فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

إندبندنت: أوروبا والعرب يضحكون وجثث الفلسطينيين تتحلل تحت الأنقاض

 

الثلاثاء24 من محرم1430هـ 20-1-2009م

 

مفكرة الإسلام: استنكرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية السرور الذي بدا على الزعماء الأوروبيين وهم يلتقون رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بعيد وقف إطلاق النار في غزة، كما استغربت استمتاع القادة العرب في قمتهم بالكويت بتسليط أضواء الكاميرات عليهم وهم يتظاهرون بالاتحاد ودعم الشعب الفلسطيني الذي عانى أشكال الخيانة البشعة.

وفي بداية مقاله قال الصحفي البريطاني روبرت فيسك: إن صورتين أوردتهما صحيفة السفير اللبنانية على صفحتها الرئيسة قالتا كل شيء, ففي بداية الصفحة ظهرت صورة مروعة لجثة منتفخة لرجل فلسطيني بعد انتشاله من تحت أنقاض بيته، بينما يصرخ رجلان من عائلته حزنًا وغضبًا مما لحق بقريبهم, وفي المقابل, ظهرت في نصف الجزء السفلي من نفس الصفحة صورة أخرى لعدد من زعماء الدول الغربية وهم يمزحون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي كان يضحك ملء فيه وقد وضع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني يده على ظهره وهو ينفجر ضحكًا وليس أسى، وعن يمين أولمرت بدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وهو يتباهى بأغبى ابتساماته, بينما لم تظهر ابتسامة على وجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ربما لأنها أدركت حجم الانهيار الأخلاقي, على حد تعبيره.

وأضاف فيسك: "فأوروبا تضحك بينما يتابع الفلسطينيون الحداد على موتاهم, ويضيف أنه بينما كانت قناة الجزيرة تقدم التقرير تلو الآخر لفلسطينيين وهم يحملون جثثًا متحللة تم انتشالها من تحت الأنقاض، كان الزعماء العرب المجتمعون في قمة الكويت يستمتعون بأضواء الكاميرات ويتصافحون، كما يتبادلون الابتسامات, متظاهرين بالوقوف صفًا واحدًا وراء الفلسطينيين".

ثم يبرز فيسك ما سماه ضعف وعجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً: إن ذلك تجلى في تكراره أمس أن "الخيار الوحيد" أمام العرب هو صنع السلام مع إسرائيل, كما لو كان العرب هم الذين يرفضون هذا السلام.

وأضاف أن وضع القادة العرب يرثى له, مشيرًا إلى أن كل ما كان بمقدورهم هو إعلان التبرع بالمال لإعادة بناء غزة.

وتساءل فيسك: لكن كم مرة رمى الأوروبيون والعرب بأموالهم إلى غزة لتتناثر بعد ذلك إلى أشلاء تحت وقع القذائف والقنابل؟!

 

.