فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين

جرائم برعاية دولية .

جرائم برعاية دولية

 

     الاستهداف الصهيوني الجاري الآن على قطاع غزة من السذاجة بمكان تعليقه فقط بأسر جندي يهودي، فهو مستمر قبل تلك العملية أو بعدها، وما عملية الأسر إلا الذريعة التي أرادوا أن يقنعوا العالم بها لإكمال مسيرتهم في ضرب البنية التحية والمؤسسات، وكل مظاهر الحياة على أراضي قطاع غزة، قصف متى شاءوا بالقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات، وحصار أوعز الفلسطينيين " الكيلو من الطحين"، ومليون ونصف نسمة يعيشون على 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية بسجن لم يشهده التاريخ من قبل، وأكثر من 80% يعيشون تحت خط الفقر، والدفع لإشعال الفتن بين الحكومة والرئاسة، ومنع التحويلات عنهم، وتعطيل عمل الجمعيات الخيرية، وموظفون بلا رواتب منذ أربعة شهور، واقتحامات واعتقالات وخطف وقتل يومي نال منه الأطفال النصيب الأكبر في الفترة الأخيرة.

 

     بالإضافة لتلك المعاناة أغلقوا جميع المعابر لقطاع غزة، وقصفوا محطات الكهرباء، وقطعوا المياه، وكذلك منعوا وصول صهاريج الوقود، ليحكموا على المليون ونصف نسمة بالقتل البطيء، بل لبعض مرضاهم بالقتل الفوري بقطع التيار عن أجهزته الطبية. فالحرب مستمرة والمعاناة تتفاقم لدرجة الموت، والأصوات التي تعالت في مطالبتها بفك أسر الجندي، خمدت وبشكل مخزي أمام الاعتداءات الوحشية، لأنها ذات وجهة واحدة، لا ترى إلا معاناة اليهود الغاصبين لأرض فلسطين.

 

      وأكملت قوات الاحتلال مسيرة العدوان باختطاف 9 وزراء و21 نائباً  - حتى الآن - في الضفة الغربية، في عملية قرصنة غير مسبوقة في العالم أجمع، وجريمة دولية، أكملت حلقاتها بقصف مكتب رئيس الوزراء، نقلت لنا الصورة التي ستكون عليها الحال عندما تُشاع شريعة الغاب بتجاوز كل القرارات الدولية والاتفاقات وما أسموه بالمشروع  الديمقراطي في العالم العربي!! فأين المجتمع الدولي وأين مجلس الأمن واللجنة الرباعية، والدول الراعية للاتفاقات المبرمة، أتكتفي بتلقي الصفعات من هذا الكيان الجائر!!!

 

       ففي السابق عندما اقتحم اليهود سجن أريحا وخطفوا من فيه كانت تلك العملية رسالة واضحة وجهها قادة الاحتلال لكل من على أرض فلسطين، على أن الاحتلال قادر على الوصول إلى كل من يعتقد أنه يشكل تهديداً لأمن كيانهم الغاصب ولو كان تحت حماية دولية، وأن الحكومة المنتخبة برئيسها وأعضائها في المجلس التشريعي معرضة لكل أنواع التنكيل كما هو حال الشعب بأكمله، وهذا السيناريو المعد سلفاً لم يبتعد قيد أنملة عن المشروع اليهودي الهادف إلى التدمير من جانب والتمكين لكيانهم الغاصب من خلال العنف العسكري والضغط الاقتصادي والحصار الجغرافي من جانب آخر.

 

     الخلاصة: المشروع اليهودي ماضٍ، والممارسات الوحشية لن تتوقف مادمنا على ما نحن عليه، والأحداث الجارية ليست بمستغربه لمن يعي حجم الفظائع التي قام بها الاحتلال في مسيرة عدوانه، والصمت الدولي على جرائم الحرب اليهودية يعني تورط هذا المجتمع في هذه الجرائم، مما يفضح حقيقة الموقف الدولي تجاه الصراع العربي الصهيوني والذي يوفر الشرعية والدعم الكامل لجرائم الاحتلال بكل ألوانها.

 

عيسى القدومي

4/7/2006م

.