فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

وقفات مع نكسة حزيران.

 

وقفات مع نكسة حزيران

 

 

 

الحمد له وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

لقد مرت القضية الفلسطينية عبر تاريخها الطويل بانحدارات متوالية ونكبات متتالية أثرت فيها تأثيراً بالغاً بحيث أصبحت أمراً لا يفارق الآذان ويعرفه اليقظ والوسنان، ومن هذه الانحدارات العظيمة ما يسميه الإعلام العربي بنكسة عام 1967م ليهونوا الخطب عليهم ولا يبالغوا في حرق وجدانهم ومشاعرهم لا سيما أنها جاءت بعد نحو تسعة عشر عاماً من التعبئة الإعلامية والإعداد العسكري المحكم لمحو عار نكبة 1948م ، فقد أصبحت هزيمة إسرائيل قاب قوسين أو أدنى وكانت النتيجة القاسية ضياع القدس وسقوط الضفة الغربية التي كانت أرضاً أردنية وسقوط سيناء المصرية وسقوط الجولان وجزء من الأرض اللبنانية تحت وطأة جيش الدفاع الإسرائيلي في حرب أشبه باللعبة في الوقت الذي لم تهتز فيه شعرة واحدة من رؤوس هؤلاء الحكام الذي استأسدوا على شعوبهم وأذاقوهم الويلات.

وإن المسلم الحق الذي يشعر بحقيقة انتمائه لهذا الدين ليمر على الأحداث بدقة وأناة  ولا ينظر إليها بسذاجة وغباوة  بل هو دائب النظر محدق البصر في كل صغيرة وكبيرة وهمسة ولمسة تدور من حوله فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كم تمر علينا الآيات بدون تأمل وكم نقف على الأحداث ولا نعقل قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } الحج46

لقد أثرت هذه النكسة تأثيراً بالغاً في نفوس الصادقين من أبناء هذه الأمة فبدؤوا يبحثون عن أسباب هذا الانحدار وعلل هذا السقوط ولكنهم فوجئوا بعد القراءة الدقيقة للأحداث بحجم المؤامرات ووزن الخيانات التي ضيعت القدس سابقاً وأسقطت العراق حاضراً ولم تستفد من هذه الانتكاسة بل صارت تبرر الفعلة الشنعاء بالكلمة الخرقاء لذلك مست الحاجة للوقوف على عتبات هذه الانتكاسة كي نرتاح ويلوح لنا المصباح في وجه الصباح فأقول وبالله التوفيق:

 

الوقفة الأولى: سياسة الخيانة" التبرير والتغرير"

لا شك أن الهزيمة في طريق الصراع الطويل مع أعداء الله أمر قدري حتمي لا بد منه وذلك أن الإنسان مجبول على النقص وعدم الكمال والحرب سجال والأيام دول كما قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } آل عمران140

وإذا ثبت أن الهزيمة التي تحيق بالمسلمين أمر قدري وجب التسليم، بيد أن تخالفاً كبيراَ في المواقف حاصل وقت الهزيمة.

فالموقف الإسلامي هو التسليم بقدر الله وقضائه ونسبة التقصير إلى النفوس وربط الأسباب بمسبباتها كما قال تعالى مخاطباً الصحابة في غزوة أحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران165

والموقف الخياني الاستسلامي موقف جازع هارب باحث عن التبريرات لاجئ إلى الترهات والتأويلات لا ينسب التقصير والخيانة إلى نفسه وهذا من حكمة الله تعالى حتى يميز الخبيث من الطيب كما قال تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } آل عمران179

وإنما ذكرت هذه المقدمة لأبين لك في أي الموقفين كان العرب يقفون وفي أي الطريقين يقصدون.

يقول أحد الكتاب حول هذا الصدد:" إن ثاني التقصيرات العربية على هذا الصعيد يتمثل في محاولة إيجاد المبررات للهزيمة، ففي عام 1967 قلنا إن الولايات المتحدة دخلت الحرب إلى جانب إسرائيل وأن الاتحاد السوفيتي خذل العرب... ونحن لا نقول غير ذلك، ولكن تم تدمير الطائرات الحربية في مدارجها مع أن الظروف هي ظروف حرب ساخنة وفي بضع دقائق انتهى كل شيء!! وفي عام 2003 قلنا إن أميركا استعملت قنابل نووية محدودة التأثير وألقينا تبعات الهزيمة بشكل عاطفي على الخيانات التي حدثت! وغير ذلك من التبريرات ولم نعترف بالتقصيرات!

أغلب الظن، أننا نعكس رغباتنا الذاتية على الواقع، بحيث أننا لا نعود نراه على حقيقته! أو حيث نتصور بأننا نرى وجه زعيم عربي معين في وسط القمر وأن شاة هنا أو نعجة هناك نطقت باسمه، ونحلف أغلظ الأيمان على صدق ذلك ".

ويقول آخر:"  

نحن لا نعوّل مطلقاً على المؤسسة الرسمية العربية والكل يدرك حجم تبعيتها لـ واشنطن000000 ولكن هذا لا يخلي مسؤولياتنا كشعوب وبالدرجة الأولى قيادات نضالية أو رموز فكرية أو نشطاء مستقلين يقودون الشارع العربي لحملة تضامنية متعددة الوسائل لتحقيق الاحتياجات الاقتصادية العاجلة وتأمين أساسيات التمويل التنموي وهذا ليس معجزة وكلما نجحنا في نقل هذا الهم إلى جميع مستويات الشعب العربي أصبحت القضية حية ومتفاعلة في الوجدان وبالتالي في العطاء فهي ليست مسؤولية الإسلاميين وحدهم ولا القوميين ولا الوطنيين بل الجميع، منتمين ومستقلين شرفاء يحملون الراية ويحشدون الدعم في سبيل قضيتنا المركزية وبؤرة المواجهة مع الكيان الصهيوني والمستبد الأمريكي".

أقول: ما نقلته آنفا عن الكاتبين لا يمثل بالضرورة ما أرمي إليه والقارئ الفطن يدرك تماماً توجه هذين الكاتبين ولكن قصدي من هذا أن أبين مدى تزعزع الثقة بين الحكام والمحكومين ليس من الإسلاميين فحسب بل من القوميين والعصرانيين وغيرهم فالكاتب الأول يكشف لنا سياسة التبرير والتغرير والكاتب الآخر لا يعول كثيراً على المؤسسة الرسمية والعاقل تكفيه الإشارة0

 

الوقفة الثانية: القوميون "الثوريون الفرارون"

في تلك الحقبة الزمنية كان الخطاب القومي الناصري مسيطراً في الأقطار العربية وهذا الخطاب وان كان متهافتاً إلا أنه أحسن حالاً وأخف ضرراً من الخطاب العلماني الذي يمثل تهافت التهافت والذي يعنينا الآن هو بيان مدى الجعجعة التي كان يتمثل بها الناصريون في الوقت الذي أصبحت فيه إسرائيل تصول وتجول وتعربد وتضرب ليقينها بأن ناصر دمية هشة وطالب أمجاد شخصية وهكذا قضى الجيش المصري المعركة في صحراء سيناء إما قتلاً بالطائرات الإسرائيلية أو موتاً من الجوع والعطش أو أسراً، وحفر الأسرى قبورهم بأيديهم ثم قتلهم اليهود وأهالوا عليهم التراب بالجرافات!!

"فقد كشفت هذه النكسةُ عن تهافتِ الفكرِ القوميِ العربيِ، الذي باع أهمَ قضيةٍ قوميةٍ عربيةٍ، ورضيَ منها بالفتاتِ، وتحول ثوارُه إلى رجالِ أمريكا وإسرائيلَ، ومن يخرجْ منهم عن الطاعةِ قيدَ أنملةٍ يقتلْ مسموماً، ليستمرَ بقيةُ الرفاقِ في مسيرةِ الخيانةِ. لقد كانوا يقولون نتعاونُ مع الشيطانِ من أجلِ تحريرِ فِلسطينَ، فتعاونوا مع الشيطانِ، وخسروا فِلسطينَ، وتناسوا أن الحقَ سبحانه وتعالى يقولُ: ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾."

 

الوقفة الثالثة: الوحدة الإسلامية سبيل النجاة:

إن الانقسامات التي حلت بالأمة بعد اتفاقية سايكس بيكو أحدثت فيها كثيراً من الهوات والمصائب فصارت الأمة  أجزاء متفرقة وأشلاء مترامية كالغنم الشاردة في الليلة الشاتية تعيش على ضفاف مجرى الحياة الإنسانية كدويلات متصارعة متحاربة متنافرة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة ونعرات قومية جاهلية والعجب كل العجب من إيمان العرب بهذه الحدود التي رسمها أعداء الملة والدين ليفتوا من عضد هذه الأمة وقوتها وقد نجحوا في ذلك كثيراً فقبل نشوب حرب حزيران كان الصراع دامياً ومصيرياً بين عبد الناصر والملك حسين، ففي الوقت الذي كان يحاول ناصر قلب الشارع على الملك حسين وتحريض القوى الشعبية عليه، وتمثل ذلك في المظاهرات الصاخبة التي كانت تجتاح الشارع في الأردن شرقي النهر وغربيه، وتهدد العرش بالسقوط الشعبي أو الفعلي، كان الملك حسين يستخدم كل ذكائه ودهائه في إحراج عبد الناصر، والسعي الجاد لإسقاطه، وقد اتهم الملكُ حسين عبدَ الناصر بالاحتماء بقوات البوليس الدولي، والاستقواء بها، فما كان من عبد الناصر في لحظة عنفوان سياسي إلا أن طرد البوليس الدولي من مضائق تيران، ووقع في الفخ الذي نُصِب له!

وهكذا اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي واتخذ قرار الحرب، بينما ركن عبد الناصر إلى تطمينات أمريكية أخذتها من إسرائيل بأن إسرائيل لن تكون البادئة بالحرب ما لم تكن مصر هي البادئة!

هذا هو واقع العرب قبل النكسة فأنى ينصرون وهم يتكالبون على كرسي المُلك!!!

لذا كان لا بد من الوحدة على كلمة التوحيد لا نبغي سواها من الروابط الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

هذا هو الطريق إذا ما أردنا النجاة0

 

الوقفة الرابعة: القنال الشرعي طريق الخلاص:

 ونعني بالقتال الشرعي القتال تحت راية التوحيد ونبذ ما سواها من الرايات العمية والجاهلية كما في الحديث" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" أخرجه مسلم.

فإن النصر لا يكون نصراً حقيقياً إلا إذا كان تحت راية التوحيد وإلا كان قتالاً في سبيل الطاغوت كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } النساء76

ولقد كان الجندي المصري في أسوء حال من التربية الجهادية والأخلاقية في حرب حزيران  ولما جاءت سنة 73 وأدرك المصريون أنهم أمام  حرب لا محالة رجعوا إلى الله ولجئوا إليه وسمع دوي تكبيرهم بعد أن كانوا يحاربون على سماع الأغاني والمجون لام كلثوم ولقد سمعت الشيخ العالم  أبا إسحاق الحويني يحدث عن شيخه العلامة محمد نجيب المطيعي - صاحب تكملة المجموع للنووي - أنهم استدعوه لتدريس فقه الجهاد للجيش وكانت الحكومة المصرية قد اعتزمت على جمع كل من له رأي وخبرة من العلماء وغيرهم ولكن هذا النصر الجزئي سرعان ما تلاشى بسبب الخيانة فأرسل السادات برقيته المشهورة للأمريكان بأنه لا يعتزم تعميق الاشتباكات ولا توسيع المواجهة فكان الرد الأمريكي الإسرائيلي قصف العمق المصري والسوري ثم اختراق الجبهة المصرية وحصار الجيش الثالث في الوقت الذي كان فيه الجيش قادراً على إعادة كل فلسطين ولكن الخيانة حالت دون ذلك.

 

الوقفة الخامسة: حدود الرابع من يونيو67 من ثمار الهزيمة:

إن هذه النكسة تذكرنا بأمر هام وخطير وهو حدود 67 الذي أصبح أمل الانهزام الذي يبنون عليه أحلامهم لقيام دولة فلسطين!! وعلى حدود 67!!! وعاصمتها القدس الغربية!!!! والله إنه شيء مثير للدهشة والغرابة ورحم الله القائل:

أمور لو تأملهن طفل      ***     لطفل في عوارضه المشيب

وصدق والله القائل: "إن الذين بدؤوا بالحديثِ عن حدودِ سبعةٍ وستين لم يحصلوا على أيةِ حدودٍ، والذين وقعوا على احترامِ القراراتِ الدوليةِ لم يرضَ عنهم سادةُ القراراتِ الدوليةِ، فالزموا مصاحفَكم وخنادقَكم، ولا تتنازلوا عن تحكيمِ شريعتِكم، وزيدوا من عملياتِكم الاستشهاديةِ وصواريخِكم وكمائِنكم، فليس من حلٍ سوى ذلك.

قولوا لمن يحاولُ أن يبثَ فيكم اليأسَ من استعادةِ كلِ فِلسطينَ إن اللهَ قد وعدنا بالنصرِ، فلماذا نيأسُ؟ وإن أمريكا تنهزمُ في العراقِ وأفغانستانَ على أيدي إخوانِنا فلماذا نيأسُ؟

وقولوا لهم؛ واللهِ لو تخلت الدنيا كلُها عن فِلسطينَ، فلن يتخلى عنها -بعونِ اللهِ- أهلُ الرباطِ والجهادِ"0

فيا ليت شعري عن أي دولة يتحدث هؤلاء ثم من الذي خول هؤلاء أن يتنازلوا عن أربعة أخماس فلسطين ويبنوا عليها دولتهم المزعومة وهل نسي هؤلاء أو تناسوا أن فلسطين أرض إسلامية فتحها المسلمون بدمائهم ولا يفرط فيها إلا خائن أو مجرم معاد لله ورسوله والمؤمنين؟!! لأنه ضيع الأمانة الكبيرة  ووقع في الخيانة العظيمة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنفال27

ولكن الزمان قد استدار  فألبس تاج الملك أصحاب الشنار ونطق الرويبضة وتكلم التافه في أمر العامة فلم يعوا قدر الأمانة ولم يرعووا عما هم فيه من الخيانة، ولكن أهل الجهاد والرباط لن يتخلوا عن شبر من فلسطين ولو رموا عن قوس واحدة ولو اجتمع عليهم من بأقطارها والله المستعان.

 والحديث عن نكسة حزيران طويل الذيول ولكن حسبي أن أختم فأقول إن المصائب كلها تهون إلا المصيبة في الدين لذلك كان من دعائه عليه الصلاة والسلام:" اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا" ولكن لهفي على أمتي فقد صارت مصيبتنا في ديننا وصارت الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا، ذلكم أن المناهج التي تسوس العباد وتحكم البلاد هي المناهج العلمانية الهدامة التي تثبط الهمم وتخنق المواهب وتكبت الطاقات وتخرب العقول وتنشئ الخنوع ولا تفرق بين مسلم ويهودي فتصور أيها الأخ الشفوق أن معبر رفح يغلق أمام الفلسطينيين مع شدة حاجتهم وفاقتهم إلى الطعام والشراب والدواء وينفتح مرحباً للسياح اليهود بل الأغرب من ذلك أن تُمد إسرائيل بالوقود المصري وأهلنا في غزة لا يجدون ما يشعلون به سرجهم ويقودون به سياراتهم فلا أدري في أي  قاموس يذكر هؤلاء!!! فلماذا تجوع الأمة المسلمة وهي أغنى الأمم على وجه الأرض وقد رزقها الله مالاً وأرضاً ونفطاً وطاقات بشرية والجواب كل منا يعرف قدراً منه فالمعروف لا يعرف... وبالله التوفيق.

وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم

 

لؤي الشوربجي

مندوب مركز بيت المقدس للدراسات - غزة

 

.