فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
أعياد اليهود ... دلالات وتوجهات.
بقلم الأستاذ: عمر غانم حفظه الله
من عجائب اليهود أن أعيادهم الحزينة أو البهيجة لا تخلو من النقمة على العالم، وتنضح بالعنصرية وتعميق الأحقاد ضد الأمم الأخرى، وتستفز كل نفس بشرية، وهو ما بدا من الإغلاق التام للضفة ومنع التنقل بين المدن والقرى علاوة على الحصار السابق المفروض أصلاً.
ففي التاسع من شهر آب (أغسطس) من كل عام مثلاً يصب اليهود لعناتهم المتتالية، ويعلنون يوم حزن وأشجان عظيمة بسبب نفيهم من "بخت نصر" ويقيمون الحداد والصوم ويتباكون عند حائط البراق "المبكى" بسبب عدم ثأرهم ممن شردوهم!! وهكذا تصبح صلواتهم مزيجاً من الكراهية والبغضاء لسائر المعمورة!!
ولم تسلم أعيادهم البهيجة كذلك من التهديد والوعيد والكراهية والحقد على الشعوب!! وهي مناسبة لإظهار البهجة والنشوة والسُكْر والعربدة والشماتة, وفخراً عما ارتكبوه من مجازر مع تلك الأمم.
ويعتبر عيد "فوريم أو البوريم" أو "عيد النصيب" أكبر مثال على ذلك, وهو ما يطلق عليه الأوربيون اسم الكرنفال اليهودي, ويسميه المسلمون: "عيد المسخرة" أو "عيد المساخر" والسبب في ذلك ما جرت به العادة عندهم من شرب الخمر حتى الثمالة, ولبس الأقنعة والملابس الشبيهة بالمهرجان.
ويبدأ هذا العيد من ليلة الثالث عشر من شهر آذار (مارس) من السنة اليهودية ويستمر ثلاثة أيام حتى الخامس عشر من آذار (مارس) ويطلقون على هذا اليوم الأخير من احتفالهم "بوريم شوشان" أو" سوزة " الإيرانية!! أما اليوم الثالث عشر والرابع عشر فيلبس فيه اليهود الأقنعة والملابس التنكرية على طريقة الكرنفال, ويتوسعون فيه بالزنا والسُكْر والفجور كأسلوب شكر على نعمة النصر..!!
يقول زكي شنودة في كتابه "المجتمع اليهودي" عن الاحتفال بهذا العيد فيذكر "أنهم يصومون يوم الثالث عشر من آذار كما صامت (استير) في الهيكل أو المعبد، فإذا وصلوا إلى اسم (هامان) صرخوا جميعاً "الهلاك له" ويتلون أسماء أبناء هامان العشرة بسرعة شديدة للدلالة على أنهم صلبوا في وقت واحد ثم يقضون يومي العيد غارقين في الشراب والغناء والرقص". ويصدق فيهم وصف الله تعالى عنهم بقوله: }كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ] {المائدة:64.[
ويورد اليهود في تلمودهم نصوصاً عديدة حول عيدهم المزعوم والذي يبدأ بصوم اليوم الثالث عشر من آذار, اقتداءً بالفاتنة (استير) التي نذرت صوم ذلك اليوم قبل أن تقابل الملك (الفارسي) أحشوويروش ومن يومها أصبح مفتوناً بجمالها!! وكان للملك وزيراً يدعى "هامان" وكان عدواً لليهود، مما جعله يضيق من أفعالهم وتآمرهم ويصدر أوامره بإعدام العديد منهم. لكن (استير) بمكرها استطاعت إغواء واستمالة قلب الملك، فتمكنت من قلب الحقائق بما يخدم اليهود، وأن تتهم هامان بأنه هو الذي يتآمر على الملك، ليصدقها الملك بعد ذلك ويعدم "هامان" ... وجعل عمها "مردخاي" وزيراً بدلاً عن "هامان" .... كما أوعزت بإصدار قرار بإعادة اليهود إلى فلسطين, وأصبح اليهود بعد ذلك لهم اليد الطولى في جميع أرجاء الإمبراطورية الفارسية.
من هنا يظهر بوضوح تأثر اليهود بالمصطلحات الفارسية فكلمة "فوريم أو بوريم" ترجع إلى كلمة "بور أو فور" الفارسية وهي القرعة. وتشير إلى القرعة التي أجراها الوزير "هامان" لتحديد اليوم الذي سيتم فيه تنفيذ حكم الإعدام في العديد من اليهود المتآمرين على الدولة، ورست القرعة على يوم الثالث عشر من آذار. ولكن (استير) قلبت الطاولة على "هامان" لتستبدل إعدامهم بإعدامه مع أنصاره في نفس اليوم المقرر لإعدامهم بعدما أقنعت بمكرها الملك المفتون بها.
ولقد تفنن أحبار اليهود في تأليف قصة هذه الغانية اللعوب!! التي تحكمت في الملك المتصابي بعد أن أسكرت الملك حتى الثمالة ولعبت بعقله، ونفذ الملك الثمل ما أرادته (استير) اليهودية - والتي لم يكن الملك يعرف بيهوديتها - فأصدر حكم الإعدام بحق وزيره وعشرة من أبنائه وخمسمائة من رجاله!! وهو السبب الذي يجعل اليهود يسكرون حتى الثمالة ويمارسون الزنا والفواحش تقليداً للغانية (استير)!! وهو ما جاء ذكره في سفر (استير) الفصل التاسع والعاشر تحديداً.
وقد وصل سفر (استير) إلى عشرة فصول تسابق فيه الأحبار في سرد وتطويل الحكايات عن هذه البغي وجعلوا له مكاناً بجانب التوراة في معابدهم وهو ما انفرد به من الأسفار عما سواه. ومع أن النص تحيط بأصالته التاريخية وثبوته شكوك، فليس هناك ذكر للفظ (الله) ولو مرة واحدة. فاليهود في هذا السفر جنساً يتميز بالنذالة والتعلق بالوسائل الخسيسة وعلى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وخاصة النساء والرشوة والخمور!!
ولذا نجد أن قادة الكيان الصهيوني يعتمدون على ما ورد في التوراة المحرفة من اعتقادهم بأن "الرب" أمرهم بإقامة المذابح لأبناء الكنعانيين وما حولها!! وهو ما ورد في "سفر التثنية الإصحاح 20" (وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة) وهو واضح في أسفار العهد القديم وأعيادهم!! وهو مبرر يسهل عليهم السيطرة على العالم باعتبارهم شعب الله المختار، وجعل أعيادهم مناسبة للتذكير بضرورة استمرار المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني شكراً وسكراً على نصرهم ، ودس المؤامرات ضد المسلمين، ونحن نعلم أن اليهود تجرءوا على كتاب ربهم فحرّفوه وبدلوه عن علم، قال تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } [المائدة:13].
وقوله تعالى: { مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء:46].
فقوم هذه حالهم حرفوا كتاب ربهم ألا يحرفون عهودهم ومواثيقهم مع عباده؟!
فاليهود أهل إفساد في الأرض، يشعلون الحروب والمؤامرات ليشغلوا البشرية بها عن كشف حقيقتهم وما يسعون إليه!
.