فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
إسرائيل تعتقل إمام المسجد المحترق
الاثنين 21, نوفمبر 2011
لجينيات ـ لم يكف الشرطة الإسرائيلية ما يقارب شهرين من الزمن للكشف عن ملابسات حادث الحريق الذي تعرض له مسجد "النور" في منطقة صفد داخل ما يعرف بأراضي الـ48، ولم توقف أيا من المعتدين اليهود الذين تركوا شعارات بالعبرية داخل المسجد بعد تدميره انتقاما لقتل مستوطن، غير أنها ما زالت تخضع إمام المسجد الشيخ فؤاد زنغرية للحبس المنزلي، مما يثير غضب فلسطينيي الداخل وعده المواطنون معاقبة للضحية لا الجاني.
فبعدما اعتقلت السلطات الإسرائيلية الشيخ زنغرية أربعة أيام بدعوى الحض على العنف والإرهاب في المجالس العامة وخطب الجمعة، فرض عليه الاحتلال قرارا بالحبس المنزلي داخل بيت خاله في قرية عيلبون حتى "لا يشوش" مجرى التحقيق، حسبما جاء في التحقيقات.
وأفاد الشيخ بأن الحبس المنزلي سيمتد حتى الخميس المقبل عندما تقوم النيابة العامة بحسم مسألة تقديم لائحة اتهام بحقه من عدمه.
وردا على سؤال للجزيرة نت، أوضح زنغرية الأحد أن كل الشبهات الموجهة له لا أساس لها، وأنها ليست إلا ملاحقة بهدف ترهيبه وإسكاته وأهالي بلده بعد هبتهم في أعقاب حادث الحريق الذي تعرض له مسجد النور في 3أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أيدي مستوطنين.
وأضاف الشيخ أن المحققين وجهوا له تهمة تحريض الشباب على العنف وتهمة تشجيع الإرهاب، حسب تعبير المحققين، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية تهدف للحيلولة دون توصيل كلمة الحق وترهيب السكان في بلدة طوبا-زنغرية وقرية صفد التي شهدت حادثة الحريق.
في السياق أدان عدد من الناشطين حادثة اعتقال إمام المسجد الذي أحرق بالكامل على أيدي جهات يهودية متطرفة.
وأشار الناشطون إلى أانه كان من المفترض من الشرطة فتح تحقيقات موسعة حول الحادث وتكثيف البحث عن الجناة لا أن يعاقب الضحية.
واتهم رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد زيدان الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن كشف المتورطين في الجرائم المتكررة ضد المقدسات الإسلامية حتى الآن، مما أدى إلى زيادة ظاهرة انتهاك المقدسات الإسلامية داخل أراضي 48 بشكل فج ومتكرر.
ازدواجية
واستنكر زيدان في حديثه للجزيرة نت إسراع الشرطة الإسرائيلية باعتقال إمام المسجد بعدما حرق مسجده، لافتا في الوقت نفسه إلى عدم التعرض للحاخامات اليهود المحرضين على العنف سواء بالاعتقال أو مجرد المساءلة، وحذر من تبعات هذه الازدواجية قائلا "آن الأوان لوقف هذا العدوان الرسمي على مجتمعنا العربي والكف عن اللعب بالنار".
من جانبهم اعتبر نواب القائمة العربية الموحدة -كبرى الكتل العربية في الكنيست- أن اعتقال اللشيخ زنغرية جاء مفاجئا ومستفزا إلى أبعد الحدود، وأنه يثبت أن الأجهزة الأمنية والشرطية في إسرائيل جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل، وأنها المصدر الأكثر تهديدا للمجتمع العربي.
ونوه النواب في رسالة غاضبة لوزير الشرطة الإسرائيلي، إلى أن إمام المسجد ساهم في تهدئة الأوضاع عقب الاعتداء على المسجد، لكنه شدد في مطالبته بسرعة الكشف عن المجرمين اليهود الذين حرقوا المسجد.
ولفت النواب العرب في مذكرتهم إلى أن الشرطة لم تحرز أي تقدم في التحقيق وأنه من الوارد إغلاق "الملف ضد مجهول"، مثلما حدث في عشرات الملفات من قبل، واعتبروا أن اعتقال الشيخ زنغرية يأتي في إطار الاستخفاف المرفوض بمشاعر العرب والمسلمين.
صرف الأنظار
بدوره، قال النائب إبراهيم صرصور -أحد الموقعين على المذكرة- في حديثة للجزيرة نت إنه يخشى من أن يجسد اعتقال الشيخ عملية هروب منظمة للشرطة من مسؤولياتها تجاه الجريمة واللجوء كعادتها إلى "تحويل الضحية إلى جلاد، والجلاد إلى ضحية".
وأضاف صرصور أن إخضاع الشيخ للاعتقال المنزلي بدعوى "معلومات سرية" ليس سوى ذريعة تتسلح بها الشرطة حينما تريد إلصاق التهمة بغير صاحبها، مشيرا إلى أنه كان كافيا استدعاء الشيخ واستجوابه.
وأوضح أن الشرطة تسعى لصرف الاهتمام الشعبي عن الجريمة اليهودية ضد المسجد، وتحاول نسج قصة خيالية، مستغلة الهوس الإسرائيلي المعادي لكل ما هو عربي.
المصدر: الجزيرة