فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

من خلال سياسة الأمن الوظيفي وتعديل المناهج.. خطة لأجهزة عباس للسيطرة على مدارس الضفة الخيرية

 

 

التاريخ: 27/7/1430 الموافق 20-07-2009

 

لم تتوانى أجهزة الضفة التابعة لمحمود عباس رئيس حركة فتح عن محاربة الجمعيات الخيرية طوال الأعوام الماضية ، لكن هجمتها اشتدت بشكل همجي وإقصائي خلال العامين الماضيين من خلال إقصاء هيئات إدارية منتخبة وتعيين أخرى من فتح وإغلاق جمعيات أخرى ونهب أموالها عدا عن اختطاف العاملين وتعذيبهم وقتل بعضهم .

 وكشف مصدر أمني في الضفة لـ " شبكة فلسطين الآن " عن أن توجهاً من قبل قيادة أجهزة الضفة يجري للعمل على تغيير طاقم العاملين في الجمعيات الخيرية ومدارسها الخاصة والعمل على تعديل بعض مناهجها بما يتناسب والتزامات السلطة في خارطة الطريق .

 وقال المصدر إن هذه الخطة التي بدأ تطبيقها في مدينتي رام الله والخليل ، تتمثل بإطلاق خطة " سبل تصويب وضع المدارس التابعة للجمعيات الخيرية " من خلال إيجاد سياسة (الأمن الوظيفي) للعاملين فيها ومنعهم من العمل دون موافقة أجهزة عباس بهدف منع مؤيدي حماس والجهاد من العمل فيها .

تعديل مناهج

 كما تهدف الخطة إلى إدخال تعديلات على بعض المناهج الفرعية التي يتم تدريسها في المدارس التابعة للجمعيات الخيرية مثل إلغاء بعض المناهج مثل دروس القرآن الكريم والتجويد التي يزيد فيها عدد الحصص عما تقرره وزارة التربية والتعليم رغم التزام المدارس في المناهج الرسمية للسلطة .

 وأكد المصدر أن اجتماعاً عقد قبل أسبوع في مقر محافظة الخليل بحضور المحافظ حسين الأعرج وقيادة جهازي " الأمن الوقائي " و" المخابرات " بالمدينة وممثل عن داخلية فياض و عن وزارة تعليم فياض ومديرياتها بالمحافظة .

 وزعم المشاركون في الاجتماع أن من يعملون في تلك المدارس التابعة للجمعيات هم " أهمية وضع الكفاءات والمتخصصين لتحسين وضع التعليم بالمحافظة " متناسين أن تلك المدارس تحصد في كل عام المراكز الأولى في الثانوية العامة على مستوى الوطن ولا تتعدى فيها نسبة الرسوب 3% .

كما تحاول تلك الجهات المشبوهة أن تروج لوجود خلل فيها من خلال " دراسة ومتابعة الجهات المختصة لهذه المدارس تبين وجود خلل مهني في عدد من هذه المدارس يشمل عدم وجود كفاءات ومتخصصين مؤكدا على ان الكفاءة والتخصص والمهنية شيء أساسي لتطوير واقع التعليم و ضبطه بطريقة تربوية سليمة تخدم الطالب والوطن بشكل عام " لكنهم لم يحددوا ذلك الخلل كونهم لا يقصدون في المسيرة التربوية وإنما كسبب لمحاربتها والعمل على إفراغها من مضمونها ، عدا التساؤلات عن علاقة أجهزة الضفة بمسيرة التعليم المهنية والتي هي من اختصاص قسم الإشراف فقط !!! .

أمن تربوي

 أما الأهداف المخفية فلم تبقى سرية طويلاً حتى ظهرت في الاجتماع الذي سمي من قبل المراقبين بالتآمري ، حيث دعا المشاركون إلى "  ضرورة ضبط و مراقبة التعيينات والمنهاج وزيادة الإشراف " ، وأيضا طالبوا بـ " وضع إجراءات وقواعد عمل وترتيبها ضمن الصلاحيات المعطاة لكل جهة ووضع قواعد وأسس للمؤسسات التربوية " دون المزيد من الإيضاح من هي تلك الجهات إلا إن كانوا  يقصدون بها الأمنية من أجل " السلامة الأمنية " .

 أما الأخطر فهو ما تحدث به المدعو إياد الأقرع قائد جهاز وقائي عباس حين طالب خلال الاجتماع بـ " ضرورة وجود أمن تربوي يحفظ القانون و النظام و يوفر الحماية الكاملة للطلبة والمدرسين والإداريين " لكنه لم يوضح ما هو مصدر التهديد لهم , ووفق خطتهم فإنه سيتم تطبيقها قبل بداية العام الدراسي المقبل .

أول الغيث

 أما في رام الله فبدء تطبيق الخطة فعلياً ، حين أقدمت الهيئة الإدارية الجديدة للجمعية الخيرية الإسلامية في رام الله وهي من حركة فتح تم تنصيبها بالقوة من قبل أجهزة عباس ، على فصل 25 من موظفي الجمعية بينهم مديرها الأسير رائد حامد ، بالإضافة إلى أن معظم هؤلاء المفصولين معتقلين لدى سلطات الاحتلال ولدى أجهزة عباس .

 وما تبع ذلك من قيام محكمة الاستئناف العسكرية الفلسطينية التابعة لسلطة محمود عباس رئيس حركة فتح بإدانة ثلاثة مواطنين بتهم نقل وتمويل جمعية خيرية " لجنة زكاة رام الله", التابعة لحركة حماس.

وقالت صحيفة " يديعوت أحرنوت " أنه لأول مرة تجري محاكمة أصحاب محلات صرافة فلسطينيين بتهم تتعلق " مساعدة الإرهاب", وتمويل جمعية تابعة لحركة حماس.

 ولفتت إلى أن محكمة البداية في رام الله قامت بتبرئة مدير محل الصرافة, وأحد موظفيها, إلا أن رئيس محكمة الاستئناف العسكرية, "عدل عن قراره ورأى في تحويل الأموال للجنة الزكاة جريمة لان بعض هذه الأموال منقولة إلى الإرهاب" على حد ادعائه.

قطع أعناق وأرزاق

 وتوجت جرائم أجهزة عباس وفتح بالضفة بحسب المحللين بقتل الممرض من بلدة دورا جنوب الخليل الذي كان مختطفاً لدى مخابرات عباس بالخليل بعد أربعة أيام فقط من اختطافه وتعذيبه بشكل همجي وهو عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الخيرية الإسلامية التي تم إقصائها من قبل أجهزة الضفة التي فشلت في تعيين هيئة بديلة لرفض أغلب الشخصيات قبول ذلك .

 ومازال جرح الجمعيات نازفاً ليتضرر جراء ذلك عشرات ألاف الأيتام والأسر المحتاجة ، بالإضافة إلى مئات الموظفين الذين قطعت أجهزة أمن عباس رواتبهم وأجبرتهم على التخلي عن وظائفهم في تلك المؤسسات تحت ضغط الاختطاف والتعذيب .

 ويرى المراقبون أن أخر مشاهد إجرام سلطة فتح برام الله هو فصل أربعة من موظفي جمعية التضامن الخيرية في مدينة نابلس من قبل وقائي عباس .

 فقد استدعى جهاز وقائي الضفة الموظفين الأربعة للتحقيق، وأبلغهم بقرار فصلهم النهائي من الجمعية، وأجبرهم على التوقيع على تعهد بعدم دخول الجمعية إطلاقاً.

 والموظفين هم:موسى الطنبور، ومحمد خاطر، وسيما الطاهر، وأسماء أبو زهرة ، حيث أنهم يعملون في الجمعية منذ أكثر من 7 سنوات.

 المصدر: فلسطين الآن

 

.