فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

فيسك: "إسرائيل" تحظر الصحافة لأن صور المذابح التي ترتكبها لا تحتمل

 

الثلاثاء10 من محرم1430هـ 6-1-2009م

 

مفكرة الإسلام: تساءل الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك: مم تخاف "إسرائيل"؟ ولماذا تستخدم عذرها القديم "المنطقة العسكرية المغلقة"، والذي استخدمته منذ سنوات طوال، لتمنع التغطية الإخبارية لاحتلالها الأراضي الفلسطينية؟

وأجاب فيسك: المرة الأخيرة التي لعبت فيها "إسرائيل" هذه اللعبة، كانت في جنين عام 2000، وأسفرت عن وقوع مذبحة جنين. 

وأكد أن "إسرائيل" تحاول مجدداً انتهاج سياسة فرض حظر على الصحافة والصحفيين وإبعاد كاميراتهم خارج القطاع.

وقد أعلنت حماس صباح أمس، بعد ساعات قليلة من اجتياح الجيش "الإسرائيلي" لأرض القطاع، أنها تمكنت من اعتقال جنديين "إسرائيليين". ولكن مع عدم وجود صحفي واحد أجنبي في غزة ليتمكن من كشف الحقيقة من الكذب، أخبر "الإسرائيليون" العالم أنهم لا يعرفون إذا كان هذا حقيقاً أم لا.

ومن جهة أخرى، يسهل شرح أسباب "إسرائيل" "عديمة الرحمة" لفرض هذا الحظر على الصحافة، وذلك – بحسب فيسك - لأن الجنود "الإسرائيلية"، أغلب الظن، سيقومون بقتل العديد من الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، وستصبح صور الفظائع والمذابح التي ترتكبها "إسرائيل" لا تحتمل.

أصوات الفلسطينيين سيصل صداها إلى العالم كله:

وأشار فيسك إلى قيام "الاتحاد السوفيتى" عام 1980 بانتهاج نفس السياسة لمنع نقل الصحافة للفظائع التي يرتكبها السوفييت في أفغانستان، بل وقامت بطرد كل الصحفيين الأجانب من البلاد.

وقال: ليس أمراً مفاجئاً أن تقوم "إسرائيل" باستخدام نفس أساليب الاتحاد السوفيتي السابقة لتعمى العالم عن رؤية تداعيات حربها الشرسة على غزة. ولكن ما لا تعرفه "إسرائيل" هو أن أصوات الفلسطينيين سيصل صداها إلى العالم كله، وسيخبر الرجال والنساء الفلسطينيون الذين يعانون من هجمات المدفعية "الإسرائيلية" الآن، قصتهم المريرة عبر كل السبل الإعلامية المتاحة بطريقة لم تشهدها فلسطين من قبل، سواء أكانت عبر قنوات التليفزيون أم عبر موجات الراديو وعلى أوراق الصحف.

وأكد فيسك أن العالم سيتمكن من معرفة الحقيقة العارية دون إضافات أو "توازن" اصطناعي من قبل الصحفيين الذين ينقلون الأحداث على الهواء. وربما تصبح مشاركة الأطراف المعنية في سرد قصصهم، شكلاً آخر لتغطية الأحداث.

.