فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

دراسة: رجال مستوطنات غلاف غزة أشد خوفًا من النساء

الاحد 26 ديسمبر 2010

مفكرة الاسلام: كشفت دراسة أجراها مركز "إسرائيلي" متخصص في مجال مواجهة حالات الضغط النفسي أن الذكور في مستوطنات غلاف قطاع غزة أشدّ خوفًا ويعانون أكثر من الإناث.

وقال البروفيسور "مولي لاهد" المتخصص في مجال مواجهة حالات الضغط النفسي ورئيس مركز "مشعفيم" في كلية تل حي: "في بحث أجريناه في مركز "مشعفيم" قارنا من خلاله بين سكان الجنوب وسكان الشمال وقد أنهيناه قبل عام، تبين من المعطيات وبشكل يخالف المتعارف عليه دوليا أن الذكور في المنطقة الجنوبية يعانون أكثر من الإناث".

وأضاف البروفيسور لاهد في لقاء مع إذاعة جيش الاحتلال: "إن هذه الظاهرة تعتبر مميزة للغاية فعادةً في العالم معروف أن الإناث تحتاج لرعاية النفسية أكثر من الرجال وفي نقطة الزمن الحالية على ما يبدو أن الوضع المعتاد الذي اعتاد عليه السكان وهو الهدوء النسبي قد اختل وللأسف خرق الهدوء والاستقرار يدفع الناس نحو أصعب السيناريوهات".

وبخصوص قدرة المصابين بالحالات النفسية على بلورة مناعة ضد هذه الحالة قال: "سأقول عدة أمور أولها ما أعرفه عن "كريات شموني" في الماضي  نسبيا في الحاضر للأسف ذوي الشخصيات القوية تتوفر لديهم الخيارات وهذا أمر مهم إدراكه".

والأمر الآخر بحسب البروفيسور "لاهد" أن "بعض الناس يعانون من تدهور في حالتهم وذلك بسبب احتدام الأحداث أو الأوضاع بعد أن شعروا بالطمأنينة وذلك لا يؤدي إلى عودة الاضطرابات النفسية فحسب بل أحيانا عودتها بصورة نوبات أشد من السابق".

لم تكن هناك تهدئة!

وفي سياق متصل، قالت "هيلا غونين برزيلاي" مديرة مركز "خوسن" المسؤول عن علاج حالة الهلع في أوساط مستوطني سديروت والبلدات المحيطة: "يجب القول بصوت عالٍ إنه لم تكن هناك تهدئة على الإطلاق، فمنذ أن انتهت عملية الرصاص المصبوب نشهد رشقات متفرقة من الصواريخ وقذائف الهاون"، مضيفة "أن إعادة تأهيل السكان يستغرق وقت طويل وصحيح الأيام الأخيرة شهدت تصاعدا في حالتي الهلع والصدمة النفسية ولكن لم يكن هنا استقرار وهدوء على الإطلاق وهذه هي الحقيقة".

وأوضحت "برزيلاي" خلال لقاء خاص مع إذاعة جيش الاحتلال أنه يوجد في غلاف غزة خمسة مراكز أخرى مماثلة لمركز "خوسن" وهي أنشئت بقرار حكومي، ويتعاون معها عدة وزارات مثل الصحة، الرفاه الاجتماعي، وزارة المتقاعدين، والجهة التي تقود العمل الائتلافي الإسرائيلي للهلع.

وقالت مديرة المركز: "إن نسبة الذين يتوجهون لمراكز "خوسن" لم تنخفض حتى في فترة الهدوء النسبي منذ عامين، وهناك مشاكل تطفو على السطح لدى الناس في فترة الهدوء فهم يواجهون مشاكل ويشعرون بالاضطرابات النفسية الداخلية وظهر ذلك بالطبع في الفترة الأخيرة التي تشهد صفارات إنذار"، طبقًا لما نقلته وكالة "سما" الفلسطينية.

وأردفت "برزيلاي": "لقد بدأنا نرى فئات جديدة تتوجه للمراكز مثل الأزواج والشبان ومختصين في علاج مصابي الهلع أنفسهم والذين قدموا المساعدات في الأعوام الصعبة الماضية، اليوم هم أنفسهم يحتاجون للمساعدة من اجل أن يواصلوا حياتهم، فالسكان يشمون رائحة الجولة المقبلة، ومازالت هنالك طلبات توجه لمركز "خوسن" من اجل تلقي الرعاية والعلاج".

وقالت مدير المركز: "إنه في السنوات التي سقطت فيه الصورايخ والضغط المتواصل جميعها تركت ندوب وجراح نفسية عميقة، ومن الجدير بالذكر أن ثقافة الرعاية النفسية لم تكن مترسخة لدى سكان سديروت، والناس تعلمت أن تطلب هذه الخدمة سواء كانوا رجالا أو نساء أو حتى أطفال".

وأضافت: "إن السكان تعلموا طلب المساعدة وأدركوا وجود خلل في نسق حياتهم وهم يأتون لطلب المساعدة وهذا الأمر لا يجب أن نقلل من أهميته، فالضرر الذي عايشوه ضرر على جميع الصعود سواء على الصعيد الشخصي والعائلي ومرة أخرى لم يكن هن استقرار على الإطلاق".

وضع معقد للغاية:

وتابعت "برزيلاي" تقول: "يجب القول إن إعادة تأهيل السكان يستغرق وقتا فالهدوء النسبي وفترة الهدوء النسبي التي نعيشها منذ عامين لا يعني أن الناس لا تأتي لتلقي المساعدة، ونحن على أعتاب عام جديد ولم يتخذ قرارا بعد بشأن حجم نشاط المراكز في غلاف غزة و حقيقة صورة الوضع المعقد للغاية، في ظل التصعيد في الأيام الخير".

ولفتت "برزيلاي" إلى أنه "من المهم القول إنه لا يعقل خفض ميزانية مراكز "الخوسن" فعلى (الدولة) أن تواصل تحمل المسؤولية وتقديم الدعم والمساندة وتقديم الدعم لسكان فسكان الغلاف دفعوا ثمنا باهظا على مر السنين، ولذلك أتمنى أن يتخذوا قرارا  لمصلحة السكان في سديروت وسكان الغلاف وتطوير الموارد لنا من اجل أن نواصل تقديم المساعدة لسكان".

ومن جانبه، أكد البروفيسور "لاهد" أن "ما تحدثت عنه "هيلا" بالنسبة لي معروف سواء في المنطقة الشمالية أو الجنوبية فنحن نتواجد في كلا المنطقتين وأبحاثنا تشير لنفس الظواهر التي تحدثت عنها "هيلا".

وأوضح: "بمعنى أن الفترات التي يستقر فيه الوضع لا يعني أن الوضع النفسي سيتحسن فبعض الناس الذين تصنف حالتهم بالصعبة هم بالذات الذين يأتون لتلقى الرعاية، ولكن ما نعرفه أن الناس يعيشون حالة الطباع المعتاد أثناء فترة الاستقرار النسبي حتى ولو كانوا في حالة تأهب نفسي وأحيانا فترات التصعيد المتفاوتة تدفع بكثير من الناس بالتوجه إلى مراكز الراعية النفسية وهؤلاء يكونون ذوي ردت فعل صعبة".

 

.