارك.
وتعقيباً على ذلك؛ قال المهندس زكي إغبارية، رئيس "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، "قبل أيام قمنا بنشر صور وخبر عن قيام جماعات يهودية باقتحام المسجد الأقصى وتأدية تمتمات تلمودية، وها نحن اليوم نرى كيف أنّ جماعات يهودية تتبجح بجريمتها وتعترف أنها تقوم بقراءة "التناخ" داخل المسجد الأقصى المبارك، وتقوم بتصوير جريمتها وتعميم الصور والأخبار بشكل استفزازي لكل العالم".
وأضاف اغبارية قوله "إننا في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث نحذّر بشدة من تصاعد ظاهرة اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتنظيم مسيرات وشعائر دينية تلمودية داخله، وإننا إذ نعتبر ما تقوم به هذه الجماعات والمجموعات اليهودية بحراسة وموافقة المؤسسة الإسرائيلية (سلطات الاحتلال)، استفزازاً لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم في العالم، وعدواناً على المسجد الأقصى المبارك؛ فإننا نوجِّه النداء إلى كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني إلى السعي الدؤوب لحفظ وحماية المسجد الأقصى المبارك".
وقال اغبارية مضيفاً "ندعو كل أهلنا في الداخل الفلسطيني (المحتل سنة 1948) وفي القدس وكل من يستطيع الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى، إلى مزيد من التمسك والتواصل وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الصلوات في المسجد الأقصى، في كل المسجد الأقصى المبارك"، وفق تأكيده.
وبدوره؛ استنكر الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، مدير أوقاف القدس، بشدة هذه الاستفزازات، والتي بلغت ذروتها خلال فترة الأعياد اليهودية، متهماً قوات الاحتلال "بتوتير الأوضاع من خلال السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والقيام بحراستهم".
ونبّه الشيخ الخطيب التميمي إلى خطورة "الاستهتار بمشاعر المسلمين"، وحذّر من "مضاعفات هذه الاستفزازات"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بقرار رباني، وأنه لا يحق لأحد مشاركة المسلمين فيه، وأنه يمثل رمز الثبات والمرابطة والصمود للشعب الفلسطيني الذي يعتز بكونه حارساً صلباً للمسجد الأقصى أولى القبلتين".
وحذّر الخطيب من مضاعفات بالغة الخطورة "ستهزّ المنطقة إذا ما تم المس بالمسجد الأقصى، وتنفيذ المخططات الرامية إلى تهويد القدس"، مؤكداً أنّ "الممارسات الصهيونية ضد القدس والمسجد الأقصى ستنسف كل فرصة تقام أمام السلام والعدالة والاستقرار في هذه الديار" كما قال، مناشداً العالمين العربي والإسلامي التعامل بجدية مع "الأخطار التي تتهدد المسجد الأقصى والمخططات الصهيونية الهادفة إلى تفريغ بيت المقدس من سكانه الفلسطينيين"، حسب تعليقه.