فلسطين التاريخ / أعلام بيت المقدس

محاولة قتل صلاح الدين الأيوبي - 571هـ.

صلاح الدين الأيوبي نموذج مميز للحاكم والقائد المسلم, وارتبط اسمه بالجهاد وتحرير القدس, وكان خليقاً بالإمارة, مهيباً, شجاعاً حازماً, مجاهداً كثير الغزو عالي الهمة, تقياً ورعاً.

كردي, ولد في تكريت سنة 532 هـ, وتوفي رحمه الله بدمشق سنة 589 هـ..

سيرته:

قضى صلاح الدين حياته من غزوة إلى غزوة, يسارع للجهاد في سبيل الله  ويهبّ لنجدة المسلمين وتطهير أراضيهم ومقاتلة المعتدين من الكفار, وهو أيضاً يهتم بجبهته الداخلية, ويوصي أنصاره بتقوى الله ويحثهم على الصبر والطاعة واجتناب المحرمات, وكان يوقن أن طاعة الله هي الطريق إلى النصر وأن مخالفة أوامره هي الطريق إلى الهزيمة.

نقل الذهبى عن الموفق عبد اللطيف أحد معاصري صـلاح الدين قوله:

" أتيت, وصلاح الدين بالقدس فرأيت ملكاً يملأ العيون روعة, والقلوب محبة, قريباً بعيداً, سهلاً, محبباً, وأصحابه يتشبهون به, يتسابقون إلى المعروف كما قال تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانا), وأول ليلة حضرته وجدت مجلسه حافلاً بأهل العلم يتذاكرون, وهو يحسن الاستماع والمشاركة... "

وارتبط اسم صلاح الدين بالقدس, فهو الذي حرّرها من الصليبيين بعد معارك ضارية, وكانت معركة حطين سنة 583هـ (1187م) التي قادها إحدى معارك المسلمين الخالدة.

محاولة قتله:

لم ترق هذه السيرة وهذا الجهاد لأعداء الله من الباطنية الاسماعيلية الذين كان دأبهم محاربة المسلمين وخذلانهم, ونصرة الكافرين وإعانتهم, وبدلاً من أن يوجهوا سهامهم إلى أهل الكفر والإلحاد, يوجهونها إلى أهل الإيمان والصلاح كما فعلوا ذلك بقتل الوزير السلجوقي نظام الملك عام 485هـ وولده عام 500هـ.

وهذا ما أرادوه للسلطان صلاح الدين كذلك في أحد أيام سنة 571هـ وأثناء حصار عزاز (وعزاز بلدة تقع شمالي حلب وفيها قلعة حصينة, وحاصرها السلطان ثمانية وثلاثين يوماً).

و ينقل الإمام الذهبي في السير(ج21ص281) عن ابن واصل مؤلف كتاب "مفرج الكروب" في وصف المؤامرة التي انبرى لتنفيذها ثلاثة من الباطنيين  جاءوا لقتل السلطان أثناء وجوده في خيمة أثناء حصار عزاز, وبدا عليهم الإصرار لتنفيذ جريمتهم فيقول :

" كانت لجاولي خيمة كان السلطان يحضر فيها, ويحض الرجال, فحضر باطنية في زي الأجناد, فقفز عليه واحد ضربه بسكين لولا المغفر الزرد [1] الذي تحت القلنسوة, لقتله فأمسك السلطان يد الباطني بيديه, فبقي – الباطني- يضرب في  عنق السلطان ضرباً ضعيفاً, والزرد تمنع, وبادر الأمير بازكوج فأمسك السكين فجرحته، وما سيبها الباطني حتى بضعوه. ووثب آخر، فوثب عليه ابن منكلان فجرحه الباطنى في جنبه فمات, وقتل الباطني, وقفز ثالث فأمسكه الأمير علي بن أبي الفوارس, فضمه تحت إبطه, فطعنه صاحب حمص ناصر الدين ابن أسد الدين شيركوه, فقتله, وركب السلطان إلى مخيّمه, ودمه يسيل على خدّه, واحتجب في بيت خشب, وعرض جنده, فمن أنكره أبعده ".

لقد أجاد ابن واصل في وصف هذا المشهد لهؤلاء الباطنيين المستميتين لقتل السلطان, وأجاد في وصف شجاعة السلطان صلاح الدين.

ولم تفل تلك الحادثة من عزم صلاح الدين كما روى ذلك القاضي ابن شداد المعاصر لصلاح الدين رحمه الله, بل إنه بعد أن وثب عليه الاسماعيلية, ونجّاه الله منهم استمر في جهاده وغزواته.

ويستمر الغدر:

وهذا الغدر والإغتيال لأبطال الإسلام لا يزال يتكرر دوما ًمن هولاء الزائغين بأصنافهم كلها من باطنية و ملاحدة وشيعية ومبتدعة.

  ففي لبنان كم قتل الأحباش من أهل السنة وهم ساجدون لله في بيوته؟!

  والشيخ إحسان إلهى ظهير في باكستان قتلته الشيعة!

  ومسرحية إهدار دم سلمان رشدى الذى عجزت عنه إيران للآن مع أنها قتلت إمامين سعوديين في بلجيكا فى نفس الوقت الذى صدرت فيه الفتوى!!!

 وأخيرا ً الغدر والإجرام الذى لم يكشف كاملاً بعد اتجاه المقاتلين العرب في بغداد.

 

للاستزادة:

1- سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي ج21 ص278.

2- سيرة صلاح الدين الأيوبي – القاضي ابن شداد.
3- هكذا ظهر جيل صلاح الدين – د. ماجد الكيلاني.

.