فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

خطيب الأقصى في أول جمعة برمضان: احرصوا على التواجد في رحاب الأقصى

خطيب الأقصى في أول جمعة برمضان: احرصوا على التواجد في رحاب الأقصى, وفي دواوينه, وأروقته وساحاته, فكلها أقصى

 

القدس المحتلة, السبت, 6-9-2008م, 6-9-1429هـ - حث الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك في خطبة صلاة الجمعة الأولى لشهر رمضان المبارك (5-9) من على منبر المسجد الأقصى المبارك الفلسطينيين على شد الرحال إلى المسجد الأقصى, والتواجد في كافة أروقته وساحاته, مؤكدا على أن هذا التواجد هو الرد العملي على مساعي الاحتلال للسيطرة على المسجد المبارك.

وقال صبري: "احرصوا على التردد والتواجد في رحاب الأقصى وفي دواوينه, وأروقته وساحاته, فكلها أقصى, وفي رمضان وما بعد رمضان, فأنتم المعادلة السليمة الصحيحة على أرض الواقع, وأنتم حماته بعد الله العلي القدير, فهنيئا لكم وطوبى لكم". وأفتى سماحته بأنه ينبغي على كل مسلم مرابط في أرض الإسراء والمعراج أن يشد الرحال إلى الأقصى, وأن يتوجه إلى مدينة القدس, فإن مُنع من الوصول إلى الأقصى فأنه يصلي حيث يمنع, وله ثواب مواز لمن صلى في الأقصى.

ولفت خطيب الأقصى إلى أنه تم الكشف في الشهر الماضي عن مخطط خطير لبناء عدة كنسٍ في ساحة المغاربة المحاذية لحائط البراق, مؤكدا أن هذا يعد استمرارا لتهويد مدينة القدس وتغييرا لمعالمها الأثرية والتراثية الإسلامية, كما يعد اعتداء على المسجد الأقصى المبارك. وأضاف: 'نحن في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس نعلن بأن حارة باب المغاربة هي وقف إسلامي, ونرفض أي اعتداء عليها'.

وأشار إلى أن البيان الذي أصدرته الهيئة الإسلامية العليا بالقدس تم تعميمه على معظم الدول والمنظمات العربية والإسلامية ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه مدينة القدس المعرضة للتهويد بشكل مستمر.

ولفت خطيب الأقصى إلى أن مؤسسة الأقصى في مدينة أم الفحم عقدت مؤتمرا صحفيا كشفت فيه عن الخرائط والوثائق لبناء الكنس في حارة باب المغاربة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة ما أثار حفيظة سلطات الاحتلال فقررت إغلاق المؤسسة, وألصقت بها تهما مفبركة لتبرير الإغلاق. وأكد استنكاره واستنكار الجميع لإغلاق مؤسسة الأقصى, ولإغلاق المؤسسات والجمعيات الأخرى, كما أكد استنكاره لاستباحة الاحتلال لمدن الضفة الغربية.

70 ألفا في الأقصى

وأدى قرابة 70 ألف مسلم صلاة الجمعة الأولى في رمضان في الأقصى, وتدفق المصلون من سكان مدينـة القدس المحتلة وضواحيها والمناطق المحتلة عام 1948, ومن الضفة الغربية منذ ساعات الفجر للصلاة في الأقصى, رغم الإجراءات الأمنية والعسكرية المشددة التي فرضها الاحتلال في المسجد المبارك وفي البلدة القديمة بالقدس, وعلى مداخل المدينة المحتلة.

وانتشر أكثر من 3 آلاف عنصر من جنود الاحتلال في محيط المسجد الأقصى وفي الشوارع والحارات والأسواق المؤدية إليه, فيما اعتبر مظهرا لتضييق الخناق على الوافدين على الصلاة في أول جمعة من الشهر الكريم. كما نشرت سلطات الاحتلال الآلاف من عناصر وحداتها الخاصة وحرس حدودها وشرطتها في محيط بوابات المسجد المبارك, وعلى مداخل هذه البوابات, ووضعت متاريس جديدة وبشرية مكثفة ومتتالية لتفتيش المصلين.

وأجبرت السلطات الحافلات التي تنقل المصلين من مختلف ضواحي القدس وأراضي العام 1948 على التوقف على مسافات بعيدة من محيط البلدة القديمة, ما اضطر كبار السن من النساء والشيوخ للترجل لمسافات طويلة في طريقهم إلى المسجد الأقصى.

وقال أحد المواطنين من مدينة نابلس قال: "حتى لو وضعوا ألف حاجز سنحاول تخطيها أو الالتفاف عليها حتى نتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى, فالصلاة هناك لها طعم وروحانيات تختلف عن جميع المساجد".

واندلعت مواجهات على حاجز قلنديا بين المصليـن المتوجهين للمسـجد وبين جنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لمنعهم من التقدم باتجاه القدس, مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق. ووصل إلى الحاجز العشرات من نشطاء السلام معربين عن تضامنهم لما يتعرض له الفلسطينيون من تفتيش وإعاقة حركة.

هوس أمني

من جانبه قال حسن خاطر الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات في تصريحات صحفية: إن سلطات الاحتلال تشرع هذه الأيام باتخاذ إجراءات أمنية غريبة جدا تتمثل في تحصين جدار العزل الذي أقامته حول القدس بكميات كبيرة من الأسلاك الشائكة تقوم بتثبيتها في أعلى الجدار.

وقد شرعت في تنفيذ هذه الإجراءات ابتداء من المقطع الفاصل بين قلنديا ومنطقة الضاحية, مستعينة في ذلك بالعديد من المعدات والرافعات والعمال المختصين, بحسب خاطر.

وأضاف الأمين العام للجبهة أن وضع الأسلاك الشائكة بهذه الصورة على جدار يصل ارتفاعه إلى حوالي 12 مترا, يعكس مستوى "الهوس الأمني" الذي بلغته دولة الاحتلال.

وأشار إلى أن القدس باتت معزولة تماما عن محيطها الفلسطيني ولم يعد أحد من سكان البلدات الواقعة خارج الجدار قادرا على الدخول إليها أو الوصول إلى مقدساتها, رغم أن الكثير منهم يرون القدس والأقصى بأعينهم ويسمعون صوت الأذان.

 

.