فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
بلاد الشام ومستقبل الإسلام
عيسى القدومي
بلاد الشام طيبة مباركة، ورد في شأنها آيات محكمة في كتاب الله ، وأحاديث صحيحة في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وآثار موقوفة على الصحابة وكبار التابعين ومن دونهم ، فهي مهد الرسالات السماوية، ومحل لدعوات رسل الله تعالى.
وحين كان يتحدث المؤرخون والرواة القدامى عن الشام وأرضها كانوا يقصدون بذلك الرقعة التي تشغلها الآن سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تلك كانت بلاد الشام على مدى تاريخ طويل، كما قال ابن الفقيه الهمداني: "أجناد الشام أربعة : حمص ودمشق وفلسطين والأردن". وفتوح الشام ابتدأها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبو بكر" الصديق رضي الله عنه واستكملت في زمن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
وجاء ذكر بلاد الشام في كتاب الله تعالى ، الأرض المباركة والتي باركها للعالمين . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مقدمة كتابه "مناقب الشام وأهله": ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحريضي للمسلمين على غزو التتار، ولزوم دمشق، والنهي عن الفرار إلى مصر ...". والآيات الكريمة التي جاءت في بركة أرض الشام نذكر منها :
قوله تعالى : "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" ( الأنبياء /71 )، قال الحسن: أن الأرض التي باركنا فيها: (الشام) ، وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج. نجى الله تعالى إبراهيم ولوطا إلى الأرض المباركة واختار فلسطين من بلاد الشام . قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسيره للآية : " أي الشام ... ومن بركة الشام أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها مهاجراً لخليله وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس".
والمسجد الأقصى في أرض باركها الله تعالى ، قال تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " .
قيل : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية ، وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة . ومن بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . فالمسجد الأقصى وما حوله مما يحيط به من بلاد كلها مباركة . قال ابن تيمية – رحمه الله – والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
وأمر موسى عليه السلام قومه بدخول الأرض المقدسة لكنهم امتنعوا : ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) . وبلاد الشام ميراث الصالحين ، وقال تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض مغاربها التي باركنا فيها )، فسرت الأرض بأرض الشام . وأجرى الله وU الريح لسليمان عليه السلام في الأرض المباركة قال تعالى ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيهـا وكنا بكـل شـئ عالمين ) . قال بن جرير الطبري " تجري الريح بأمر سليمان إلى الأرض التي باركنا فيها ، يعني : أنها الشام ، وذلك أنها كانت تجري بسليمان وأصحابه إلى حيث شاء سليمان ، ثم تعود به إلى منزله بالشام ، فلذلك قيل : إلى الأرض التي باركنا فيها " .
وقال تعالى: ( والتين والزيتون ~ وطور سينين ~ وهذا البلد الأمين ) ، ذكر بعض المفسرين أن المقصود بالتين: بلاد الشام ، والزيتون: بيت المقدس.
وقال سبحانه : ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قري ظاهرة ) ؛ أي : قري بلاد الشام المتاخمة لقري اليمن . كذلك ذكر الله تعالى – عز وجل – بلاد الشام والأرض المقدسة ، وجعلها مبوأ صدق ، قال تعالى (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ) ، قال بن كثير : " هو بلاد مصر والشام مما يلي المقدس ونواحيه " . وقال الطبري عن قتادة : " بوأهم الله الشام وبيت المقدس " .
بلاد الشام في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
جاء في الصحيح من كتب السنة أحاديث كثيرة في فضل "بلاد الشام" نذكر منها :
الوصية بسكنى الشام :
عن عبد الله بن عمر y ، قال : قال رسول الله : " سَتَخْرُجُ عليكم في آخِر الزَّمان نَارٌ من حَضْرَ مَوت قبلَ يوم القيامة تَحْشُرُ الناس " قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟ قال : "عليكم بالشام "رواه الترمذي وصححه الألباني .
وعن عبدالله بن حَوَالة y قال : قال رسول الله r : " سَتُجَنّدون أجناداً مجندة : جُنداً بالشام ، وجُنداً بالعراق ، وجُنداً باليمن " ، قال عبدالله : فقمت فقلت : خرْ لي يا رسول الله . فقال :" عليكم بالشام ، فَمن أَبَي ، فَليلْحَق بيمنِهِ ، ولَيَستَقِ من غُدرهِ ، فإنَّ الله – عز وجل – قد تَكفل لي بالشام وأهله " رواه أبو داود وصححه الألباني .
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: "عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده" . رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.
عقر دار المؤمنين بالشام :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولا تزالُ من أمُتي أمّة يقاتِلُونَ على الحقِّ ، ويزيغُ الله لهمْ قُلوبَ أقوامٍ ، ويرزُقُهم منهم حتى تقوم السَّاعة ، ويأتي وعدُ الله ، والخَيْلُ معقودٌ في نواصيها الخَيْرُ إلى يومِ القيامة ، وعُقرُ دارِ المؤمنين بالشامِ " متفق عليه . وهذا فيه تصريح :أن الطائفة المنصورة بالشام .
فيها الطائفة المنصورة :
عن معاوية بن أبي سفيان y قال : سمعت رسول الله r يقول : " لا تَزَالُ طائفة منْ أُمَّتي أمّة قائمة بأمر الله ، لا يَضُرّهم من كَذَّبَهُم ، ولا مَن خَذَلهمْ حَتى يَأتيِ أَمْرُ اللهِ وهُم عَلى ذلِكَ " متفق عليه . قال مالك بن يخامر : سمعت معاذاً يقول : "وهُم بالشَّام " .
وفي رواية أخرى صحيحة: " لا تزال طَائِفَة من أمَّتِي يقاتلونَ على الحَق ظَاهِرِينَ على من ناوأَهُمْ حَتَّى يقاتلَ آخِرهم المَسِيحَ الدجال" . ومن المعلوم أن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى [4/449]: " والنبي صلى الله عليه وسلم ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام من أرض الإسلام، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلم والإيمان والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان ومن يقاتل عليه منصوراً مؤيداً في كل وقت".
الملائكة باسطو أجنحتها على الشام :
عن زيد بن ثابت y ، قال سمعت رسول الله r يقول : " طُوبَي للشام ، طُوبَي للشام " ، قلت : ما بال الشام ؟ قال : " الملائِكَةُ باسِطُو أجْنِحَتِها على الشام " وراه الترمذي وصححه الألباني .
الإيمان إذا وقعت الفتن في الشام :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - ، قال : قال رسول الله r : " إنِّي رأيتُ عمود الكتاب انتزعُ من تحْت وِسَادتِي ، فَنَظرتُ ؛ فإذا هو نور ساطع عُمِد به إلى الشَّام ، ألا إنّ الإيمان إذا وقَعَت الفِتَن بالشام " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني .
لا خير في المسلمين إذا فسد أهل الشام :
عن معاوية y ، قال : قال رسول الله r : " إذا فسد أهل الشام ، فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني . ، فنفي الخيريّة عن الأمة عند فساد أهل الأرض المقدسة ، فلا بدَّ من الإيمان والعمل الصالح والجهاد في سبيله، فما أجمل اجتماع قداسة المكان مع قداسة العمل.
دعاء الرسول r لأهل الشام :
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله r :" اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا ؟ يريدون أن يدعوا النبي لأهل نجد ، فما دعا لهم – البتة - ، قال " هنالك الزلازل والفتن ، وبها يطلُع قرنُ الشيطانِ " .
فسطاط المسلمين يوم الملحمة في دمشق في الشام :
فعن أبي الدرداء y ، قال : قال النبي r :" يَوْمُ الملْحَمَةِ الكبرى فُسْطَاطَ المسلمين بأرضِ يقال لها : الغوطة ، فيها مدينة يقال لها : دمشق ؛ خيرُ منازلِ المسلمين يومئذٍ " .
في الشام أرض المحشر والمنشر :
من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشام أرض المحشر والمنشر".
فأرض الشام : هي الأرض المقدسة ، والأرض المباركة ، وخيرة الله من أرضه ، وأرض الرباط والجهاد ، ومحل حزب الله من عباده ، وهم الطائفة المنصورة : أهل الحديث والعلم بالآثار ، ومن تبعهم بإحسان : اقتداء بمنهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم – عقيدة ومنهجاً وسلوكاً وتربية .
بلاد الشام حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان:
عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: " يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة, فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك'" . صحيح الجامع.
من أحق الناس بعمارة الأرض المباركة:
المسلمون الموحدون أحق الناس بعمارة الأرض المباركة، والشام ثغر من ثغور المسلمين وبلد جهاد إلى قيام الساعة لأن أعداء الله لن يكفوا عنها، فكان الترغيب للسكنى فيها، والرباط، والدعوة إلى التوحيد ومؤازرة من فيها من أهل الحق عنواناً مهماً في حياة المسلم.
ولأنها حلبة الصراع بين الحق والكفر، فهي مركز قيادة الناس إلى الخير الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: 'إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة'.
ولما عرَّف أئمة الحديث الكبار - رحمهم الله - الطائفة المنصورة قالوا: هم أهل العلم بالآثار ومن تبعهم اقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عنهم عقيدة ومنهجاً، يقصدون بذلك من كان على علم في الحديث والأثر وعلى منهاج النبوة.
عسقلان ثغر مهم من ثغور الشام :
أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" وهو في "الصحيحة /3270" عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكاً ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان".
وعسقلان عرفت منذ أقدم العصور التاريخية ، ووصفت بعروس الشام من جند فلسطين ، جاء في "موسوعة المدن الفلسطينية": " وتعتبر عسقلان مدينة ساحلية ذات شأن اقتصادي على مدى تاريخها الطويل ، ويعود ذلك إلى مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ـ الفلسطينية، ومواجهتها للقادمين من البحر تجاراً كانوا أم غزاة ، وكانت عرضة للسيطرة عليها في التاريخ القديم ، ولم يعرف جيش حاول فتح فلسطين لم يحاول السيطرة على عسقلان ، ولم يحدث أن فتحت فلسطين من الجنوب إلا بعد فتح عسقلان ، ولم تقل أهمية عسقلان في كل عهود الحكم الإسلامي"
الحديث من أعلام ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ففيه: " ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر " إشارة إلى الحال الذي سيصل بالمسلمين، وأنهم يتنازعون السلطة، بسبب التفرق والاختلاف، ومن ثم كان قوله: "وإن أفضل رباطكم عسقلان" إشارة إلى أفضل الرباط على اعتبار أن هذا الرباط في بلاد الشام، وبلاد الشام مطمع الكفار، ومن تتبع تاريخ بلاد الشام منذ القدم يرى أهمية موقعها الاستراتيجي الذي كان هدف الغزاة الأول للنفاذ إلى فلسطين، فالسيطرة عليها كان يعني التحكم في الطرق المؤدية إلى معظم أنحاء فلسطين شمالاً وجنوباً وشرقاً، يضاف إلى ذلك التحكم منها في حركة المواصلات البحرية.
بلاد الشام مستقبل الإسلام :
عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريَّاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت". أخرجه أحمد والطيالسي بإسناد حسن .
ووجه الدلالة : أن مستقبل الإسلام يتحقق بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فمن حقق الخلافة الراشدة التي كانت بعد النبوة ؟ أليس السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان؟… إذن فالذي يعيد الخلافة الراشدة في آخر الزمان هم من كان على منهج السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وفي حديث أبي أمامة –رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله استقبل بي الشام، وولى ظهري اليمن، ثم قال: يا محمد! إني قد جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً، وما خلف ظهرك مداداً، ولا يزال الله يزيد –أو قال: يعزز الإسلام وأهله ، وينقص الشرك وأهله ، حتى يسير الراكب بين كذا – يعني البحرين - لا يخشى إلا جوراً، وليبلغنَّ هذا الأمر مبلغ الليل" . صحيح الجامع الصغير/ 1716.
العاقبة للمتقين طال الزمان أو قَصُر :
من سنن الله تعالى أن تكون العاقبة للمتقين طال الزمان أو قصر، فالنصر والتمكين لدين الله قادم لا محالة بنا أو بغيرنا قال تعالى: [هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون].
وقد وعد الله تعالى المؤمنين بأن ينصرهم على عدوه وعدوهم وإن طال الزمان بنظر المؤمنين أو قصر، وربط الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض المباركة بأصلها الأصيل وهو الإسلام، فهو مستقبلها وبه حياتها، ولن يتم لها أمر، أو يعلو لها شأن إلا من خلال هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه، والمجتنبين معاصيه، فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة، والقلوب الموحدة، والأيدي المتوضئة، قال تعالى: [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون] النور 55.
والحمد لله رب العالمين ،،،